أهوال يوم القيامة الكبرى
أهوال يوم القيامة الكبرى ذكرها الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز كلام الله القرآن الكريم الذي أنذر فيه الناس من هول ذلك اليوم، وما سيحدث فيه وما سيكون بعده.
إن لأحوال يوم القيامة شأن عظيم، فإن ما يحدث ذلك اليوم لا يمكن وصفه بأقل من أنها أهوال عظام أخبرنا عنها الله سبحانه وتعالى ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم، وسنذكرها لكم في السطور التالية على موقع زيادة.
أهوال يوم القيامة الكبرى
إن من الإيمان بالله الإيمان باليوم الآخر فهو ركن من أركان الإيمان، وتتضح أركان الإيمان في الحديث النبوي الشريف الذي صحت روايته عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وفيه:
عن عمر بن الخطاب قال: “بينما نحن عندَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إذ طلعَ علينا رجلٌ شديدُ بياضِ الثيابِ، شديدُ سوادِ الشَّعَرِ، لا يُرى عليه أثرُ السَّفَرِ، ولا نعرفُه، حتى جلسَ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فأسندَ ركبتيه إلى ركبتيه، ووضَعَ كفيه على فَخِذَيْه…، وقال: يا محمدُ فأخبرْني عن الإيمانِ ؟ قال: أن تُؤْمِنَ باللهِ، وملائكتِه، وكتبِه، ورسلِه، واليومِ الآخرِ، وتؤمنَ بالقدرِ خيرِه وشرِّه. قال: صدَقْتَ …، ثم قال : يا عمرُ ، هل تدري مَن السائلُ ؟ قلْتُ: اللهُ ورسولُه أعلمُ. قال : فإنه جبريلُ أتاكم يُعَلِّمُكم دينَكم.”
يدخل في الإيمان باليوم الآخر الإيمان بالموت وكل ما أخبرنا الله سبحانه وتعالى عن الموت الذي منه تبدأ رحلة الإنسان إلى الدار الآخرة، فكما قال بعض أهل العلم أن من مات قامت قيامته،
يقول الدكتور عمر سليمان الأشقر في كتابه “القيامة الصغرى” (ص 13 – 14): “القيامة الصغرى هي الموت، فكل مَن مات فقد قامت قيامته، وحان حَيْنُه”.
فكل ما يمر به الإنسان من أهوال القيامة الصغرى من الاحتضار وسكرات الموت وحضور ملك الموت ومعه ملائكة لنزع الروح وقبضها، وحضور الشيطان عند الموت، كل ما سبق عده العلماء من الإيمان باليوم الآخر الذي هو ركن أساسي من أركان الإيمان بالله جلّ وعلا.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: متى سيكون يوم القيامة
تابع أهوال يوم القيامة
تبدأ بعد رحلة الموت أهوال القبور من ظلمة القبر وضمته وفتنته ثم عذاب القبر أو نعيمه، فكل ما سبق الإيمان بوقوعه كما جاء ذكره في آيات القرآن والسنة النبوية الشريفة من الإيمان باليوم الآخر.
ثم تكون أشراط الساعة التي هي علامات صغرى، وعلامات كبرى ليوم القيامة أخبر عنها الرسول صلى الله عليه وسلم والتسليم بما حدث منها وبم لم يحدث منها بعد، مع الإيمان بأشراط الساعة أيضًا من الإيمان باليوم الآخر.
تبدأ بعد تحقق جميع أشراط الساعة أحداث القيامة الكبرى التي تبدأ بنفخة الفزع ثم نفخة الصعق التي يصعق بعدها من في السماوات والأرض إلا من شاء الله، إلى أن يأتي أمر الله بنفخة البعث والنشور.
ثم يحشر الخلائق وما جاء في صفة الحشر والموقف وصفته وأهوال يوم القيامة الكبرى و الشفاعة والعرض على الله عز وجل في موقف فصل القضاء والصحف والجزاء واقتصاص المظالم بين الخلق والميزان والحشر لدار القرار والصراط والورود وأصحاب الأعراف والحوض المورود والكوثر رزقنا الله جميعًا شربة منه لا نظمأ بعدها أبدًا، ونعوذ بالله من النار وأهوالها وأحوال أهلها.
