هل سيدنا إبراهيم عربي
هل سيدنا إبراهيم عربي تعددت واختلفت الآراء حول أصل موطن سيدنا إبراهيم عليه السلام حيث توجد آراء تقول إن موطن سيدنا إبراهيم في هورأسدم بفلسطين حيث كان مسقط رأسه ولكنه عاش في خل إيل بفلسطين، ورأي آخر يقول انه ولد في بابل بالعراق، وآخر أنه ولد في دمشق، أو حران، وقيل أيضًا ربما ولد في الأهواز.
ووفقًا لبعض المصادر الإسلامية حول لغة سيدنا إبراهيم عليه السلام فأنه تحدث اللغة الكنعانية الفلسطينية، السريانية، العبرانية، لذلك سوف نتحدث في هذا المقال عن قصة سيدنا إبراهيم وعن أصل موطن سيدنا إبراهيم عليه السلام لكي نُجيب على سؤال يدور في أذهان كثيرة وهو هل سيدنا إبراهيم عربي وكل هذا من خلال موقع زيادة.
هل سيدنا إبراهيم عربي
اختلفت الآراء حول موطن سيدنا إبراهيم عليه السلام كما ذكرنا سابقًا ولكن كان الرأي السائد أنه ولد في بابل في العراق، واختلفت الآراء أيضًا حول هل سيدنا إبراهيم عربي أم أعجمي، حيث أن كلمة أعجمي في قاموس العرب تعني الأشخاص الذين لا تنتمي أصولهم إلى أصول عربية حتى لو كانوا يتحدثون اللغة العربية، حيث يمكن وصف الأعجمين أنهم كل البشر بخلاف العرب.
حيث قال الله تعالي ردًا على المشركين وافترائهم “وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ ۗ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وهَٰذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ”. وجاءت هذه الآية لتأكد أن القرآن الكريم لا يمكن تعاليمه من أعجمي ولكنه ورد بلسانًا عربي.
حيث ذكر أن جميع أسماء الأنبياء أعجمية (لم يكونوا ذات أصل عربي) إلا أربعة منهم أسماء عربية لا خلاف عليهم وهم:
- النبي شعيب عليه السلام.
- النبي هود عليه السلام.
- النبي صالح عليه السلام.
- النبي محمد عليه أفضل الصلاة والسلام.
ولكن باقي أسماء الأنبياء تعتبر أعجمية حيث قال الله تعالى “وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ”، ومن أسماء الأنبياء الأعجمية (لوط، إدريس، إسحاق، يوسف، يعقوب، هارون، موسى، عيسى، زكريا، إلياس، اليسع)، حيث وجد خلاف على اسم نبي الله إسماعيل عليه السلام ووجدنا آراء تقول إنه اسم عربي، وآراء أخرى تقول إنه اسم عبري.
وعثر على خلاف أيضًا على اسم سيدنا نوح حيث قيل إنه من الأسماء الأعجمية المعربة ويعني اسم نوح باللغة السريانية الشاكر.
والجدير بالذكر أن يوجد الكثير من الأنبياء حيث يوجد حديث شريف عن أبي ذر رضي عنه الله يقول “قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ كمِ الأنبياءُ؟ قال: (مائةُ ألفٍ وأربعة وعشرونَ ألفًا) قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ كمِ الرُّسلُ مِن ذلك؟ قال: (ثلاثُمائةٍ وثلاثةَ عشَرَ جمًّا غفيرًا)”.
يوجد كثير من الأنبياء من بني إسرائيل ولم يتم ذكر أسمائهم ولكنهم أعجمين بسبب موطنهم حيث خاطب الله تعالى نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام في قوله “وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ”.
اقرأ أيضًا: قصة سيدنا سليمان مع الهدهد والدروس المستفادة منها
نشأة سيدنا إبراهيم عليه السلام
ولد سيدنا إبراهيم في العراق بأرض بابل، حيث ينتمي لقوم يعبدون الأصنام والكواكب والنجوم، وكان ابوه آزر هو الذي يقوم بصنع هذه الأصنام أي الآلهة ويبيعها لقومه حتى يعبدونها سويًا، على الرغم من ذلك لم يعبد سيدنا إبراهيم عليه السلام هذه الأصنام ولا أي شيء من هذه العبادات فقد اهداه الله عز وجل منذ طفولته عقل حكيم ورشيد لكي يستطيع أن يدرك سوء معتقدات وفساد قومه، حيث قال الله تعالى “وَلَقَد آتَينا إِبراهيمَ رُشدَهُ مِن قَبلُ وَكُنّا بِهِ عالِمينَ”.
بدأ سيدنا إبراهيم عليه السلام بدعوة ابيه وقومه إلى أن يقوموا بتحكيم عقولهم ويدركوا أن عبادة هذه الأصنام باطلة لأنها ليست إلا مجرد تماثيل لا تسمع ولا تتكلم ولا تبصر، ولا تستطيع أن تجلب خير أو شر لمن يعبدوها ولا تستطيع أيضًا أن ترفع الضرر والبلاء من على أي شخص.
