قبة الصخرة المعلقة أين تقع ؟

قبة الصخرة المعلقة تعتبر من الصخور الدينية المميزة، فهي تلك الصخرة التي عرج عليها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم إلى السماء ليلة الإسراء والمعراج، حيث إنها حجر طبيعي غير منتظم الشكل تقع في أعلى نقطة في المسجد الأقصى في منتصف المسجد مباشرة، كما أن أبعاد تلك الصخرة ما بين 13 و18 مترًا وارتفاعها حوالي مترين.

كما نجد أن تلك الصخرة دارت حولها العديد من القصص التي كانت تتناقل بين ألسنة الناس في مختلف العصور، حيث نجد أن بعضهم قال إن هذه الصخرة معلقة في الهواء بدون أي حامل، ومنهم من قال إنها طارت خلف نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أثناء صعوده إلى السماء في رحلة الإسراء والمعراج فأشار لها جبريل أن تثبت ويقال إنها بها قدم نبينا محمد صلي الله عليه وسلم، وكذلك علامات أصابع الملائكة عليهم.

وفي هذا المقال سوف نقوم بشرح كل مل يخص قبة الصخرة المعلقة، وما هي أهميتها عند المسلمين ولماذا تم بناء المسجد الأقصى عندها، وكل ذلك من خلال موقع زيادة

قبة الصخرة المعلقة

قبة الصخرة المعلقة أين تقع ؟

وصف تلك الصخرة وقبتها حيث تقع في وسط أحد أقدس الأماكن على وجه الارض ويضيء بإشراقة مثل وميض البرق وتذهل أعين المتأملين في جمالها وروعتها ولا تستطيع لغة المشاهد أن تصفها وتتخيلها من قداسة ومكانة المسجد الأقصى المبارك.

ويقع مسجد قبة الصخرة في حرم المسجد الأقصى في القدس وتحديداً شمال المسجد حيث أمر الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان ببنائه فوق تلك الصخرة التي بدأ بناؤها عام 68 / 688 ميلادياً، وقد اكتمل في 72 / 691 ميلادياً ويعتبر هذا المسجد من أهم وأروع آثار الأمويين، وكذلك أقدم نصب إسلامي في تاريخ العمارة الإسلامية ولا يزال الرمز المعماري للمدينة المقدسة حتى يومنا هذا.

مبنى قبة الصخرة المعلقة هو بناء فريد من نوعه في مجال العمارة الإسلامية في القدس وقد بني لتكريم وتخليد الصخرة المقدسة التي عرج عليها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يوم الإسراء والمعراج.

حيث أن الصخرة التي تقوم عليها القبة هي القمة وأعلى نقطة في الهضبة التي بني عليها المسجد الأقصى ويطلق عليها هضبة موريا، كما يوجد داخل الصخرة كهف صغير يطلق عليه أحيانًا اسم كهف الأرواح، كما أن سطح هذا الجبل أو الهضبة هو الحرم النبيل بالإضافة إلى قبة الصخرة المعلقة للمسجد الأقصى.

يذكر أن الرفيق عمر بن الخطاب كان أول من فكر في حماية الصخرة المقدسة عندما ذهب لأخذ القدس من البطريرك صفرونيوس حيث اكتشفها وأزال التراب عنها، ومن ثم أمر ببناء مظلة خشبية فوقها بينما بقيت هذه المظلة الخشبية حتى وصول الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان وأعتقد أنه ينبغي استبدالها بعمل فني يتناسب مع مكانة هذه الصخرة في نفوس المسلمين.

اقرأ أيضًا: الاسراء و المعراج كيف ومتى حدثت ولماذا تمت رحلة الإسراء والمعراج

وصف قبة الصخرة المعلقة

أبحرت السعادة في قداسة وجمال وروعة هذا المكان ونقل صورة حميمة لهذه القبة النبيلة، حيث تتكون قبة الصخرة المعلقة من قبة قطرها 20 مترًا حيث ترتكز على سلسلة من الأعمدة المحيطة بالصخرة بشكل دائري، بالإضافة إلى مثمنات أخرى داخلية وخارجية ويتكون بينهما رواق ويفتح المثمن الخارجي بأربعة أبواب من الجوانب الأربعة.

وتقع في ساحة الأقصى وهي تجذب الزخارف التي تزين قبة الصخرة حيث يوجد العديد من الألوان الفنية من الرخام إلى الخشب والخزف إلى الفسيفساء الأموية التي تزين القبة من الداخل بتصميمات نباتية من خلال فن الخط العربي والكتابات الوثائقية حيث يمكن مشاهدة كتابات الأمويين في قبة الصخرة وهي من أقدم الكتابات في العالم الإسلامي.

إذا ذهبنا جنوب قبة الصخرة نجد درجًا يقودنا إلى كهف حيث يقول الباحث المقدسي الشيخ الدكتور رائد فتحي أستاذ كلية الدعوة والعلوم الإسلامية في أم الفحم هذا كهف ينزل إليه عن طريق درج إلى تجويف عريض مسطح جدرانه من نفس الصخور محرابان صغيرتان على يمين الجزء الداخلي وعلى يساره، حيث تصل أعلى نقطة في السقف إلى ثلاثة أمتار، كما يوجد في الجزء العلوي تجويف يعود تاريخه إلى العصر القديم تم تصميمه للتهوية من الداخل.

