اللهم اعتق رقابنا ورقاب آبائنا وأمهاتنا من النار فضل قول الدعاء

اللهم اعتق رقابنا ورقاب آبائنا وأمهاتنا من النار دعاء يكثر قوله؛ لما فيه من معانٍ سامية وروح إسلامية تقية تتمنى الخير للآخرين وليس لنفسها فقط، حيث شملت الدعوة الدعاء للأهل ليعتقهم الله من النار، الأمر الذي يعد من بر الوالدين فالولد الصالح الذي يدعي لذويه مكسب عظيم في الدارين، لذلك من خلال موقع زيادة سيكون موضوعنا اليوم هو اللهم اعتق رقابنا ورقاب ابائنا وامهاتنا من النار.

اللهم اعتق رقابنا ورقاب آبائنا وأمهاتنا من النار

اللهم اعتق رقابنا ورقاب آبائنا وأمهاتنا من النار

عقيدة المسلم تقوم على عدة دعائم أولها التوحيد بالله والإيمان برسله وكتبه واليوم الآخر وذلك لقوله تعالى:

لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا ۖ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ ۗ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ” سورة البقرة الآية 177.

لهذا يجب على المسلم أن يديم سؤال الله جنته وأن يثبت الله قلبه على دينه وكذلك أن يعتق رقبته من النار، وخير الولد الصالح هو الولد الذي يدعو لوالديه وللمسلمين ولهذا فإن دعاء العتق من النار للنفس والغير يحتوي على جميل المعاني التي يجب أن تكون موجودة في المسلم مثل الإيمان بالجنة والنار وطلب العتق لنفسه وأهله.

يحب كثيرًا من الناس الدعاء بهذا الدعاء ولكن لا يعرفونه كامل لهذا نقدم لكم الدعاء كاملًا فيما يلي:

“اللهم اعتق رقابنا ورقاب آبائنا وأمهاتنا من النار ويا رب اعتق إخواننا وأخواتنا وأبناءنا وبناتنا وأهلينا جميعًا وعلماءنا ومن له حق علينا والمسلمين أجمعين يا رب العالمين”.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين

الجدل في مسألة طلب العتق من النار عند أهل العلم

هناك مشكلة تخص الدعاء السابق حيث إن دعاء الله أن يعتق رقابنا من النار مكروه عند بعض العلماء والأفضل منه هو سؤال الله الجنة وليس العتق من النار، وذلك لما في الدعاء من شيء يشبه الحكم على النفس بأنها في النار ومن ثم فأنت تطلب العتق منها فيستلزم أن تكون وارد عليها وعلى شفا دخولها ثم تعتق.

الأصل في المسلم هو دخول الجنة ولهذا يجب أن نطلبها مباشرة من الله وندعي بها لأهلنا وذوينا وللمسلمين، أما النار فنحرص على الابتعاد عنها بالالتزام بتعليمات الله والبعد عن المعاصي قدر الإمكان ولكن لا يجب أن نركز عليها ونضعها في الحسبان بل أن نسعى للجنة وكل ما قرب إليها من قول أو عمل.

علم النفس وقوانين الجذب تتفق مع هذا الرأي حيث تقول هذه القوانين إن ما نركز عليه يحدث ويزداد لأن العقل ينشغل به ومن ثم نراه في حياتنا، لذا يحث الأخصائيون النفسيون والمهتمين بعلوم الطاقة التركيز على ما نريد حدوثه وليس ما لا نريد حدوثه والله أعلم.

