كيف أشكر الله على استجابة الدعاء
كيف أشكر الله على استجابة الدعاء؟ وهل يكون شكر الله بالكلام فقط أم يجب أن يكون بالأعمال الصالحة أيضًا؟ وأيهما أفضل سجود الشكر أم صلاة الشكر؟
إن شكر الله تعالى من العبادات التي أمر الله بها عباده المؤمنين، وشكر الله تعالى هو دأب الأنبياء -عليهم السلام والصالحين- من عباد رب العالمين، وفيما يلي نبين من خلال موقع زيادة كيف أشكر الله على استجابة الدعاء؟
كيف أشكر الله على استجابة الدعاء
إن العبد يدعو ربه ويرجوه، ويتمنى في أعماق قلبه أن يستجيب له دعاءه، والله -سبحانه وتعالى- ذو الفضل العظيم يتفضل على من يشاء من عباده، فقد قال في سورة البقرة: بسم الله الرحمن الرحيم:
“وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186)”. صدق الله العظيم.
يستجيب الله لمن تقتضي حكمته أن يستجيب دعاؤه، ولكن العبد الصالح يفرح بنعمة الله عليه عندما يتفضل عليه المجيب باستجابة، ويتساءل كيف أشكر الله على استجابة الدعاء؟
من أجمل ما قيل عن الشكر ما ذكره الإمام ابن قيم الجوزيه في كتابه الرائع (مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين):
“والشكر يكون بالقلب: خضوعاً واستكانةً، وباللسان: ثناءً واعترافاً، وبالجوارح: طاعةً وانقياداً”.
كما قال السعدي عن الشكر في تفسيره للقرآن:
“الشكر: اعتراف القلب بمنة الله تعالى، وتلقيها افتقارًا إليها، وصرفها في طاعة الله تعالى، وصونها عن صرفها في المعصية”.
إن الشكر على نعمة الله -تعالى- في حد ذاته عبادة من العبادات، يجب أن يؤديها العبد على الوجه الذي يرضي الله -عز وجل-، وفيما يلي نجيب على سؤال كيف أشكر الله على استجابة الدعاء؟
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: كيف يستجيب الله الدعاء بسرعة
الشكر بالقلب
كيف أشكر الله على استجابة الدعاء بالقلب؟ يكون الشكر بالقلب، وذلك بأن يخضع ويستكين القلب لله -سبحانه وتعالى-، ولا يدق فرحًا إلا بما يرضي الله -تعالى-، ولا يحزن إلا بمعصية الله.
إن أساس العبادات والطاعات وصلاحها يكون بما وقر في القلب، فعن النعمان بن بشير عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال:
“ألَا وإنَّ في الجَسَدِ مُضْغَةً: إذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وإذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، ألَا وهي القَلْبُ.” صدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم.
فيجب أن يكون هناء القلب بالقرب من الله، وشقاؤه في البعد عنه، ولا يكون ذلك إلا بتعويد النفس، وتربيتها على الطاعات والتلذذ بأداء العبادات، ومعاقبتها على عدم أداء العبادات بالوجه الذي يرضي الله -تعالى-، إن ذلك سيعلم القلب كيف يشكر الله حق شكره.
كما أن الاعتراف بنعمة الله، وتصديق القلب بذلك من توحيد الله وعبادته، قال -تعالى- في سورة النحل: بسم الله الرحمن الرحيم:
“وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ۖ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ (53)”. صدق الله العظيم.
إن خضوع القلب شكرًا لله من أهم ما يشكر به العبد ربه؛ لأن ما يقر في القلب هو أساس الإيمان بالله -سبحانه وتعالى-، فقد ورد عن الحسن البصري رحمه الله أنه قال:
“لَيْسَ الإِيمَانَ بالتَّمَنِّي ولا بالتَّحَلِّي، وَلَكِنْ هُوَ مَا وَقَرَ في القَلْبِ، وَصَدَّقَهُ العَمَلُ، وَإِنَّ قَوْمَاً خَرَجُوا من الدُّنْيَا وَلَا عَمَلَ لَهُم؛ وَقَالُوا: نَحْنُ نُحْسِنُ الظَّنَّ باللهِ؛ وَكَذَبُوا، لَو أَحْسَنُوا الظَّنَّ لَأَحْسَنُوا العَمَلَ.”.
بين شيخ الإسلام ابن تيمية المقصود من كلام الإمام الحسن البصري في كتاب (الإيمان):
“ليس الإيمان بالتمني “يعني: الكلام، وقوله: “بالتحلي” يعني: أن يصير حلية ظاهرة له، فيظهره من غير حقيقة من قلبه”.
