سيرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه
سيرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه كاملة والذي لُقِّبَ بأمير المؤمنين كما عُرف بالفاروق وهو ثاني الخلفاء الراشدين، وكان يتميز بعدله الذي انتشر في جميع أنحاء الدولة الإسلامية وهو من العشر المبشرين بالجنة وأكثر الرجال نفوذًا وتأثيرًا في عهد خلافته إلى أن وصلت بالإسلام إلى أعلى درجات العلو، كما قام بتوسيع الدولة الإسلامية حتى أصبح يمتلك إمبراطورية عظيمة بعد أن ضّمَ مدن مثل القدس إضافة إلى الروم والفرس، فَتابعوا معنا سيرة عمر بن الخطاب بدايةً من الجاهلية وحتى وفاته من خلال موقع زيادة.
سيرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه كاملة
- عمر بن الخطاب هو من الصحابة الأجلاء لسيدنا محمد صل الله عليه وسلم وكان مستشاره الحكيم، وُلِد عمر بن الخطاب بعد عام الفيل بثلاث عشرة عام أي أنه وُلِدَ بعد حرب الفُجار بأربعة أعوام، فهو عمر بن الخطاب بن نُفيل بن عبد العُزّى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عُدي بن كعب بن لؤي القُرشيّ العدوي، وكانت كنيتهِ أبي حفص.
- كانت والدته هي حنتمة بنت هاشم بن المُغيرة من قبيلة بني مخزوم، وقيل أنها أخت أبي جهل ويقال أنها ابنة عمه وقد نشأ عمر بن الخطاب رضي الله عنه في عصر الجاهلية وكان من أحد أبناء قريش، تعلَّم القراءة والكتابة وكان يستطيع تحمّل المسؤوليات منذ أن كان صغيرًا، حيث نشأ في حياة قاسية تخلو من الرفاهية وأن مظاهر للترف فكان يقوم برعي الإبل لوالده وخالاتهِ من قبيلة بني مخزوم وكانت معاملة والده له شديدة وفي منتهى القسوة حتى أنها تركت في نفسه أثرًا كان يتذكره في كبرِه.
- اكتسب عمر بن الخطاب رضي الله عنه العديد من المهارات المتنوعة كالمصارعة وركوب الخيل، كما تعلم فنون الشِعر وكان يقوم بحضور الأسواق، وهذا قد اكسبه خبرات وتجارب كبيرة في أمور التجارة كما زادت من معرفته بتاريخ القبائل والعرب، ثم دخل في أعمال التجارة وذهب إلى بلاد الشام واليمن وهذا ما جعله يكتسب مكانة مرموقة بين قومه.
- إلى جانب ذلك كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه سفير لقبيلة قريش يستطيع أن يحكم في الخصومات بين قبائل العرب وذلك قبل دخوله إلى الإسلام، وهذا كان يدل على نبوغه وبلاغته وشرفه حتى أنه كان يحارب كل من كان يُعادي قريش وعيادات قومه ممّا جعله أشد عداء للدين الإسلامي قبل دخوله في الإسلام.
شاهد أيضا:اهم اعمال عمر بن الخطاب الحضارية والعبادية والحربية
أهم صفات عمر بن الخطاب رضي الله عنه
- اتسمت سيرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه كاملة بالعديد من الصفات التي كانت تدل على قوّته وصرامته وأخلاقه البالغة وهيبته وانضباطه في المعاملات وصدقهِ، كما تميز بضخامة الجسد والبنيّة التي قيل عنه في حديث رسول الله صل الله عليه وسلم بأنه قال لعمر بن الخطاب رضي الله عنه: “يا عمر إنك رجل قوي، لا تُزاحم على الحجر فتُؤذي الضعيف”.
- كان يتمتع بصفات تعني أنه كان لديه استعداد بالغ على دخوله إلى الإسلام، فقد كان عادلًا ومتواضعًا وكثير الخوف من الله تعالى، فكان يحاسب نفسه في كل وقت وكان يقول أكثروا من ذكر النار فقيل عنه عندما ذكّره أعرابي بموقف يوم القيامة بأن لحيته قد زادت بللًا من دموعه وكان يقوم بتخصيص وقت ليستمع فيه إلى أمور العامة وينصت إليهم ويخاف أن يُسأل عن أحدٍ يوم القيامة حتى لو كانت شاة.
كان لسيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه فضائل عظيمة وذلك على النحو التالي:
- قال النبي محمد صل الله عليه وسلم في عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “قد كان يكون في الأمم قبلكم مُحدثون، فإن يكن في أمتي منهم أحدٌ، فإن عمر بن الخطاب منهم”، وكان بذلك من الملهمون والذين يفرّ الشيطان من أمامه.
- كان يقول الحق ولا يخشى أحدٍ فقال عنه الرسول صل الله عليه وسلم: “إن الله وضع الحق على لسان عمر يقول به”، كما كان سدًّا قويًا بين الفتن وبين المسلمين وأشار النبي عليه الصلاة والسلام بيده الشريفة إليه وأخبر بذلك.
شاهد أيضا:رؤية عمر بن الخطاب في المنام لابن سيرين والنابلسي
زيجات عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأبناءه
بالإضافة إلى سيرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه كاملة زوجاته وأولاده فكان لا يجمع بين كل زوجاته في نفس الوقت، حيث يُحرم في الدين الإسلامي أن يمون للرجل أكثر من أربعة زوجات في وقت واحد ولكن إن توفيت له زوجة أو طلقها قام بالزواج بأخرى، وذكر ابن سعد ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه تزوج بأكثر من امرأة من بينهم ما يلي:
- جميلة بنت أبي الأقلح وكان اسمها عاصية حتى قام الرسول صل الله عليه وسلم بتغيره إلى اسم جميلة وأنجب منها ولد اسمه عاصم ثم طلقها.