الدعاء الجامع

من الأدعية التي وردت عن الرسول هو الدعاء الذي أطلق عليه الدعاء الجامع لما بها من شمول في الخيرات، حيث إنه شامل لكل ما تصبو إليه النفس لتسعد في الدارين، لذا سنقدم لكم هذا الدعاء فيما يلي:

“اللهمَّ إنِّي أسألُكَ مِنَ الخيرِ كلِّهِ عَاجِلِه و آجِلِه ما عَلِمْتُ مِنْهُ و ما لمْ أَعْلمْ ، و أعوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كلِّهِ عَاجِلِه و آجِلِه ما عَلِمْتُ مِنْهُ و ما لمْ أَعْلمْ ، اللهمَّ إنِّي أسألُكَ من خَيْرِ ما سألَكَ عَبْدُكَ و نَبِيُّكَ ، و أعوذُ بِكَ من شرِّ ما عَاذَ بهِ عَبْدُكَ و نَبِيُّكَ ، اللهمَّ إنِّي أسألُكَ الجنةَ و ما قَرَّبَ إليها من قَوْلٍ أوْ عَمَلٍ ، و أعوذُ بِكَ مِنَ النارِ وما قَرَّبَ إليها من قَوْلٍ أوْ عَمَلٍ ، و أسألُكَ أنْ تَجْعَلَ كلَّ قَضَاءٍ قَضَيْتَهُ لي خيرًا” السلسلة الصحيحة، إسناده صحيح وصحيح في بلوغ المرام عن عائشة أم المؤمنين والله أعلم.

كما يستحب دومًا الدعاء بالأدعية التي وردت عن الأنبياء في القرآن الكريم حيث إن الله يفتح على أنبياءه ورسله بالكلمات كما فتح الله على آدم بالكلمات التي قالها لله موقنًا بها فغفر الله له وتاب عليه.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: أجمل دعاء إلى الله وأحلى أدعية للتقرب إلى الله

كيف يستجاب الدعاء؟

وعدنا الله في القرآن الكريم بإجابة الدعاء في الآيتين الكريمتين:

“وَقَالَ رَبُّكُمُ ٱدْعُونِىٓ أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِى سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ” سورة غافر الآية 60.

“وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ” سورة البقرة الآية 186.

لذا فبإذن الله الدعاء مستجاب وفي هذا يقول عمر بن الخطاب: “أنا لا أحمل هم الإجابة ولكن أحمل هم الدعاء فإذا أُلهِمت الدعاء فإن الإجابة معه”.

الدعاء بإذن الله مستجاب ولكن يجب أنتراعِ أن تحسن دعاء الله وذلك من خلال:

  • الثقة بالله بأنه يستجيب لجميع عباده.
  • العلم بأن رب الخير لا يأتي إلا بما فيه خير لعباده لذا ادعِ واعلم أن الله بإذن الله إن يعلم أن في دعاءك خير لك حققه لك.
  • تحري أوقات إجابة الدعاء مثل الدعاء في الثلث الأخير من الليل والدعاء في رمضان والدعاء بين الأذان والإقامة وهكذا.
  • يُستحب أن يكون وجهك مستقبلًا القبلة عند الدعاء.
  • يُستحب الوضوء في الدعاء ولكنه ليس شرطًا ولا موجبًا للإجابة إنما هو من باب الاستعداد للدعاء والأدب مع الله.
  • الثناء على الوهاب والصلاة على محمد (ص) قبل وبعد الدعاء.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: دعاء رد العين على العائن وطرق التداوي من الحسد

خلاصة الموضوع في 5 نقاط

نلخص لك أبرز ما تم ذكره في هذا الموضوع في 5 نقاط هي:

  1. دعاء “اللهم اعتق رقابنا ورقاب آبائنا وأمهاتنا من النار” يبرز أخلاق المسلم في الدعاء لذويه وليس لنفسه فقط وهو من الأدعية المعروفة.
  2. هناك جدل بين بعض العلماء حيث يذهب البعض بقول إن الدعاء بالعتق من النار مكروه والأفضل سؤال الله الجنة.
  3. قوانين الجذب في علم النفس تتفق معه الرأي المخالف الذي يقول بأفضلية أن يكون الدعاء بالجنة.
  4. الدعاء الجامع من أجمل الأدعية التي يمكن للإنسان الدعاء بها.
  5. يستجاب الدعاء بإذن الله ولكن يجب تحري آداب الدعاء مع الله والثقة به.
التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.