كم عدد الأنبياء والرسل عامة الذين ذكروا بالقرآن ؟

كم عدد الأنبياء والرسل عامة الذين ذكروا بالقرآن والذين لم يذكروا؟ من الأسئلة التي قد ترد في بال أي مسلم؛ فالمسلمون يؤمنون بكافة الأنبياء والمرسلون الذين نزل عليهم الوحي من الله تعالى فهذا من صميم الإيمان في الإسلام، في ذلك الموضوع على موقع زيادة سنتناول قول الفقهاء في إجابة السؤال كم عدد الأنبياء والرسل عامة الذين ذكروا بالقرآن والذين لم يذكروا؟

كم عدد الأنبياء والرسل عامة الذين ذكروا بالقرآن والذين لم يذكروا؟

كم عدد الأنبياء والرسل عامة الذين ذكروا بالقرآن ؟

من أسس وأركان الإيمان في الدين الإسلام هو الإيمان بالرسل جميعًا، قال الله تعالى في سورة البقرة:

“آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ” ﴿البقرة 285﴾.

فأركان الإيمان هي:

  • الإيمان بالله.
  • الإيمان بالملائكة.
  • الإيمان بالكتب السماوية الصحيحة كلها.
  • الإيمان الأنبياء والمرسلين كلهم.
  • الإيمان بيوم القيامة.
  • الإيمان بالقدر خيره وشره.

فنحن -المسلمون- نؤمن بكافة الأنبياء وقد أخبرنا الله تعالى في كتابه أنه كافة الأمم القديمة قد آتاها رسول من الله تعالى، قال:

” إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا ۚ وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ (فاطر 24) وقال: ” وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ” (النحل 36)، وهذا يؤكد أن عدد الأنبياء كبير جدًا

لكن حين البحث عن إجابة سؤال كم عدد الأنبياء والرسل عامة الذين ذكروا بالقرآن والذين لم يذكروا؟ وجدنا أنه لا يمكن إجابة السؤال إلا إذا تم تفريقه إلى شقين:

اقرأ أيضًا: كم عدد الأنبياء والرسل وما هو الفرق بينهم وصفاتهم ومكانتهم

عدد الأنبياء والرسل الذين ذكروا في القرآن الكريم

عدد الرسل وأنبياء الذين ذكرهم الله تعالى في القرآن الكريم بأسمائهم هم 25 نبيًا ورسولًا، قد جمع الله تعالى ذكر 18 منهم في موضع واحد من القرآن الكريم في سورة الأنعام في قوله:

“وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آَتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ” (الأنعام/83-86).

هذا الذكر لم يكن على سبيل الحصر والتعدد، فقد ذكر الله تعالى عدد كم الرسل في مواضع أخرى من القرآن الكريم، وكرر أسماء رسل منهم.

أما أسماء كل الرسل الذين ورد ذكرهم في القرآن الكريم:

  • آدم عليه السلام.
  • إدريس عليه السلام.
  • نوح عليه السلام.
  • هود عليه السلام.
  • صالح عليه السلام.
  • إبراهيم عليه السلام.
  • لوط عليه السلام.
  • إسماعيل عليه السلام.
  • إسحاق عليه السلام.
  • يعقوب عليه السلام.
  • يوسف عليه السلام.
  • أيوب عليه السلام.
  • شعيب عليه السلام.
  • موسى عليه السلام.
  • هارون عليه السلام.
  • يونس (ذو النون) عليه السلام.
  • داود عليه السلام.
  • سليمان عليه السلام.
  • إلياس عليه السلام.
  • زكريا عليه السلام.
  • يحيى عليه السلام.
  • عيسى عليه السلام.
  • خاتم الأنبياء سيدنا وشفيعنا محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام.

بذلك يكون تمام الخمس وعشرون نبيًا ورسول ذكرهم الله تعالى في محكم التنزيل، عليهم وعلى نبينا الصلاة والسلام.

اقرأ أيضًا: هل تعلم عن الانبياء وأهم المعلومات عن حياة ومعجزات الأنبياء

الأنبياء والرسل الذين لم يذكروا في القرآن الكريم

بعد أن أجبنا على الشِق الأول من سؤال كم عدد الأنبياء والرسل عامة الذين ذكروا بالقرآن والذين لم يذكروا؟ يبقى لنا الشق الثاني، وهو الأصعب بل غير ممكن، فلا يمكن معرفة عدد هم ولا أسمائهم على وجه اليقين من الأسانيد الصحيحة في القرآن والسنة، وذلك لعدة أسباب مثل:

السبب الأول:

قال الله تعالى في كتابه الكريم:

“إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآَتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا” (النساء 163-164).

في هذه الآية النص الصريح يبين فيه الله تعالى أنه لم يذكر قصص الكثير من الرسل للنبي صلى الله عليه وسلم وهذا بيان أعم لعدم إمكانية تحديد أعدادهم.
فأي تحديد لعدد هؤلاء الرسل سيكون متعارض مع قوله تعالى: “وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ”.

