اللهم حوالينا ولا علينا معنى الحديث الشريف

اللهم حوالينا ولا علينا من أشهر الأحاديث الدينية التي لها علاقة بالمطر حيث يعد المطر نعمة كبيرة من النعم التي منّ اللّه علينا بها، ورأينا فيها حكمته، ورحمته “سبحانه وتعالى فما أجمل صنعه وإبداعه! تقف أمام كُل هذا الجلال والجمال وتتساءل من أين يأتي هذا المطر؟ وكيف يتجمع الماء في السحب؟ كيف تسير هذه السحب؟ وكيف تصطدم ببعضها؟

لن تجد على كُل هذه الأسئلة سوى أن لسانك لن يتوقف عن تسبيح اللّه، وتكبيره، وتحميده، وشكر نِعَمه العظيمة وقلبك يفيضُ بالإيمان، ومن رحمة اللّه سبحانه وتعالى بنا أنه شرع لنا دعاءً نقوله عندما يتأذى العباد والبلاد من المطر، وقاله نبينا الكريم من قبل حين اشتكى له الناس تضررهم من المطر وفي هذا المقال عبر موقع زيادة سنعرفُ ما هذا الدعاء وما قصته؟

اللهم حوالينا ولا علينا 

• الماء هو أساسُ وأصل الحياة على الأرض ولا يستطيع أحدٌ الاستغناء عنه، فبه نغتسل، ونسقي النباتات، ومنه نشرب، وعليه نعيش، وتستمتع به أعيننا حين نراه ينزل علينا من السماء، ولكن إذا انهمر المطر بقوة على الأماكن المنخفضة قد يؤدي ذلك إلى غرق مدن بأكملها، وهلاك أهلها، وخراب بيوتهم، وزرعهم.
• نرى ذلك يحدث في كثير من المدن حولنا أو ربما مررنا نحن بهذا الأمر فهل يجوز للمسلم أن يدعو الله أن يرفع عن المطر أو يوقفه؟
• هذا ما سنعرفه من قصة النبي (صلى الله عليه وسلم) مع الرجل الذي طلب منه أن يدعو أن يرفع عنهم المطر فماذا قال نبي وكيف تصرف مع هذا الرجل؟

لمزيد من الإفادة يمكنك معرفة: حديث شريف عن الماء وعدم الإسراف في استهلاكها

قصة دعاء اللهم حوالينا ولا علينا

• روى الصحابي أنس بن مالك حديثًا عن الرسول (صلى الله عليه وسلم) وحكمته في اختيار الكلمات المهذبة التي يدعو الله بها، عندما دخل عليه رجل يشكو الحال الذي وصل إليه الناس من شدة المطر الذي نزل عليهم يقول أنس: كان النبي (صلى الله عليه وسلم) على المنبر يخطب في المسجد.
• فأتى رجل من خارج المسجد غاضبًا وهو يقول يا نبي اللّه لقد ساء حالنا، وجاعت أنعامنا، وهلك أهلنا وأطفالنا، وجفت ينابيعنا، ولم يعد لدينا حرثٌ ولا مال، فادعوا الله تعالى لنا أن ينزل علينا المطر؛ حتى تعود الحياة لنا من جديد، ونستطيع أن نعود للعمل والتجارة، فقام النبي “صلوات الله وسلامه عليه” برفع يديه وبصره إلى السماء وقال يارب أغثنا، يارب أغثنا، يارب أغثنا كررها ثلاثًا.
• يقول أنس بن مالك “وهو راوي الحديث الذي وردت فيه هذه القصة” وفي اللحظة التي دعا فيها النبي لم يكن في السماء سحابة واحدة، وفجأة طلعت من وراء النبي سحابة كبيرة جدًا استقرت في قلب السماء، وغطت المدينة بأكملها، ثم انهمر منها المطر بشدة، وغطى الأرض، وسقى الزرع، وارتوى منه الناس، فلبثنا بعدها ستة أيام بلياليها لم نرى فيها الشمس مطلقًا.

باقي قصة اللهم حوالينا لا علينا 

• يقول أنس: حتى أتت الجمعة التي بعدها مباشرة والنبي (صلى الله عليه وسلم) قائمًا على منبره يخطب بالناس، فدخل رجل المسجد وقال يا رسول الله لقد ساء حالنا، وجاعت أنعامنا، وهلك أهلنا، ومثل الذي قيل في المرة الأولى، فادعوا الله أن يرفع عنا هذا المطر؛ حتى لا نهلك.
• فرفع النبي (صلى الله عليه وسلم) يديه إلى السماء مرة أخرى متضرعًا، ودعا “اللهم حوالينا ولا علينا”، “اللهم حوالينا ولا علينا”، “اللهم حوالينا ولا علينا”، يارب أنزلها على الوديان والينابيع والأشجار.
• يقول أنس بعدها خرجنا من المسجد، فوجدنا الشمس قد عادت، وتوسطت السماء، وكأنه لم يكن هناك مطر أبدًا وعاد كُل شيءٍ كما كان قبل هطول المطر، وعندما سُئل أنسٌ “رضي الله عنه” عن الرجل الذي دخل في المرة الثانية هل هو نفسه الذي دخل في المرة الأولى قال: لا أعلم.

