هل القدس حرم وما ماهو مفهوم الحرم ؟

هل القدس حرم؟ وما هي الأماكن التي يُطلق عليها حرم؟ إن المسجد الأقصى هو أولى القبلتين ومن المساجد الثلاثة التي يشد إليها الرحال، كما أن للمسجد الأقصى من الأفضلية على غيره من المساجد، فإذا رتبنا المساجد من حيث الأفضلية كان المسجد الحرام بمكة هو الأفضل على الإطلاق، ومن خلال موقع زيادة سوف نتعرف على الإجابة الوافية حول هل القدس حرم أم لا؟

هل القدس حرم

يأتي المسجد النبوي الشريف كثاني مسجد من حيث الأفضلية، ثم المسجد الأقصى كثالث مسجد من حيث الأفضلية، والقدس مكانتها ليست فقط في قلب المسلمين بل في قلوب المسيحيين كذلك ولها أهمية عند اليهود أيضًا، فيكفي لنا أنه كان بداية رحلة الإسراء والمعراج لرسولنا محمد صلى الله عليه وسلم.

فقد كرمها المولى عز وجل بذكره في كتابه العزيز في سورة الإسراء:

“سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ”

للإجابة عن سؤال هل القدس حرم يجب أن نعرف مفهوم كلمة حرم، فكلمة حرم يقصد بها مكان قد اختصه الله بأحكامٍ معينة، مثل تحريم القتال في هذا المكان، وأيضا حرمة الصيد من حيوان أو طير، ويحرم على الإنسان أيضًا قطع الأشجار إن خرجت ربانيًا لم يقم إنسان بزراعتها.

فالله عز وجل قد منَّ على مكة المكرمة بأن تكون حرمًا، فقد قال الله عز وجل في سورة القصص:

“وَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ”.

أما المدينة المنورة فقد حرمها الرسول صلى الله عليه وسلم فعن جابر أن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

“إنَّ إبْراهِيمَ حَرَّمَ مَكَّةَ، وإنِّي حَرَّمْتُ المَدِينَةَ ما بيْنَ لابَتَيْها، لا يُقْطَعُ عِضاهُها، ولا يُصادُ صَيْدُها” رواه مسلم، والعضاة هي الشجرة التي تنبت بها الأشواك.

روي أيضًا عن أبي سعيد الخدري قال النبي صلى الله عليه وسلم: “اللَّهُمَّ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ حَرَّمَ مَكَّةَ فَجَعَلَهَا حَرَمًا، وَإِنِّي حَرَّمْتُ الْمَدِينَةَ، أَنْ لا يُهْرَاقَ فِيهَا دَمٌ، وَلا يُحْمَلَ فِيهَا سِلاحٌ لِقِتَالٍ، وَلا تُخْبَطَ فِيهَا شَجَرَةٌ إِلا لِعَلْفٍ”.

من التوضيحات السابقة والأماكن التي تم الاتفاق عليها أنها من الأماكن الحرم، يتضح لنا أن القدس ليست حرمًا، مع الحرص على التذكير بأفضليتها، فالصلاة في المسجد الأقصى بمائتين وخمسين صلاة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلا إِلَى ثَلاثَةِ مَسَاجِدَ: مَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَمَسْجِدِ الأَقْصَى، وَمَسْجِدِي هَذَا” رواه البخاري.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: اجمل ما قيل عن القدس

معلومات مهمة عن القدس

تأسست مدينة القدس في عهد النبي إبراهيم عليه السلام، وفيما بين القرن السادس عشر والقرن الرابع عشر سيطر الفراعنة على القدس، عرفت القدس منذ تأسيسها بعدة أسماء منها يبوس، وفي عهد النبي داوود عرفت بمدينة داوود، وفي عهد الإسكندر عرفت بيروشاليم، وعند الفتح الإسلامي أُطلق عليها القدس، وفي عهد العثمانيين أطلقوا عليها القدس الشريف.

تقع القدس الشريف على أحد التلال الصخرية بوسط فلسطين، والقدس تنقسم إلى قسمين هما القدس الغربية والقدس الشرقية، تمت بها كتابة العهدة العمرية التي تحفظ لغير المسلمين حريتهم في ممارسة شعائرهم، في عام 1099م قام الصليبيون باحتلال القدس الشريف مرة أخرى بعد فتحها في عهد الخليفة عمر بن الخطاب بخمسة قرون.

قام صلاح الدين الأيوبي بفتح القدس مرة أخرى وتحريرها من الصليبيين عام 1187م، وفي عام 1917م ظهر وعد بلفور عن طريق الاستعمار البريطاني الذي وعد اليهود بإقامة وطن لهم على أرض فلسطين.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: عبارات وكلمات عن القدس وفلسطين

بهذا نكون قد عرفنا إجابة سؤال هل القدس حرم أم أنها مدينة لها من الفضل والتكريم عند المسلمين والمسيحيين أيضًا فقط، فقد شرحنا معنى كلمة حرم، والمدن المقصودة بالمدن الحُرُم، وألقينا بعض الضوء على بعض التواريخ المهمة التي مرت على القدس، مع خالص دعائنا أن يُخلّص الأراضي الفلسطينية من المحتل الغاشم.