اقرأ أيضًا: قصة سيدنا ابراهيم عليه السلام كاملة وأهم مضامينها
حيث قال الله تعالي “وَاذكُر فِي الكِتابِ إِبراهيمَ إِنَّهُ كانَ صِدّيقًا نَبِيًّا، إِذ قالَ لِأَبيهِ يا أَبَتِ لِمَ تَعبُدُ ما لا يَسمَعُ وَلا يُبصِرُ وَلا يُغني عَنكَ شَيئًا، يا أَبَتِ إِنّي قَد جاءَني مِنَ العِلمِ ما لَم يَأتِكَ فَاتَّبِعني أَهدِكَ صِراطًا سَوِيًّا، يا أَبَتِ لا تَعبُدِ الشَّيطانَ إِنَّ الشَّيطانَ كانَ لِلرَّحمـنِ عَصِيًّا، يا أَبَتِ إِنّي أَخافُ أَن يَمَسَّكَ عَذابٌ مِنَ الرَّحمـنِ فَتَكونَ لِلشَّيطانِ وَلِيًّا”.
وعلى الرغم من كل محاولات سيدنا إبراهيم بإقناع والده بالرجوع عن المعصية وترك عبادة الأصنام إلا أن ابوه رفض وظل على الشرك بالله وقام بتهديده، وقال تعالى ” قالَ أَراغِبٌ أَنتَ عَن آلِهَتي يا إِبراهيمُ لَئِن لَم تَنتَهِ لَأَرجُمَنَّكَ وَاهجُرني مَلِيًّا”.
وفعل قوم سيدنا إبراهيم عليه السلام مثلما فعل والده ورفض قومه ردهم عن هذه العبادة، وقرر سيدنا إبراهيم أن يثبت لأبيه وقومه بالدليل القاطع على بطلان كل عبادتهم ومعتقداتهم حيث قام سيدنا إبراهيم عند خروج قومه للاحتفال بالعيد بتحطيم كل الأصنام الصغيرة وترك الصنم الكبير وعلق عليه الفأس منتظرًا أن يسألونه قومه عن الذي فعل ذلك بأصنامهم، حيث قال الله تعالى “فَجَعَلَهُم جُذاذًا إِلّا كَبيرًا لَهُم لَعَلَّهُم إِلَيهِ يَرجِعونَ “.
“فَرَاغَ إِلَى آلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ، مَا لَكُمْ لَا تَنطِقُونَ، فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ”.
وعندما رجع قومه وشاهدوا كل ما حدث لأصنامهم ثاروا من الغضب واتهموا سيدنا إبراهيم بفعل ذلك وأجاب عندما سألوه من فعل ذلك وقال إن الصنم الكبير هو الذي فعلها وطلب منهم أن يسألوا كبير آلهتهم ليبين لهم مدى عجز هذه الاصنام والتماثيل حتى انها ليس لها القدرة في الدفاع عن نفسها.
حيث قالوا “لَقَد عَلِمتَ ما هـؤُلاءِ يَنطِقونَ” ليرد عليهم سيدنا إبراهيم عليه السلام في قوله “أَفَتَعبُدونَ مِن دونِ اللَّـهِ ما لا يَنفَعُكُم شَيئًا وَلا يَضُرُّكُم، أُفٍّ لَكُم وَلِما تَعبُدونَ مِن دونِ اللَّـهِ أَفَلا تَعقِلونَ”.
وعلى الرغم من أن أعترف قوم سيدنا إبراهيم بعجز أصنامهم وآلهتهم إلا أنهم لم يتركوا عبادتها واستكبروا واتفقوا على أن يقوموا بحرق سيدنا إبراهيم عليه السلام انتقامًا ونصرةً لأصنامهم “قالوا حَرِّقوهُ وَانصُروا آلِهَتَكُم إِن كُنتُم فاعِلينَ”.
وبالفعل قاموا بجمع حطب وأشعلوا به النيران وألقوا بسيدنا إبراهيم في هذه النار لكن الله سبحانه وتعالى قد نجاه قال الله عز وجل ” قُلنا يا نارُ كوني بَردًا وَسَلامًا عَلى إِبراهيمَ، وَأَرادوا بِهِ كَيدًا فَجَعَلناهُمُ الأَخسَرينَ”.
بعد نجاة سيدنا إبراهيم من الحادث هاجر من بابل إلى الشام ومعه زوجته سارة ولوط عليه السلام ابن أخيه ثم بعد ذلك هاجر إلى مصر وبعد ذلك عاد إلى الشام، ثم تزوج سيدنا إبراهيم عليه السلام من هاجر وأنجب منها سيدنا إسماعيل عليه السلام واخذهما وغادر إلى مكة، وتركهم بعد ذلك بأمر من الله وقد رأي سيدنا إبراهيم في منامه أنه يذبح ابنه إسماعيل، وبعد ذلك بشره الله بقدوم ابنه إسحاق.
اقرأ أيضًا: أين ولد سيدنا إبراهيم وحياة ابراهيم عليه السلام
وفي نهاية موضوعنا نرجو أن نكون قد استوفينا الحديث بالإجابة عن سؤال هل سيدنا إبراهيم عربي، ونكون وضحنا الفرق بين العربي والأعجمي، كما أننا اخبرناكم بنشأة سيدنا إبراهيم وصراعه مع قومه.