الشكر باللسان
كيف أشكر الله على استجابة الدعاء باللسان؟ يتم ذلك بالثناء على الله، والاعتراف بنعمه الظاهرة والباطنة، ما علمنا بها وما لم نعلم سبحانه يرزق من يشاء بغير حساب، وعرفه علماء الدين بأنه الثناء على المحسن بما أعطاك.
فلا بد للعبد أن يعترف بلسانه بفضل الله عليه، وعدم الاعتراف بفضله ونسبه لغير الله -تعالى- من الكفر، فقد جاء في الحديث الشريف عن زيد بن خالد الجهني قال:
“صَلَّى لَنَا رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- صَلَاةَ الصُّبْحِ بالحُدَيْبِيَةِ علَى إثْرِ سَمَاءٍ كَانَتْ مِنَ اللَّيْلَةِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ أقْبَلَ علَى النَّاسِ، فَقالَ:
هلْ تَدْرُونَ مَاذَا قالَ رَبُّكُمْ؟ قالوا: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ، قالَ: أصْبَحَ مِن عِبَادِي مُؤْمِنٌ بي وكَافِرٌ، فأمَّا مَن قالَ: مُطِرْنَا بفَضْلِ اللَّهِ ورَحْمَتِهِ، فَذلكَ مُؤْمِنٌ بي وكَافِرٌ بالكَوْكَبِ، وأَمَّا مَن قالَ: بنَوْءِ كَذَا وكَذَا، فَذلكَ كَافِرٌ بي ومُؤْمِنٌ بالكَوْكَبِ.”.
فكان قول اللسان وتصديق القلب من دلائل شكر النعمة والإيمان بالله -تعالى-، أو كفر النعمة وجحودها ومن ثم الكفر بالله، فلا يقلل المسلم من أهمية ما يذكره اللسان.
إن الثناء على الله من عبادة الله وشكره؛ لذلك ورد في السنة النبوية الشريفة الكثير من الأدعية والأذكار الثابتة عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- والتي كانت كلها عن ذكر الله والثناء عليه وتمجيده، وكان يحي الليالي الطوال يذكر فيها الله -تعالى- ويثني عليه -سبحانه جل وعلا-.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: فضل سورة البقرة في استجابة الدعاء
شكر الله باللسان
عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت:
“فقَدْتُ رَسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- ذاتَ ليلةٍ فلَمَسْتُ المسجِدَ فإذا هو ساجِدٌ وقَدَماه منصوبتانِ، وهو يقولُ: أعوذُ برضاك من سخَطِك، وأعوذُ بمعافاتك من عُقوبتِك، وأعوذُ بك منك لا أُحصي ثناءً عليك، أنت كما أثنيتَ على نفسِك.” صدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
كما ورد في سنن أبي داوود عن عبد الله بن غنام البياضي أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “من قال حين يصبحُ اللهمَّ ما أصبح بي من نعمةٍ فمنك وحدك لا شريكَ لك فلك الحمدُ ولك الشكرُ فقد أدَّى شكرَ يومِه ومن قال مثلَ ذلك حين يُمسي فقد أدَّى شكرَ ليلتِه”. صدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
فليس هناك أفضل ولا أكمل مما شكر به الرسول -صلى الله عليه وسلم- ربه، وعلى المسلم أن يردد تلك الأدعية والأذكار التي ثبتت صحتها عنه شكرًا لله -جل وعلا-، كما يفضل ترديدها في أوقات السحر وبعد الصلوات المفروضة.
الشكر بالجوارح
كيف أشكر الله على استجابة الدعاء بالجوارح؟ يكون الشكر بالجوارح أن تطيع الله -سبحانه وتعالى-، وتنقاد له ولكل ما أمر به، وأمر الله أنبياءه أن يعملوا شكرًا على ما أنعم الله به عليهم، كما أمر بذلك آل داوود بعد أن ذكر النعم الكثيرة التي أنعم بها على داوود وسليمان في سورة سبأ، فيقول بسم الله الرحمن الرحيم: ” ۚ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ۚ وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ (13)”. صدق الله العظيم.