السبب الثاني:

ورد في السنة أحاديث كثيرة في عدد الأنبياء الذين لم يذكروا في القرآن الكريم، وكافة هذه الأحاديث ضعيفة المتن أو السند وموضوعة، بجانب أن هذه الأحاديث مضطربة فيما بينها،

مثل الحديث المنسوب روايته عن أبو ذر الغفاري أنه قال:

“قلتُ يا رسولَ اللهِ كم الأنبياءُ قال مائةُ ألفِ نبيٍ وأربعةَ وعشرونَ ألفًا قلت يا رسولَ اللهِ كم الرسل ُمنهم قال ثلثمائةُ وثلاثةَ عشرَ جمٌ غفيرُ قال يا أبا ذرٍ أربعةٌ سريانيونَ آدمُ وشيثٌ ونوحٌ وخنوخُ وهو إدريسُ وهو أولَ من خط بقلمٍ وأربعةٌ من العربِ هودٌ وصالحٌ وشعيبٌ ونبيكَ وأولُ نبيٍ من أنبياءِ بني إسرائيلَ موسَى وآخرهُم عيسَى وأولُ النبيينَ آدمَ وآخِرُهم نبيكَ”

لكنه أورده السيوطي في الدرر المنثورة 5/132 وضعفه، بسبب أن الرجال الذين نقلوه مشهور عنهم الكذب.

بجانب حديث آخر ضعيف أيضًا عن أبو سعيد الخدري أنه قال:

“قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إني خاتَمُ ألْفِ نَبِيٍّ أوْ أكثرَ ما بُعِثَ نبيٌّ يُتَّبَعُ إلا حذَّرَ أُمَّتَهُ الدجالِ وإِنِّي قَدْ بُيِّنَ لِي فِي أمرِهِ مَا لم يبيَّنْ لأحَدٍ وَإِنَّهُ أَعْوَرُ وإنَّ ربَّكم ليسَ بأعورَ وعينُهُ اليُمْنى عوْرَاءُ جاحِظَةٌ لَا تَخْفَى كَأَّنَّها نُخَاعَةٌ في حائِطٍ مُجَصَّصٍ وعيْنُهُ اليُسْرَى كأَنَّها كوكَبٌ دُرِيٌّ معه من كلِّ لسانٍ ومَعَهُ صورَةُ الجنةِ خضراءُ يجرِي فيها الماءُ وصورةُ النارِ سوداءُ تُدَخِّنُ” ( أورده الهيثمي في مجمع الزوائد 7/349).

عن أنس ابن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “بعث الله ثمانية آلاف نبي، أربعة آلاف إلى بني إسرائيل، وأربعة آلاف إلى سائر الناس” (أورده أبو يعلي في “مسنده” 7 / 160) وقال عنه أنه ضعيف أيضًا.

هذا والكثير الآخر من الأحاديث الضعيفة والمتضاربة الأعداد لم نذكرها لضيق المقام، ولمن أراد التفصيل قد تحدث عنهم الشيخ ابن باز رحمه الله في “مجموع الفتاوى” (2 / 66،67).

لذلك لا يمكن الجزم بعدد الأنبياء الذين لم يذكرهم الله تعالى في القرآن.

اقرأ أيضًا: لماذا أرسل الله الرسل؟ وعدد الرسل الوارد ذكرهم في القرآن الكريم

حديث عدد الأنبياء والمرسلين

إلا أنه هناك حديث صححه الإمام الألباني عن أبو أمامة الباهلي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “كان آدَمُ نبيًّا مُكَلَّمًا، كان بينَهُ وبين نُوحٍ عشرَةُ قُرُونٍ، وكَانَتِ الرسلُ ثلاثُمَّائةٍ وخمسةَ عشرَ” أخرجه الألباني في (السلسلة الصحيحة 2668) ورغم ذلك قد ضعفه علماء الحديث ولا يؤخذ به.

لكن لو أخذت فإن عدد الأنبياء مرسلين كلهم ثلاثُمَّائةٍ وخمسةَ عشرَ منهم 25 ذُكروا في القرآن الكريم فالباقي يكون مائتان وتسعون نبيًا ورسول.

على هذا فإن عقيدة أهل السنة والجماعة أنهم مؤمنون برسل الله تعالى أجمعين لا نفرق بين أحد منهم لقوله تعالى:

“لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ” في الآية من سورة السابق ذكرها في صدر الموضوع، كما أن الله تعالى قد ذم اليهود في كتابه لأنهم قد فرقوا بين الرسل فقال في سورة النساء: ” إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا” (150).

فالمسلم يؤم بكل نبي نزل عليه الوقت في أي زمان ومكان، ولكل نبي منهم شريعته وكتابه وقومه.

بذلك نكون قد نقلنا لكم أقوال الفقهاء وعلماء الحديث في إجابة سؤال كم عدد الأنبياء والرسل عامة الذين ذكروا بالقرآن والذين لم يذكروا؟ ندعو الله أن يكون قد وفقنا، والصلاة والسلام على سيد الخلق وشفيعنا يوم الدين.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.