حمزة بن عبدالمطلب عند الشيعة

حمزة بن عبدالمطلب عند الشيعة من الصحابة القلائل الذين نفدوا من الادعاءات الكاذبة، ذلك أنه استشهد رضي الله عنه قبل أحداث الفتنة الكبرى وأحداث اختيار الخليفتين (أبي بكر رضي الله عنه) و(عمر رضي الله عنه)، ولم يستطيعوا -أي الشيعة- أن يَدّعوا عليه ادعاءات كاذبة كالتي أشاعوها عن باقي الصحابة رضوان الله عليهم.

لذا.. وفي هذا الموضوع على موقع زيادة سنتناول ذكر حمزة بن عبدالمطلب عند الشيعة.

حمزة بن عبدالمطلب عند الشيعة

منزلة حمزة بن عبدالمطلب عند الشيعة عالية، فهم يرونه من الكرام بل وضعوا أحاديث ونسبوها إلى النبي صلى الله عليه وسلم في فضله، فيقولون هو عم المعصوم (يقصد النبي صلى الله عليه وسلم) وعم الإمام (يقصد سيدنا علي رضي الله عنه).

في كتب التاريخ التي يعتمد عليها الشيعة يرون أنه ولد عام 55 قبل الهجرة وأنه آخا الرسول صلى الله عليه وسلم في الرضاعة.

نجد أحد أئمة الشيعة الكبار “محيي الدين المامقاني” في (تنقيح المقال) يقول عن سيدنا حمزة بن عبد المطلب: “المترجم أرفع شأنًا، وأجلّ قدرًا، وأعظم منزلة من التوثيق، فهو في أعلى وأشرف وأجلّ مراتب الوثاقة، رضوان الله تعالى عليه”.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: كنية تكنى بها اسد الله حمزة

تأبين حمزة بن عبدالمطلب عند الشيعة

استشهد في غزوة أحد، وقد وضع الشيعة حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقله في تأبين حمزة بن عبد المطلب لكن هذا الحديث قد قال عنه الألباني أنه موضوع لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم.

يقول فيه: “لن أصاب بمثلِك أبدًا، ما وقفتُ قط موقفًا أغيظَ إليّ من هذا” (فقه السيرة 264)، وهناك أيضًا حديث آخر منسوب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم لم نجد له أي أصل ولو مكذوب حتى في كتب الصحاح، متنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عند موته: “رحمك الله أي عم، فلقد كنت وصولًا للرحم، فعولًا للخيرات”.

بالطبع كان النبي صلى الله عليه وسلم حزين أشد الحزن على فراق عمه سيد الشهداء، لكنه لم يقل هذا الكلام، وبالطبع لا يصح أن نقول عن النبي صلى الله عليه وسلم كذب حتى ولو كان خير ذلك لحديث أبو هريرة عن النبي صلى الله علي وسلم أنه قال:

“سَمُّوا باسْمِي ولا تَكْتَنُوا بكُنْيَتِي، ومَن رَآنِي في المَنامِ فقَدْ رَآنِي، فإنَّ الشَّيْطانَ لا يَتَمَثَّلُ في صُورَتِي، ومَن كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ” (صحيح البخاري 6197).

من الأحاديث الصحيحة التي يعترف بها الشيعة في هذا الباب ما رواه ابن ماجه في صحيحه بسند صحيح عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه وعن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم بعد غزوة أحد:

“مرَّ بنساءِ عبدِ الأشهلِ يبكينَ هَلكاهُنَّ يومَ أُحدٍ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لَكنَّ حمزةَ لا بواكيَ لَه فجاءَ نساءُ الأنصارِ يبكينَ حمزةَ فاستيقظَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقالَ ويحَهنَّ ما انقلبنَ بعدُ مُروهنَّ فلينقلبنَ ولا يبكينَ علَى هالِكٍ بعدَ اليومِ” (صحيح ابن ماجه 1303).