كما ندعوك للتعرف على مزيد من المعلومات من خلال: حديث شريف عن الصحة وتفسيره وأهمية الحفاظ عليها

أخلاق النبي في قصة اللهم حوالينا ولا علينا

• في هذه القصة كانت هناك عدة معاني جميلة نستطيع أن نتعلمها من الرسول (صلى الله عليه وسلم) كالحكمة في الرد، واختيار الكلمات، فهو في لحظة واحدة فقط استطاع أن يدعو بهذا الدعاء المختصر الجميل وهو على المنبر، وكان الدعاء خاليًا من أي تعدي، دعاء قصير قاله النبي في لحظة لا زلنا نتعلم منه الكثير حتى يومنا هذا.
• وكان النبي وهو يقول الدعاء متأدبًا في مخاطبته لله “عز وجل” لم يقل يا رب ارفع عنا نعمتك، أو أوقف هطول المطر، لكن طلب منه أن يكون المطر على أماكن أخرى يستفيد منه العباد والبلاد، ورغم أننا لا نعلم إن كان هذا هو نفس الرجل الذي جاء المرة الأولى أو لا لكن هناك احتمال لذلك
• فعندما دخل عليه في المرة الثانية لم ينهره، أو يقول له ما الذي أتى بك مرة أخرى، بل رد عليه النبي بحكمة وجلال كعادته، واكتفى برفع يده للدعاء رغم أنه يتضح من نص الحديث أن الرجل كان غاضبًا، ويتحدث بحدة لكن ذلك لم يغير من طريقة النبي وأدبه وحكمته وهو يخاطب الناس بالحسنى.

متى نقول اللهم حوالينا ولا علينا

ينبغي علينا أن نقول هذا الدعاء في المواقف الآتية:

• عند الخوف على الأراضي من الخراب والهلاك.
• أن يضر بأحوال الناس وأمورهم.
• أن ينهمر ويصل إلى مرحلة الغرق.

معنى اللهم حوالينا ولا علينا

• معناها أن يدعو الله أن يرفع المطر عن مكان، وينزله على مكان آخر، وليس معناه أن يصرف الله المطر عن المكان كله، لأن المطر خير والمسلم لا يتمنى زوال الخير أبدًا.

اقرأ أيضًا من هنا: حديث شريف عن الصدق والصدق في القرآن الكريم

معنى قول النبي اللهم اجعلها على الوديان 

• معنى هذا أن المياه إذا انهمرت على الجبال والوديان، فإنها تنفع أكثر وتستفيد منها الأرض؛ لأنها إذا نزلت على الجبال انزلقت إلى السيول والينابيع، وتجمعت المياه فيها لكنها إذا نزلت على أرضٍ مستقيمة فإنها تتجمع، وترتفع، وتؤدي إلى الغرق؛ فلهذا قال النبي أن تنزل على أماكن مرتفعة؛ حتى تكون أنسب لوصول الناس وتكون نتيجته عامة على الجميع وليست خاصة بمكان واحد.

المطر في القرآن

ذكر الله المطر في القرآن في عدة مواضع كُل موضع منها فيه معنى ورسالةٌ للبشر وهذه بعضها:

• أن الله سبحانه ينزل المطر رحمة بخلقه؛ ليستخدموه في كُل شئون حياتهم.
• يعيد اللّه به الحياة للأراضي، والنباتات التي جفت، ويبست، ويئس منها البشر.
• ينزل الله المطر فيفرح به العباد، ويشربون منه، ويسقون به أراضيهم.

يرشح لك موقع زيادة قراءة: حديث شريف عن النظافة وآيات قرآنية تحث على النظافة وأهميتها

وفي النهاية عرفنا سر الدعاء الذي نقوله عند انغمار المطر، والقصة التي دعا فيها النبي هذا الدعاء، ومتى نقول هذا الدعاء، وما معناه، وكيف تصرف النبي مع الرجل الذي اشتكى لهُ هلاك الناس بسبب نزول المطر، فإذا نزل المطر فيجب على الجميع أن يدعوا بهذا الدعاء العظيم.