تاريخ بناء القبة

يقال إن الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان بناه منذ 66 هجرياً و685 ميلادياً، حتى عام 72 هجرياً و691 ميلادياً عند اكتمال البناء خصص الخليفة أموالًا من مصر لبناء تلك المسجد لمدة سبع سنوات وعهد بهذه المهمة إلى العالم العظيم رجاء بن خيفا الكندي من بيسان ويزيد بن سلام من أهل بيت المقدس.

وبعد إتمام البناء بقي مائة ألف دينار ذهب فأمر الوليد بصرفها على رجاء بن هيا ويزيد بن سلام وتبرعوا لها بحلي النساء وتم صهر الذهب ووضع على أعلى القبة وأصبحت القبة الذهبية.

اقرأ أيضًا: من بنى بيت المقدس وما هي مراحل البناء الأساسية للمسجد

أسباب بناء القبة

وبحسب رواية الشيخ فتحي فإن الأسباب التي دفعت ابن مروان إلى بناء هذه القبة عديدة لأن هذه القبة شيدت لتكون قبة المسجد الأقصى بكامله والبالغ مساحته 144 دونمًا وكون هذا المبنى قائمًا على صخرة بنيت لإحياء ذكرى الحادث في الإسراء والمعراج يقول الدكتور فتحي الخوف من أن يأسر الخليفة الأموي المسلمين بهندسة الكنائس والمباني الرومانية العظيمة دون أن يجد ما يفخر به وما نتطلع إليه.

يقول العالم بيت المقدس أكثر ما في هذه الصخرة أنها قبلة أنبياء بني إسرائيل وأول قبلة للمسلمين قضى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم معظم حياته في الصلاة تجاهها.

اهتمامات المسلمين بالقبة

قبة الصخرة المعلقة

لفتت قبة الصخرة الانتباه إلى كل الخلافات الإسلامية التي طالت الخلافة الأموية خاصة بعد الزلازل العديدة التي تسببت في أضرار تطلبت في بعض الأحيان ترميمها أكثر من 1300 سنة حتى يومنا هذا.

يقول الشيخ فتحي

أن أهتم بقبة الصخرة الخلفاء العباسيين والفاطميين الذين كانوا في يوم من الأيام بحاجة إلى ترميم بسبب الزلازل القوية والعوامل الطبيعية التي أثرت عليها واهتموا بها.

أما بالنسبة للصليبيين أثناء احتلال القدس فقد بنوا كنيسة من قبة الصخرة أطلقوا عليها اسم كنيسة السيد العظيم مكان يتم فيه تصفية الدم ويذكر المؤرخون أن الصليبيين سرقوا محتويات ثمينة من الحجر مثل المصابيح المصنوعة من المعادن النفيسة مثل الذهب والفضة وغيرها وتم رفع الصليب فوق القبة.

كما قطعوا الحجارة من الصخرة وباعوها في قطع صغيرة للحجاج المسيحيين لوزنها من الذهب حتى خاف بعض حكامهم من زوال هذه الصخرة وأحاطوها بسور موجود إلى اليوم في المتحف الإسلامي بالمسجد المغاربة أما النقوش والزخارف بقيت كما هي شيء من هذا قد شهده الرحالة المسلم الهروي الذي زاره في عهد الصليبيين.

لأسباب دينية في محاولة لتحليل سبب بناء قبة الصخرة بهذه الروعة والحجم لا شك أن السبب المباشر لبناء هذه القبة هو السبب الديني فضلاً عن وجود الصخرة على وجه التحديد الذي تناوله رسول الله صلى الله عليه وسلم وما ثبت في العقيدة الإسلامية وعندما ورد في القرآن الكريم والحديث الشريف والسرد التاريخي المقنع لوجود هذه الصخرة كرمز ديني إسلامي فلو ارتبطت بمعجزة الإسراء والمعراج لما جاء الخليفة عبد الملك بن مروان ليبني عليها هذه القبة.

الأقصى يربطنا وعلينا أن ندعمه

وفي سياق متصل أوضح الشيخ القطان الوجه التقريبي للإسراء والمعراج بالقول إن جميع المسلمين من السنة والشيعة متفقون على أن المسجد الأقصى هو القبلة الأولى للمسلمين، ويؤكد على الضيق الربط الشبكي للمسجد الأقصى في حقيقة أن الحج في شكله لا يكتمل إلا إذا أدى المسلم فريضة الحج ومن هنا جدد القطان دعوته إلى ضرورة توحد المسلمين حول الموضوع المركزي وهو المسجد الأقصى وتخليصه من أعداء الإسلام.

كما يؤكد حديث الرسول الكريم المصطفى الأكرم صلى الله عليه وسلم على أهمية المسجد الأقصى ويقول: لا نشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد وهي المسجد الحرام والمسجد الأقصى ومسجدي هذا وهو المسجد النبوي لذلك يحتاج المسلمون إلى الاتحاد والاتفاق على قضاياهم الجوهرية وأولها القدس وفلسطين لتحريرهم من اغتصاب الصهاينة.

اقرأ أيضًا: معلومات عن صلاح الدين الأيوبي طارد الصليبيين ومحرر القدس الشريف

وفي نهاية مقالنا نكون قد أوضحنا قبة الصخرة المعلقة، وأيضًا ذكرنا السبب الذي وراء بناء هذه القبة وهو سبب ديني لإحياء ذكرى الإسراء والمعراج، كما ذكرنا الوصف الداخلي لهذه القبة من الداخل والخارج وما هي مساحتها.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.