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: عم الرسول وأخوه في نفس الوقت من 4 حروف كلمة السر

رثاء شاعر الرسول لحمزة بن عبد المطلب

يعترف الشيعة بما قاله شاعر الرسول صلى اله عليه وسلم (حسان بن ثابت) في تأبين حمزة بن عبد الطلب بقصيدته الشهيرة التي يقول في مطلعها:

أَتَعْرِفُ الدَّارَ عَفَا رَسْمُهَا *** بَعْدَكَ صَوْبُ الْمُسْبِلِ الْهَاطِلِ

بَيْنَ السَّرادِيحِ فأُدْمانَةٍ *** فَمَدْفَعُ الرَّوْحَاءِ فِي حَائِلِ…”

ويصل إلى الغرض الرئيس في القصيدة في الأبيات التي يقول فيها:

“مَالَ شَهِيدًا بَيْنَ أَسْيَافِكُمْ *** شلَّتْ يَدَا وَحْشِيِّ مِنْ قَاتِلٍ

أَيَّ امْرِئِ غَادَرَ فِي أَلَّةٍ *** مَطْرُورَةِ مَارِنَةِ الْعَامِلِ

أَظْلَمَتْ الْأَرْضُ لِفِقْدَانِهِ *** وَاسْوَدَّ نُورُ الْقَمَرِ النَّاصِلِ

صَلَّى عَلَيْهِ اللَّهُ فِي جَنَّةٍ *** عَالِيَةٍ مُكْرَمَةَ الدَّاخِلِ…”

إلى آخر القصيدة.

فضل زيارة قبر حمزة بن عبدالمطلب عند الشيعة

يضع الشيعة على زيارة قبر سيدنا حمزة بن عبد المطلب الكثير من الفضل وكذلك نسبوا الكثير من الأحاديث الموضوعة عن النبي صلى الله عليه وسلم المكذوبة التي لا نجد لها أصل، من هذه الأحاديث:

  • ادعائهم بأنه صلى الله عليه وسلم قال: “من زارني ولم يزر قبر عمّي حمزة فقد جفاني” وأوردوا هذا الحديث في كتاب “الرسائل الفخرية”.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: طريقة التشهد في الصلاة عند الشيعة

دعاء زيارة قبر حمزة بن عبدالمطلب عند الشيعة

كما لم يسلم الفضل من الكذب والتدليس لم يتركوا الفراغ لئلا يقول الزائر شيء عند هذا القبر الذي لا ينفع ولا يضر ففي كتاب (كامل الزيارات) نجدهم يقولون عند زيارة قبر سيدنا حمزة بن عبد المطلب:

“السلام عليك يا عمّ رسول الله وخير الشهداء، السلام عليك يا أسد الله وأسد رسوله، اشهد أنّك جاهدت في الله ونصحت لرسول الله، وجدت بنفسك، وطلبت ما عند الله، ورغبت فيما وعد الله”.

بالطبع هذا الدعاء لم ينزل به الله تعالى من سلطان وإنما هو تم وضعه في خضم التحريف الذي نال العقيدة.

خلاصة الموضوع في 6 نقاط

بعدما تناولنا فضل سيد الشهداء حمزة بن عبدالمطلب عند الشيعة نجد أن:

  1. سيدنا حمزة بن عبد المطلب من الصحابة الكريمين عند الشيعة، فلا يسبونه ولا يخضون فيه.
  2. ولد حمزة بن عبد المطلب عام 55 قبل الهجرة.
  3. استشهد حمزة بن عبد المطلب في غزوة أحد.
  4. وضع الشيعة الكثير من الأحاديث المكذوبة عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضل سيدنا حمزة.
  5. يرى الشيعة أن لزيارة قبر سيدنا حمزة فضل عظيم ويضعون دعاء يقال في هذا الموقف.
  6. قد رثى شاعر الرسول حسان بن ثابت حمزة في قصيدة تدمي القلب مطلعها: “أَتَعْرِفُ الدَّارَ عَفَا رَسْمُهَا *** بَعْدَكَ صَوْبُ الْمُسْبِلِ الْهَاطِلِ…”.
التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.