- زينب بنت مظعون والتي أنجب منها عبد الله وحفصة وعبد الرحمن.
- تزوج من أم كلثوم بنت عليّ وأنجب زيدٌ الأكبر ورقية.
- تزوج من قُريبة بنت أبي أمية ولم يكن له منها أبناء.
- كما تزوج من فاطمة بنت الوليد أخت خالد بن الوليد.
- عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نُفيل وأنجب ذكر اسمه عياض.
شاهد أيضا:صفات عمر بن الخطاب الجسدية والخلقية
دخول عمر بن الخطاب رضي الله عنه في الإسلام وخلافته
- دخل عمر بن الخطاب رضي الله عنه في الإسلام في العام السادس من البعثة وكان في عمر 27 عام، وكان بداية دخوله إلى الإسلام بداية مرحلة جديدة في الخلافة الإسلامية والدعوة إلى الإسلام، وكان من المهاجرين في العلن متحديًا قومه وكانت سورة طه هي بداية إعلان إسلامه حينما علم بإسلام أخته وزوجها وذهب إلى بيتها ليعرف الحقيقة وسمعهم وكانوا يقرؤون سورة طه وكانت الآيات سببًا في لئن قلبه، حتى كان لدخوله الإسلام بداية فتحٍ للدولة الإسلامية.
- أما عن خلافته فكان عادلًا وكان يساوي نفسه بالعامّة في كل شيء وكان يمنع أهل بيته من الانتفاع بشيء ليس لهم فيه حق، كما كان يقوم بعقد الاجتماعات ويتشاور عند حكمه في أمور الخلافة ويتقبل النصيحة بدون تعصب والتي تكون في صالح رعاياه وكان يمكن أن يعود عن رأيه ويأخذ برأي آخر يجد فيه الحق والعدل والصواب.
- وعندما زادت أموال الدولة الإسلامية في عهد خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه تم إجباره على أخذ بيت المال وتدوين الدّواوين لكي يقوم بضبط النفقات من توزيع للمال والحرص على إصلاح وتجديد وتطوير وإنشاء الدولة الإسلامية، وذلك حقق كل ألوان الفضائل من عدل ومساواة وحكمة وترشيد أموال بيت المال ليكون مثال الرجل الحق لكل الحضارات المختلفة.
- كانت خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه مليئة بالعديد من الفتوحات الإسلامية والتي ساعدته على نشر الدين الإسلامي في أكثر من دولة، حيث حارب في أكثر من جبهة منها الفرس، البصرة، والكوفة إلى أن توسّع وفتح خراسان، اصطخر، كرمان، سجستان، مكران وغيرها.
وفاة عمر بن الخطاب رضي الله عنه
- استكمالًا التعرف على سيرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه كاملة بعد أن تطرقنا في نبذة سريعة عن حياته وأخلاقه وخلافته، نأتي الآن إلى يوم وفاته وآخر ما قام به من أعمال فقد كان حريصًا على بيت المال ومنع غير المسلمين من دخول المدينة حتى لا يُسئ أحدٍ إليهم وينال منهم، في حين أنه أتاح لبعض من أفراد الفرس ممّن خضعوا لحكم الدولة الإسلامية بأن يدخلوا المدينة على الرغم من حقدهم على الإسلام.
- حيث اتفق بعض من اليهود مع المجوس على التخلص من الدين الإسلامي، فقاموا بقتل أهم قادة الدولة الإسلامية حتى أُتيحت الفرصة لدخول رجل من المجوس يُدعى أبا لؤلؤة بطلبٍ من المُغيرة بن شُعبة رضي الله عنه لكي يعمل في داخل المدينة، ولكنه أخفى أنه مجوسي وظل يراقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه لينتهز الفرصة لكي يقتله.
- حتى جاء اليوم المشهود في صلاة الفجر في شهر ذي الحجة لسنة 23 من الهجرة حين ذهب أبا لؤلؤة إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما كان يقوم بالتكبير للصلاة، ثم أخذ يطعنه ست طعنات حتى أنه قام بقتل 13 رجل آخرين معه، وحينما علم هذا الرجل بأن قتله محتوم قام بطعن نفسه، وظل عمر بن الخطاب رضي الله عنه فاقدًا للوعي
- بعد أن قدَّم عبد الرحمن بن عوف ليكون إمام الناس في صلاة الفجر، حتى توضأ وصلى وجرحه ينزف إلا أن جاء له الطبيب وأعطاه شربة اللبن فخرج من جرحه، ولكنه ظل في طعنه لمدة ثلاثة أيام حتى توفي في 26 من ذي الحجة من العام 23 من الهجرة، حتى قام بغسله وتكفينه ولده عبد الله.
هكذا انتهى مقالنا اليوم وحديثنا عن سيرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه كاملة وأهم ما قام به من أعمال ساهمت في جعله خليفة للمسلمين، كما تعرفنا على نسبه ونشأته وكيف كانت حياته منذ الصِغر، إضافة إلى عدد زيجاته وأولادهم من كل زوجة، كما تعرفنا على آخر أيامه ومن قام بقتله ومن قام بغسل جثمانه وتكفينه وكل ذلك في نبذة سريعة لن تكفي سيرة أهم صحابة رسول الله صل الله عليه وسلم والمبشرون بالجنة.