كيفية الوضوء من الجنابة؟

كيفية الوضوء من الجنابة علينا أن نكون على علم بها حتى نتجنب الوقوع في الخطأ أثناء ممارسة أي عبادة بعد حدوث الجماع، وتجنب فعل قد يكون محرم في حالة عدم الطهارة بشكل صحيح مع الوقاية من الإصابة بأمراض ومشاكل صحية قد تحدث للشخص، لذلك سيقوم موقع زيادة بعرض كيفية الوضوء من الجنابة من خلال المقال القادم.

كيفية الوضوء من الجنابة

كيفية الوضوء من الجنابة؟

إن الجنابة تعني ما يخرج من مني أثناء الجماع بالنسبة للرجل والمرأة، بالتالي هي تمنع الصلاة ولمس المصحف الشريف وقراءة القرآن منه لأن الطهارة شرط أساسي لعمل كلٍ من هاتين العبادتين، لذا يجب على الشخص أن يعلم كيفية الوضوء من الجنابة بشكل صحيح، فهي تكون مثل الوضوء للصلاة.

طريقة الرسول- صلى الله عليه وسلم- في الوضوء من الجنابة بشكل صحيح، وهي:

فعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: “كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ إذَا اغْتَسَلَ مِنَ الجَنَابَةِ يَبْدَأُ فَيَغْسِلُ يَدَيْهِ. ثُمَّ يُفْرِغُ بيَمِينِهِ علَى شِمَالِهِ فَيَغْسِلُ فَرْجَهُ. ثُمَّ يَتَوَضَّأُ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ. ثُمَّ يَأْخُذُ المَاءَ فيُدْخِلُ أصَابِعَهُ في أُصُولِ الشَّعْرِ، حتَّى إذَا رَأَى أنْ قَدِ اسْتَبْرَأَ حَفَنَ علَى رَأْسِهِ ثَلَاثَ حَفَنَاتٍ. ثُمَّ أفَاضَ علَى سَائِرِ جَسَدِهِ. ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ“.

عن ميمونة بنت الحارث -رضي الله عنها- قالت: “أَدْنَيْتُ لِرَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ غُسْلَهُ مِنَ الجَنَابَةِ، فَغَسَلَ كَفَّيْهِ مَرَّتَيْنِ، أوْ ثَلَاثًا، ثُمَّ أدْخَلَ يَدَهُ في الإنَاءِ، ثُمَّ أفْرَغَ به علَى فَرْجِهِ، وغَسَلَهُ بشِمَالِهِ، ثُمَّ ضَرَبَ بشِمَالِهِ الأرْضَ، فَدَلَكَهَا دَلْكًا شَدِيدًا، ثُمَّ تَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ، ثُمَّ أفْرَغَ علَى رَأْسِهِ ثَلَاثَ حَفَنَاتٍ مِلْءَ كَفِّهِ، ثُمَّ غَسَلَ سَائِرَ جَسَدِهِ، ثُمَّ تَنَحَّى عن مَقَامِهِ ذلكَ، فَغَسَلَ رِجْلَيْهِ، ثُمَّ أتَيْتُهُ بالمِنْدِيلِ فَرَدَّهُ“.

طريقة الغسل من الجنابة

لابد من القيام ببعض الأمور لكي يكون الغسل من الجنابة صحيح وهي تكون كالتالي:

  1. يجب أن تتوافر نية الطهارة قبل البدء في الاغتسال.
  2. على المسلم التسمية بقول “بسم الله الرحمن الرحيم”.
  3. يتم غسيل الكفين ثلاث مرات.
  4. استخدام اليد اليسرى لغسل الفرج مكان الجنابة والتأكد من نظافته من كل ما هو عالق به.
  5. غسيل اليد اليسرى ثم تدليكها بقوة لتنظيفها مما علق بها.
  6. الوضوء كامل مثل الوضوء العادي للصلاة مع غسيل القدمين.
  7. وضع الماء في فروة الشعر كلها وتمرير الأصابع بين الشعر والتأكد من وصول الماء لمنبت الشعر.
  8. يتم تمرير الماء على الشعر ثلاث مرات.
  9. صب الماء على كل الجسد مرة واحدة ثم نبدأ بتدليك الجهة اليمنى ثم الجهة اليسرى فذلك من السنة.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: هل الغسل يجزئ عن الوضوء

لا يلزم الوضوء في حال الاغتسال

إن الغسل من الجنابة بطريقة صحيحة لا يشترط بعده الوضوء فالاستحمام يغني عن الوضوء ويكون الشخص طاهر بصفة كاملة ويستطيع الصلاة لكن لا بد أن تكون توافرت لدى الشخص نية رفع الحدثين الأصغر والأكبر.

قال تعالي: (وإن كنتم جنبا فاطهروا)، كذلك لا يشترط الوضوء قبل الغسل في حالة توجه الشخص للاغتسال مباشرةً لأنه سنة، فإن لم يقوم به المسلم لا يبطل الغسل.

صفة الماء المستخدم في الغسل

لا بد وأن يكون الماء المستخدم  طاهر لم يتم تلويثه بتغيير لونه أو وجود رائحة غير محببة به، إذًا طهارة الماء المستعمل في الاغتسال من الجنابة شرط لكي يكون الغسل صحيح.

أهمية الوضوء من الجنابة

أشرنا إلى أنه لا يشترط الوضوء من الجنابة، في حال قيام الشخص بالاغتسال مباشرةً والطهارة منها لكن يشترط الوضوء مع تنظيف الفرج في حالة عدم الاغتسال مباشرة في حالة رغبة الفرد في تناول الطعام أو الشرب أو الخلود للنوم.

فعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: “كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أرادَ أن يأكلَ أو ينامَ وهو جنبٌ ، توضّأَ وضوءَهُ للصلاةِ“، في الصحيحين أنَّ عمرَ قال “يا رسولَ اللهِ أينامُ أحدُنا وهو جنبٌ؟ قال نعم، إذا توضَّأ”.

ربما يستيقظ الشخص في اليوم التالي صائم، فيكون عليه الوضوء قبل الغسل فهذا رأي جمهور الفقهاء.

أفعال يستطيع الجنب القيام بها

إن الجنابة تجعل الشخص غير طاهر مع ذلك هناك بعض من التصرفات من الممكن أن يقوم بها دون أن تكون محرمة عليه وهي:

  • يستطيع أن يدعو الله كما يشاء وذكره وتسبيحه، فعن السيدة عائشة -رضي الله- عنها قالت: “كانَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَذْكُرُ اللَّهَ علَى كُلِّ أحْيَانِهِ“.
  • يجوز للشخص الجنب أن يلقي خطبة يوم الجمعة.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: هل لمس الزوجة لذكر زوجها ينقض الوضوء؟

ما يمتنع على الجنب فعله

هناك أعمال محرم على الشخص الذي على جنابة القيام بها هي:

  • أداء الصلوات كلها.
  • الطواف حول الكعبة المكرمة حتى لو تطوعًا لأنه يعتبر صلاة.
  • لمس القرآن الكريم بالتالي هذا يعني عدم القراءة من المصحف وعدم حمله إلا عند الضرورة.
  • دخول المسجد إلا في حالة الضرورة.
  • قال: الله -سبحانه وتعالى “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا”.

الأضرار التي يسببها تأخير الطهارة

يفضل أن يسرع الشخص من الطهارة من الجنابة، وألا يتراخى عن فعل ذلك لأنه ربما قد يتسبب له في الإصابة ببعض المشاكل الصحية وهي:

  • قد تتكون بكتيريا ضارة تسبب إصابة المنطقة الحساسة برائحة كريهة.
  • حدوث التهابات والإصابة بالفطريات في مكان الجماع بسبب التأخر في تنظيفه والتي قد تؤثر على الخصوبة.
  • حدوث حرقان أثناء التبول بسبب تلك البكتريا الضارة التي تتكون بسبب التأخر في تنظيف المنطقة الحساسة.
  • الشعور بألم في الظهر بعد الانتهاء من الجماع فسرعة الاستحمام تعمل على تنشيط الدورة الدموية ومنع هذا الألم لأنه يساعد على مرونة العظام والمفاصل.
  • الإحساس بالإجهاد والكسل والتوقف عن ممارسة النشاط اليومي بشكل طبيعي.

ما يجب فعله بعد الجماع

علمنا أهمية الاغتسال من الجنابة، وتعرفنا على كيفية الوضوء من الجنابة، وأن الطهارة منها أمر هام من الناحية الدينية، سنستعرض الآن بعض الأمور التي يجب فعلها بعد الجماع من الناحية العلمية وهي:

  • لا بد من التبول بعد الجماع مباشرةً خاصةً بالنسبة للسيدات لتجنب الإصابة بالتهاب المثانة.
  • تجنب الاستحمام بماء ساخن جدًا بالنسبة للسيدات مما يساعد على تكوين بكتيريا ضارة بالمنطقة الحساسة.
  • عدم استخدام أي منتجات معطرة في المنطقة الحساسة التي قد تتسبب في إصابة المكان بالتهابات شديدة.
  • الحرص على عدم ارتداء ملابس ضيقة بعد الجماع مباشرةً التي تساعد على احتكاك البكتيريا بالمنطقة المحيطة.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: هل مس الفرج ينقض الوضوء

الحكم الشرعي في تأخير الطهارة

تحدثنا عن الأضرار الطبية التي قد يتعرض لها الشخص عند التأخير في الاغتسال من الجنابة لكن ما هو الحكم الشرعي بهذا الشأن هو ما سنتطرق إليه الآن:

يجوز للشخص أن يتأخر في الطهارة من الجنابة إلا في حال قيامه للصلاة فليس هناك ما يوجب الاغتسال على الفور، فعن أبي هريرة رضي الله عنه…

أنَّهُ لَقِيَهُ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ في طَرِيقٍ مِن طُرُقِ المَدِينَةِ، وهو جُنُبٌ فَانْسَلَّ فَذَهَبَ فَاغْتَسَلَ، فَتَفَقَّدَهُ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فَلَمَّا جَاءَهُ قالَ: أيْنَ كُنْتَ يا أبَا هُرَيْرَةَ قالَ: يا رَسولَ اللهِ، لَقِيتَنِي وأَنَا جُنُبٌ فَكَرِهْتُ أنْ أُجَالِسَكَ حتَّى أغْتَسِلَ، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: سُبْحَانَ اللهِ! إنَّ المُؤْمِنَ لا يَنْجُسُ”.

فقال ابن حجر: فيه جواز تأخير الاغتسال عن أول وجوبه، كما يجوز للشخص الجنب أن يخلد للنوم لكن عليه الوضوء قبل ذلك.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: هل لمس المرأة ينقض الوضوء للإمام الشافعي

تعرفنا من خلال هذا الموضوع على كيفية الوضوء من الجنابة وأشرنا إلى تعريف بها، وما هو حكم تأخير الطهارة منها وما الأضرار التي قد تحدث بسبب ذلك، واستعرضنا الوقت الذي يكون فيه الوضوء منها هام، ونأمل أن نكون قد قدمنا لكم النفع والإفادة.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.