أسباب خروج الحليب من انف الرضيع

خروج الحليب من انف الرضيع فغالبًا ما تحدث بعض الأمور للأطفال حديثي الولادة، منها المألوف ومنها غير ذلك والتي تثر تساؤل الأمهات وقلقهن وخاصة الأمهات حديثات العهد بالأمومة، ومن تلك الأمور المزعجة ترجيع الحليب بعد الانتهاء من عملية الرضاعة، ولاسيما إذا كان هذا الترجيع يحدث من الأنف وليس من الفم، حيث تتصور الأمهات وجود خلل ما خلف هذه العملية كما يتخوفن من أن تتسبب في أي مشاكل في التنفس أو تتسبب في الاختناق أو نحوه بسبب خروج الحليب من طريق غير معتاد ومن عضو وظيفته الأساسية التنفس.

وهنا عبر موقع زيادة سوف نتناول أسباب وعلاج خروج الحليب من انف الرضيع بشيء من التفصيل وسنستعرض أهم الجوانب المتعلقة به من حيث الأسباب التي تؤدي إليه، والنتائج المترتبة عليه وكيف نتجنبه ومدى خطورته على الطفل وغيره من المعلومات التي تهم جميع الأمهات اللائي يتساءلن عن هذا الأمر.

خروج الحليب من انف الرضيع

بالبحث عن ظاهرة ترجيع الحليب من أنف الرضيع ومن التساؤلات التي تطرحها بعض الأمهات يبدو  أن هذا الأمر طبيعيا وشائع لانتشار ويحدث لدى الكثير من الأطفال، غير أن الترجيع من الفم هو الأكثر شيوعًا وأكثر انتشارًا.

وعلى الرغم من كون هذا الأمر طبيعي ووارد وخاصة في الأشهر الأولى من الولادة إلا أنه يزيد بعدة عوامل، وهو أمر مزعج للأم كثيرًا فينبغي علينا الوعي بكيفية التعامل مع تلك المشكلة للتقليل من حدتها وتجنب أي توابع لها، وفي حالة حدوث الأمر بشكل مبالغ فيه أو بصورة متكررة كثيرا أو بصورة مختلفة عن الطبيعي فيجب الاستعانة بالطبيب المختص وطلب المساعدة منه.

الأسباب التي تؤدي إلى ترجيع الحليب من أنف الطفل بعد الرضاعة

هناك أسباب ترجع إلى التكوين العضلي والفسيولوجي للطفل في تلك المرحلة العمرية المبكرة، وهناك أسباب ترجع إلى اتباع بعض العادات الخاطئة وعدم الوعي بإرشادات الرضاعة بطريقة صحيحة، فأهم الأسباب المتعلقة بالطفل نفسه هي:

• وضعية نوم الطفل الرضيع على الظهر معظم الوقت مما يساهم في سهولة حدوث ارتجاع الحليب من المعدة إلى المريء.
• تتميز عضلات المريء لدى الطفل في تلك المرحلة العمرية المبكرة بالارتخاء، والضعف فهي ليست قوية بشكل كاف لتحجب العصارة المعدية والأكل وتمنعها من الارتجاع، وهذا أمر طبيعي لأن العديد من الأعضاء الداخلية للطفل تكون في طريقها إلى الاكتمال وقد يستمر الأمر لمدة 6 أشهر.
• صغر حجم معدة الرضيع مقارنة بما تعطيه له الأم من الحليب.
• ابتلاع الطفل بعض الهواء أثناء الرضاعة.
• عدم تمكن الطفل من عملية الجلوس بوضعية مستقيمة، فبالتالي يكون الظهر منحني ويحدث ضغط على البطن، ومن ثم يحدث ضغطًا داخليا على المريء فيحدث ترجيع لعصارة المعدة والحليب ويخرج من الفم أو الأنف.

أما فيما يتعلق بعادات الأم في إرضاع الطفل أو عادات الطفل نفسه في الرضاعة فهناك عدد من العادات الخاطئة والتي تساهم في زيادة رات ترجيع الحليب من الأنف أو في جعلها أكثر حدة وخطورة ومن تلك العادات التي يجب أن ننتبه إليها جيدا ما يلي:

• إرضاع الطفل بعشوائية وفي أي وقت وفي كل وقت، كإرضاعه بمجرد البكاء أو عند الرغبة في تنويمه أو إرضاعه لمدة طويلة في كل رضعه، وإعطائه ما يزيد عن حاجته من الحليب بدافع الحب أو رغبة في أن ينمو بصورة جيدة أو غيره، كل هذا يسبب ترجيع الحليب لأنه زائد عن احتياج الطفل وما تستوعبه المعدة.
• استخدام ما يعرف بــ “اللهاية” بصورة دائمة ولوقت طويل لإسكات الطفل مما يتسبب في زيادة كميات الهواء الداخل إلى المعدة وبالتالي يحدث ارتجاع المريء.
• إرضاع الطفل وهو نائم، أو بوضعه مستقيمًا على حجر الأم والصحيح أن يكون الرأس والصدر مرتفعان بزاوية معينة عن الجزء الأسفل من جسده.
• عدم الحرص على ما يعرف بــ (تكريع ) الطفل، أو “التجشوء” وذلك بوضعه على كتف الأم والربت على ظهره برفق حتى يخرج فقاعات الهواء التي غالبا ما تدخل أثناء الرضاعة وتسبب اضطرابات في الهضم مثل انتفاخ البطن أو حدوث ترجيع الحليب الذي نحن بصدد التحدث عنه.