حيث كان داوود -عليه السلام- يصلي ويقوم الليل ويصوم النهار، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “أَحَبُّ الصَّلَاةِ إلى اللَّهِ صَلَاةُ دَاوُدَ عليه السَّلَامُ، وأَحَبُّ الصِّيَامِ إلى اللَّهِ صِيَامُ دَاوُدَ، وكانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ ويقومُ ثُلُثَهُ، ويَنَامُ سُدُسَهُ، ويَصُومُ يَوْمًا، ويُفْطِرُ يَوْمًا.” صدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: دعاء لاستجابة الدعاء مجرب
كيفية شكر الله بالجوارح
كما كان رسولنا الكريم محمد -صلى الله عليه وسلم- يجتهد في قيام الليل شكرًا لله -سبحانه وتعالى-، فعن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت:
“كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، إذَا صَلَّى قَامَ حتَّى تَفَطَّرَ رِجْلَاهُ، قالَتْ عَائِشَةُ: يا رَسولَ اللهِ، أَتَصْنَعُ هذا، وَقَدْ غُفِرَ لكَ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ، فَقالَ: يا عَائِشَةُ أَفلا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا”.
إن شكر القلب واللسان يكون تصديقهم وتثبيتهم بالعمل الصالح من العبادات والطاعات، ومن ذلك نجد قول الحسن البصري:
“مَنْ قَالَ حَسَنًا وَعَمِلَ غَيْرَ صَالِحٍ رَدَّ اللَّهُ عَلَيْهِ قَوْلَهُ وَمَنْ قَالَ حَسَنًا وَعَمِلَ صَالِحًا رَفَعَهُ الْعَمَلُ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ يَقُولُ: “إلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ”.
فلا يجب أن يقتصر شكر العبد لله على قلبه ولسانه فقط، بل يصدق أفعاله ما وقر في قلبه، وما ردده لسانه، وهذا ما حث عليه الإمام الحسن البصري:
“وَإِنَّ قَوْمَاً خَرَجُوا من الدُّنْيَا وَلَا عَمَلَ لَهُم؛ وَقَالُوا: نَحْنُ نُحْسِنُ الظَّنَّ باللهِ؛ وَكَذَبُوا، لَو أَحْسَنُوا الظَّنَّ لَأَحْسَنُوا العَمَلَ.”.
من ذلك نجد كلام ابن تيمية عن أهمية العمل بالجوارح:
“فالعمل يصدق أن في القلب إيماناً وإذا لم يكن عمل، كذب أن في قلبه إيماناً؛ لأن ما في القلب مستلزم للعمل الظاهر، وانتفاء اللازم يدل على انتفاء الملزوم.”
مشروعية سجود الشكر وليس صلاة الشكر
كيف أشكر الله على استجابة الدعاء؟ وأيهما أفضل صلاة الشكر أم سجود الشكر؟ ورد في الحديث الذي اخرجه أبو داود (2774)، والترمذي (1578)، وابن ماجه (1394) واللفظ له، عن أبو بكرة نفيع بن الحارث أن الرسول -صلى الله عليه وسلم-:
“كانَ إذا أتاهُ أمرٌ يسرُّهُ أو بشِّرَ بِه خرَّ ساجدًا شُكرًا للَّهِ تبارَك وتعالى”.
ثبت في الصحيحين للبخاري ومسلم سجود كعب بن مالك -رضي الله عنه- بعد بشرى قبول توبته من الله -سبحانه وتعالى-، وثبت سجود الصحابة -رضي الله عنهم أجمعين- في كثير من المواقف شكرًا لله على نعمة انعم الله بها عليهم، واستدل علماء الدين بذلك.
لم يشترط أهل العلم الشرعي من السلف الصالح الطاهرة لسجود الشكر، ومنهم: بعض المالكية، وابن تيمية، وابن قيم الجوزية، والصنعاني والشوكاني وغيرهم كثير، ولم يشترطوا الطهارة لسجود الشكر، ولا يوجد ذكر خاص بها.
كما أوصى بعض علماء الدين قول الأذكار الواردة عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- التي فيها ثناء على الله -سبحانه وتعالى-، وحمده على نعمه، وله أن يدعو بما تيسر له.
أما فيما يخص صلاة الشكر، فلم يثبت عنها دليل، وليست من سنة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ولم يصليها الصحابة -رضي الله عنهم- ولم يثبت في أي موقف له أن صلوا صلاة شكر، والوارد هو سجود الشكر، وصلاة التوبة.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: دعاء القدح لقضاء الحوائج مكتوب
الترغيب في الشكر
إن العبد يتعين عليه أن يشكر ربه على نعمه عليه، فليعلم السائل عن كيف أشكر الله على استجابة الدعاء؟ أنه يجب أن يستشعر العبد بداخله أهمية الشكر؛ حتى يؤدي شكر النعمة على الوجه الذي يرضي -الله تعالى-، وفيما يلي نبين أهمية الشكر:
- الله -سبحانه وتعالى- أمر عباده بالشكر له، فقد قال الله -تعالى- في سورة النحل، بسم الله الرحمن الرحيم:
“فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (114)”. صدق الله العظيم.
