حوار بين شخصين عن الصداقة
حوار بين شخصين عن الصداقة هو الحوار الذي اختارنا تقديمه اليوم لكم، لنتعرف على صفات الصديق الحقيقي، الذي يكون لنا العون والبصلة التي تدلنا على الطريق الصحيح، وخاصة في تلك الأيام التي ضاعت فيها كثيرٌ من القيم وندُرت فيها مكارم الأخلاق، وكان حديث النبي صل الله عليه وسلم (لا تصاحب إلا مؤمنًا ولا يأكل طعامك إلا تقي)، هو المنارة التي سيرنا على ضوءها في كتابة هذا الحوار، فدعونا نبدأ تلك المحادثة التي دارت بين والد وولده عن الصداقة.
قد ترغب في قراءة حوار بين شخصين عن الأخلاق
وأيضاً إذا كنت مهتم فذلك حوار بين شخصين عن التعاون
حوار بين شخصين عن الصداقة
أحمد وعمر طالبان في المرحلة الثانوية، وفي أحد الأيام تغيب أحمد عن المدرسة بسبب إصابته بوعكة صحية، حزن عمر عندما علم ذلك وأرد أن يذهب للاطمئنان على صديقه بعد انتهاء اليوم الدراسي، هاتف عمر والده لأخباره بذهابه لزيارة أحمد وإعلامه بأنه سيتأخر في العودة للمنزل، وبعد رجوع عمر للبيت بعد زيارة أحمد دار بين عمر ووالده الحوار التالي:
عمر: السلام عليكم يا أبي.
الأب: وعليكم السلام ورحمة الله، كيف هي صحة أحمد الآن يا عمر؟
عمر: الحمد لله يا أبي تحسن كثيراً وسيعود غداً إلى المدرسة بإذن الله.
الأب: الحمد لله، أتعلم يا عمر أني سعيد جداً بعلاقة الصداقة التي تجمع بينك وبين أحمد.
عمر: حقاً يا أبي، كلامك جعلني أشعر بالسعادة، ولكن يا أبي لماذا تشجع علاقة الصداقة بيني وبين أحمد، رغم أنك قد اعترضت على كثير من زملائي وجعلتي أُنهي علاقتي بهم؟!
الأب: اعتقدت أنك تعلم السبب، بما إنك سألت هذا السؤال فتعالى اجلس بجواري لنتحدث قليلاً.
عمر: ها أنا جلست بجوارك يا أبي أخبرني إذاً عن السبب.
الأب: الرسول عليه الصلاة والسلام قال (المرءُ على دينِ خليلِه فلينظرْ أحدُكم مَن يُخاللُ).
عمر: صدق رسول الله صل الله عليه وسلم.
الأب: فأنت يا بُني شئت أم أبيت ستصبح مثل صديقك وسينظر لك الناس من خلال نظرتهم لصديقك.
وعن أحمد فهو ولد ملتزم وخلوق، فوالده دائماً يمدح تعامله معه ومع أمه، وما من صلاة إلا وأجده قد سبقني فيها للمسجد.
عمر: صدقتك يا أبي، إنه دائم الحفاظ على صلاته، وكل من في المدرسة يحبه ويحترمه.
الأب: صديق مثل هذا هو ما اتمناه لك، وأرجو أن يكون صديق لك طوال حياتك.
الأب: فالصديق الذي مثل أحمد ستجده دائماً بجوارك، في وقت شدتك، وفي وقت فرحك، إذا رأى منك إعوجاج وميل عن طريق الله المستقيم، قومك ونصحك، ولم يتركك إلا وأنت على الطريق المستقيم.
وحتى يا بُني مع وجود إخوتك، بارك الله لك فيهم وأدامكم سنداً وعنوناً لبعضكم البعض، ستظل تحتاج لصديق يفهمك ويساندك، تتحدث معه وأنت مطمئن أنه لن يبوح بأسرارك، تأخذ منه النصيحة وأنت على يقين أنه يريد لك الخير ولا يريد أن يمكر بك.
عمر: نعم يا أبي، فكل ما قولته ينطبق على أحمد، ولكن ماذا عن مَن أبعدتني عنهم، وطلبت مني عدم مصادقتهم؟
الأب: هؤلاء لن يكونوا لك أصدقاء جيدين فقط رأيت منهم بعض التصرفات التي تجعلني أخاف عليك من مصادقتهم.