ولمزيد من المعلومات حول حساسية لبن الأم للرضيع وأبرز أعراضها نوصي بقراءة هذا الموضوع: اعراض حساسية لبن الأم عند الرضع

متى يجب أن يتوقف طفلك عن ترجيع الحليب

يكون أمر ترجيع الحليب من الأنف أو الفم طبيعيا في الشهور الأولى، وهي من الشهر الأول وحتى السادس، أما الترجيع بعد الشهر السادس فهو غير شائع، وإذا حدث بصورة متكررة يجب الرجوع إلى الطبيب، ليس ذلك فحسب بل يفترض أن يتوقف الطفل عن تلك العادة مع تمكنه من الجلوس.

متى يكون ترجيع الحليب من الأنف مؤشر خطر يلزمك بالرجوع إلى الطبيب

قلنا أن هذا الأمر شائع الحدوث ويمكن ببعض النصائح تجننه أو التقليل منه إلى حد كبير، غير أن هناك حالات معينة توجب عليك الرجوع للطبيب وتستدعي القلق والاهتمام ومن تلك الحالات ما يلي:

• ارتجاع الحليب وحده ليس مشكلة ولكن إذا كان مصحوبا بعصارة المعدة فهو يسبب للطفل الإزعاج والألم ويبدو عليه الإعياء بعد الترجيع، كما يكون الترجيع مصحوبا بالبكاء أو الصراخ في كل مرة.
• إذا كان الترجيع يسبب خروج جميع الحليب من معدة الطفل، وعدم الاحتفاظ بأي شيء منه فهذا قد يشير إلى وجود التهاب في المعدة أو مشكلة ما.
• إذا كان الترجيع يحدث حتى أثناء جلوس الطفل.
• إذا التزمت بكافة التعليمات للحد من الترجيع ولم تلاحظي أي تحسن.
• إذا استمر الترجيع لمدة تتجاوز الستة أشهر الأولى.
• إذا لاحظتي عدم نمو الطفل أو زيادة وزنه برغم أنه يرضع كثيرا.
• حدوث اختناق للطفل أكثر من 3 مرات يوميا بسبب هذا الترجيع.

نصائح يجب مراعاتها للتغلب على مشكلة ترجيع الحليب من الأنف

قبل الرجوع إلى الطبيب عليك كأم تجنب العادات الخاطئة والتزام الإرشادات التي تحد من هذا الأمر وهي كالتالي:

• الانتظام في الرضاعة بترك المدة المناسبة بين الرضعة والأخرى وإشباع الطفل عند كل رضعة، ويمكن أن يساعدك طبيبك في تحديد جرعة الرضاعة وذلك بمعرفة وزن الطفل وحاجته من الغذاء.
• عدم المبالغة في إرضاع الطفل بما يزيد عن حاجته.
• احرصي على رفع رأس الطفل قليلا عند النوم حتى يتم هضم الحليب ويقل الترجيع.
• الالتزام بعملية التجشؤ أو تكريع الطفل وسط وبعد كل رضعة.
• تجنبي الضغط على بطن الطفل أو معدته بالملابس الضيقة أو الحفاضات أو وضعه على البطن.
• عند إرضاع الطفل احرصي أن يكون في وضع أقرب إلى الجلوس.

العلاج الطبي لمشكلة ترجيع الحليب من الأنف

• توجد بعض الأنواع من الحليب تساعد في منع تلك المشكلة، فإذا لاحظت الأم عدم تحسن بعد الالتزام بكل التعليمات الموصى بها فعليها استشارة الطبيب في استخدام أحد هذه الأنواع.
• هناك بعض الأدوية الخاصة بتنظيم حركة المعدة، والتي لا تعطى إلا بعد استشارة الطبيب.

ولمعرفة كيفية علاج قلة النوم للرضع بالأعشاب عليكِ بالاطلاع على هذا الموضوع: علاج قلة النوم عند الرضع بالاعشاب

وفي ختام موضوعنا عن خروج الحليب من انف الرضيع فاعلمي أن تلك المرحلة العمرية المبكرة وهي الستة أشهر الأولى تتطلب وعي كبير بالرضاعة الصحيحة وتجنب العادات الخاطئة لتعفي نفسك وطفلك من الكثير جدًا من المشكلات، ومنها مشكلة ترجيع الحليب سواء من الفم أو الأنف.