- فكما أمر الله -سبحانه وتعالى- بذكره أمر بشكره، فقال في سورة البقرة، بسم الله الرحمن الرحيم:
“فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ (152)”. صدق الله العظيم.
- اشتق الله للشاكرين اسمًا من اسمه، وهذا فضل عظيم لهم، فذكر اسم الشكور في سورة فاطر، بسم الله الرحمن الرحيم:
“لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ ۚ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ (30)” صدق الله العظيم.
وذكر هذا الاسم في عدة مواضع في القرآن الكريم.
- الشكر من صفات الأنبياء وسبق ذكر شكر داوود -عليه السلام-، وشكر نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-، واجتهادهم في عبادتهم شكرًا لله على نعمه عليهم.
- إن الشكر من صفات المؤمنين كما جاء في حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-: “عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ؛ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ”. صدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
جزاء الشكر عند الله
إن لشكر العبد على النعم جزاء عظيم عند الله -تعالى-، وفي السطور المقبلة سنشير إلى ذلك الجزاء وصوره.
- يرضى الله عن عباده الشاكرين، حيث قال تعالى في سورة الزمر، بسم الله الرحمن الرحيم: “وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ”. صدق الله العظيم.
- الذي يشكر الله يزيده الله من نعمه، فقد قال الله تعالى في سورة إبراهيم، بسم الله الرحمن الرحيم: “وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ”. صدق الله العظيم.
- الشكر على نعم الله أمان للعباد من عذاب الله في الآخرة، وقال الله تعالى في سورة النساء، بسم الله الرحمن الرحيم: ” مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ”. صدق الله العظيم، وجاء في (تفسير الطبري 9/342): “إن الله جل ثناؤه لا يعذِّب شاكرًا ولا مؤمنًا”.
إن الذي يتساءل كيف أشكر الله على استجابة الدعاء؟ عليه أن يعلم أنه يؤدي عبادة عظيمة، فيها من الفضائل والقربات والثواب العظيم من الله -سبحانه وتعالى- الذي قال في سورة آل عمران، بسم الله الرحمن الرحيم: “وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ “. صدق الله العظيم.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: الدعاء المستجاب لقضاء الحاجة
الفرق بين الشكر والحمد
أوضح علماء الدين الفرق بين الشكر والحمد، ونلخص ما نقل عنهم فيما يلي:
- على الرغم من أن الحمد والشكر متقاربان؛ إلا أنه استطاع أن يفرق بينهما أهل اللغة في المثال التالي: أن الإنسان يشكر للإنسان صنيعه، لكن لا يشكر أخلاقه وصفاته، بل يقول أخلاقه محمود، فالحمد يكون على الصفات أما الشكر يكون على العطايا، ولله المثل الأعلى.
- الحمد أعم من الشكر: هذا ما أجمع عليه جمهور أهل العلم؛ لأن عندهم يكون الحمد في السراء والضراء، وعن يد وعن غير يد، أما الشكر فيكون مشروعيته بعد النعم.
- إن الشكر يكون بعد نعمة وتحققها، أما الحمد فيكون عن كل النعم، وحتى في عدم تحققها؛ لأن الحمد فيه من الرضا بما قسم الله -تعالى- وقضت حكمته.
ذكرنا لكم فيما سبق موضوع عن كيف أشكر الله على استجابة الدعاء؟، كما أوضحنا إجابة سؤال كيف يكون شكر الله بالقلب واللسان والجوارح، كما بينا مشروعية سجود الشكر وليس صلاة الشكر، وذكرنا أهم ما جاء في الترغيب في الشكر، كما وضحنا الفرق بين الحمد والشكر، وهذا وما كان من صواب فمن الله وحده وما كان من خطأ أو زلل أو نسيان فمني ومن الشيطان، والله ولي التوفيق.
نسخت الاحاديث والايات عن فضل اللحمد والشكر وارسلتها واتس اب الله يجعلها في ميزان حسناتك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انا نسخت بعض المقال ونشرته ل اصدقائي وعائلتي في الواتس اب ولم انتبه لكلامك في اخر المقال بانه غير مسموح النسخ
ارجو منك ان تسامحني اعتذر عن ذالك