عمر: ولكن يا أبي أنا لن أفعل أي شيء يغضب الله، أو يجعلك تشعر بالخزي مني.
الأب: اسمع هذا الحديث يا عمر، عن أَبي موسى الأَشعَرِيِّ: أَن النَّبِيَّ صل الله عليه وسلم قَالَ: إِنَّما مثَلُ الجلِيس الصَّالِحِ وَجَلِيسِ السُّوءِ: كَحَامِلِ المِسْكِ، وَنَافِخِ الْكِيرِ، فَحامِلُ المِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ ريحًا طيِّبةً، ونَافِخُ الكِيرِ إِمَّا أَن يَحْرِقَ ثِيابَكَ، وإمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا مُنْتِنَةً متفقٌ عَلَيهِ.
عمر: صدق رسول الله صل الله عليه وسلم.
الأب: النبي صل الله عليه وسلم أرشدك أن الصديق الصالح لابد وأن يصيبك الخير من مجالسته ومخالطته، أما الصديق السيء فأيضاً لابد وأن يصيبك من مخالطته ومجالسته الشرور والمفاسد، حتى وإن ظننت أنك لن تفعل مثلما يفعل، فستجد نفسك في النهاية قد أصبحت تتصرف مثله وتفكر مثله.
ودعني أسألك سؤلاً أرأيت لو أنك وضعت ثمره فاسدة وسط مجموعة من الثمار السليمة، ماذا سوف يحدث؟
عمر: سوف تفسد باقي الثمار.
الأب: نعم هذا ما سيحدث للثمار وما سيحدث لمن يصاحب أصدقاء سوء.
عمر: الآن فهمت يا أبي وأعدك ألا أصاحب إلا الأخيار مثل أحمد.
الأب: بارك الله فيك يا بني، وأبعد عنك أصدقاء السوء ومن على شاكلتهم.
وبعد عرض تلك المحادثة عن الصداقة ما رأيك في الاطلاع على
حوار بين شخصين عن الاحترام وأثره على المجتمع
حوار بين شخصين عن الاحترام وأثره على المجتمع
كيف تختار أصدقاءك؟
في أثناء حياتك تتعرف على الكثير من الأشخاص، ولكن قبل أن تطلق على أحدهم كلمة ( صديقي) اسأل نفسك
هل ذلك الشخص يقبل عذرك ويسامحك إذا أخطأت؟
هل تكون مع ذلك الشخص غير متكلف ومتصنع لتصرفاتك؟
هل تستطيع إخباره بكل ما يجول في خاطرك وأنت موقن أنه لن يفشي أسرارك؟
هل تستطيع أخبار ذلك الشخص عن نجاح أو رزق قد حزته وأنت تعرف أن هذا الشخص لن يحقد عليك؟
هل تأتمن ذلك الشخص على مالك وعرضك؟
وإذا مررت بضيق هل أنت واثق بأنك ستجده بجوارك؟
هل الشخص ذلك الشخص يعاونك على الطاعات والأعمال الصالحة، بل ويسبقك إليها؟
هل ما بينك وبين ذلك الشخص محبة في الله وليس لمصلحة دنيوية؟
هل مصاحبتك لذلك الشخص ترفع من شأنك، ولا تجعلك تشعر بالخجل عند السير معه؟
إذا كانت إجابتك بنعم فهنيئاً لك فقد حصلت على عملة نادرة في هذا الزمان، فحافظ على صداقتك معه قدر ما تستطع إليه سبيلا، وإن كانت إجابتك بلا، فعذراً فهذا ليس بصديق، وما بينكما ليست بصداقة.
وفي الختام نرجو أن نكون قد قدمنا لكم حوار بين شخصين عن الصداقة مميز، وأن نكون قد وفقنا في تقديم بعض النصائح لاختيار الصديق الحقيقي، وندعو الله أن يجعلنا من المتحابين في جلاله، والمجتمعين على طاعته، ونسأله الثبات على طريقه المستقيم.
إذا كنت تفعل لشخص ما الكثير، ولا تجد من ذلك الشخص أية تقدير لكل ما تفعله لأجله!، فإليك هذا المقال لتعرف كيف تتعامل مع شخص لا يقدرك باتباع 9 خطوات