كل ما سبق من أحداث أخبر عنها الله سبحانه وتعالى في كتابه العظيم، وأخبرنا عنه رسوله صلى الله عليه في السنة النبوية الشريف من الأمور الواجب الإيمان بها والتسليم بما فيها ما علمنا منه وما لم نعمل لأنه من الإيمان باليوم الآخر الذي هو ركن من أركان الإيمان بالله سبحانه وتعالى.
صفة أهوال القيامة الكبرى
صفة أهوال يوم القيامة من: قبض الأرض وطي السماء، دك الأرض ونسف الجبال، وتفجير البحار وتسجيرها، وموران السماء وانفطارها، وتكوير الشمس وخسوف القمر وتناثر النجوم جاءت آيات كريمة تصفه وتكرر ذكرها في آيات كثيرة من القرآن الكريم.
انفطار السماء
إن السماء التي فوقنا تمور مورانًا أي تضطرب اضطرابًا عظيمًا، قال تعالى في سورة الطور: “يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا (9)”.
ثم إنها تنفطر وتتشقق قال الله تعالى في سورة الانفطار: “إِذَا السَّمَاءُ انفَطَرَتْ (1)”، وقال تعالى في سورة الانشقاق: “إِذَا السَّمَاءُ انشَقَّتْ وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ”.
إن من أهوال القيامة أن هذه السماء القوية التي هي مسيرة خمسمائة عام، وسمكها وبنيانها المتين الذي ليس فيه صدع ولا فطور تتشقق يوم القيامة.
تلك السماء القوية المتماسكة تنصدع وتصبح ضعيفة هشة لا صلابة فيها ولا تماسك، ويتغير لونها إلى اللون الأحمر كلون الورد والزيت المغلي، وتتحول إلى أبوابًا وطرقًا لنزول الملائكة.
إن كل ما نراه في السماء من قمر وكواكب وشمس ونجوم يطوى كما يطوي القاضي الكتب.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: أسماء يوم القيامة في القرآن
قبض الأرض
قال الله تعالى في سورة الزمر: “وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (67)”.
روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يقبض الله الأرض يوم القيامة ويطوي السماء بيمينه ثم يقول: أنا الملك أين ملوك الأرض”
سيكون قبض الأرض وطي السجل بعد أن يُفني الله سبحانه وتعالى جميع خلقه.
دك الأرض ونسف الجبال
أخبرنا الله سبحانه وتعالى في عدة مواضع من كتابه العزيز أن من أهوال يوم القيامة الكبرى أن أرضنا التي نعيش عليها الثابتة وما عليها من جبال راسية تُحمل يوم القيامة فتدك دكة واحدة يوم القيامة.
قال تعالى في سورة الحاقة: “فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ وَحُمِلَتِ الأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ” (الآيات 13:15)
هذه الجبال ذات الارتفاعات الشاهقة، ومكوناتها شديدة الصلابة تتحول إلى رمل ناعم بل كثبان رملية بعد أن كانت حجارة صلبة
قال تعالى في سورة طه: “وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا لا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلا أَمْتًا” (الآيات 105:107).
تفجير البحار وتسجيرها
من أهوال يوم القيامة الكبرى أن هذه البحار ذات المساحات الشاسعة الواسعة من الماء ستتفجر وتشتعل نارًا، ويكون لها صوت مهول.
قال تعالى في الانفطار: “وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ (3)”، قال تعالى في سورة التكوير: “وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ (6)”، إن الماء التي هي تطفئ النار ستشتعل وتتفجر في البحار.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: معلومات عن يوم القيامة
تكوير الشمس وخسف القمر
إن الشمس تكور ويذهب ضوؤها قال تعالى في سورة التكوير: “إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (1)”، والتكوير عند العرب هو جمع الشيء بعضه على بعض، ويُقال تكوير العمامة أي جمعها بعضها على بعض ويذهب ضوؤها، القمر يخسف ويذهب ضوؤه، ثم تجمع هي والقمر ويقذفان في النار.
قال تعالى: “فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ (7) وَخَسَفَ الْقَمَرُ(8) وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ (9) يَقُولُ الإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ (10)”.
تناثر النجوم والكواكب
إن النجوم والكواكب التي تدور في مدارات ثابتة كالعقد ينفرط عقدها وتتناثر وتتكدر، قال تعالى في سورة الانفطار: “وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ (2)”، وقال تعالى في سورة التكوير: “وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ (2)”.