قصة عن عواقب الكذب وفوائد الصدق
قصة عن عواقب الكذب وفوائد الصدق توضح مدى أهمية تجنب الكذب حتى في أشد الأمور تعقيدًا، واللجوء إلى الصدق وقول الحقيقة فهو الحل الصائب مهما ساءت نتائجه، فالكذب من الصفات التي يبغضها الناس وحرمها الإسلام لما فيه من مَضَرَّة على الأخرين وعلى فاعله.
الاعتماد على الكذبة البيضاء للخروج من مآزق جعل الكذب لدى الناس آمر فطري، يتحدثون به ويُمارسونه مُعظم الأوقات دون آن يشعروا فيعود عليهم بأضرار على المدى البعيد، لذلك من خلال موقع زيادة سنسرد لكم قصة عن عواقب الكذب وفوائد الصدق والعِبرة منها.
قصة عن عواقب الكذب وفوائد الصدق
الكذب صفة منبوذة بين الأخرين ومُواصلة فعلها يؤدي إلى نتائج غير محمودة، فمن يكذب يستطيع أن يفعل ما هو أسوء من الكذب، لأن الصفات السيئة لا تتجزأ فكل واحدة تؤدي إلى الأخرى، وهكذا يجد الشخص نفسه أبعد ما يكون عن الصفات الحميدة ومع مرور الوقت يُصبح مكروهًا بين الناس ولا يأتمنه أحد في أي من الأمور.
الكذب ليس من شيم المؤمنين وقد حرم الله تعالى الكذب فإنه يؤدي إلى النفاق، والنفاق إنما يؤدي إلى النار وبئس المصير، قال الله تعالى في كتابه العزيز عن الأشخاص الكاذبين ” فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُون” فنتبين من الآية الكريمة أن عقاب المنافقين عظيم في الآخرة.
تدُل مُمارسة الكذب على وجود مشاكل نفسية وضعف في أجزاء الشخصية لدى صاحبها، فالأشخاص الشُجاعة تواجه الآمور دائمًا بالصدق مهما بلغ سوء عواقبه، على عكس الأشخاص الذين لا يستطيعون مواجهة المواقف الصعبة، ولا يريدون تحمُل مسئولية أفعالهم، وفي الفقرات القادمة ستتوضح عبر القصص التي سنرويها العِبر من عواقب الكذب وفوائد الصدق.
إقرأ أيضًا: قصة عن الأمانة وفضل الأمانة وأسباب التفريط في الأمانة
قصة “الصدق يُنجي من المهالك”
حدث منذ زمن بعيد أن عاش حاكم ظالم في مملكة واسعة، وكان يعيش شعبها في فساد وشقاء، وبؤس بسبب الضرائب المُرتفعة التي كانت تُجمع منهم، وأرغمهم على العمل بشكل مُستمر دون الحصول على قسط من الراحة لفترات طويلة جدًا، ولأن لا حيلة بيد الشعب تأقلموا على هذا النمط القاسي في التعايش، حتى هلم إلى البلدة شخص غريب ليعيش بها.
فوجد هذا الغريب الظلم الواقع على العامة وانعدام العدل والمسئولية في أفعال ذلك الحاكم الظالم، فقام بتشجيع عامة الناس ليقفوا ضده رافضين جميع أشكال الظلم الواقعة عليهم بسبب أنانية وطمع الحاكم في الجاه والأموال، وصلت الحاكم أخبار ذلك الغريب الذي يُحاول قلب الشعب ضده، فأمر رجاله بالتفتيش عنه في كل مكان وإحضاره، من ثم تطبيق حكم الإعدام عليه ليكن عِبرة لمن يعتبر، وبالتالي يزرع الخوف في نفوس العامة والقضاء على مُعارضيه.
عندما علم الغريب بأمر القبض عليه فر باحثًا عن مكان يتوارى فيه عن الأنظار حتى لا يراه حراس الملك، فلم يجد أمامه سوى مكان يعيش فيه رجل مُسن فتوسل إليه أن يُخبئه لأن حراس الملك يُطاردونه ويُريدون قتله، فوافق الرجل وطلب منه آن يختبئ خلف كومة من القش، اندهش الغريب من طلب الرجل المُسن لأن الاختباء خلف القش مكشوف جدًا وسيراه الحراس بسهولة.
وافق الغريب لأنه لا يملُك من الوقت ما يجعله يفكر في مكان أخر، وبالفعل جاء الحراس إلى المُسن وسألوه عن ما إذا رأى شابًا غريبًا قد مر من هنا، فأخبرهم المُسن “نعم، لقد رأيته” فسألوه عن مكان ذلك الشاب فأخبرهم أنه مُختبئًا وراء القش، فأعتقد الحراس أن الرجل المُسن يخدعهم فهزأوا به وذهبوا يبحثون في مكانًا أخر.
لما خرج الشاب كان يستشيط غيظًا من إفشاء الرجل المُسن لمكان اختبائه، وبدأ في لومه على ما فعله، فأجابه الرجل المُسن بكل ثقة “يا بني لو كان طريق الكذب يُنجي فطريق الصدق أنجى”.
تتلخص العِظة من تلك القصة في أن الصدق هو مفتاح حل جميع المشاكل حتى لو بَدا لنا أن الكذب هو الخَلاَص لأمر من أمورنا.
اقرأ أيضًا: قصة عن الرفق بالحيوان للأطفال جميلة ومؤثرة
قصة “الجزاء من نفس جنس العمل”
يُحكي أن هناك شاب طائش الطباع لا يميز بين الصواب والخطأ، ودائمًا ما يقع في المصائب ويضطر إلى الخروج منها عن طريق الكذب، وفي يوم من ذات الأيام كان هذا الشاب يقود سيارته على الطريق بِسرعة متهورة حتى رآه الشرطي فأوقفه وقبض عليه، وبطبيعة الحال لكي يستطيع الشاب تجنب عواقب فعلته والخروج من ذلك المأزق، بدأ في ترديد الأكاذيب.
أخبر الشاب الشرطي أن أمه مريضة جدًا وتحتضر على فراش الموت فكان هذا سبب قيادته بتلك السرعة، أشفق الشرطي على الشاب وتركه يذهب، وعندما عاد الشاب إلى منزله وجد أن أمه قد أصابها المرض بشكل مفاجئ ودخلت إلى المُستشفى وهي في حالة خطرة جدًا، والجدير بالذكر أن أمه لم تكن تعاني من أية أمراض.
لكن أراد الله تعالى أن يُعاقب ذلك الشاب على فعلته السيئة، ومنذ ذلك الوقت أبتعد ذلك الشاب تمامًا عن الكذب وتعاهد مع نفسه على عدم تكرار مثل ذلك الفعل الشنيع مرة أخرى، العبرة من تلك القصة أن كل ساق سيُسقى بما سقى، فكما كذب الشاب على الشرطي بمرض أمه تحقق كلام الشاب ومرضت أمه بالفعل.
قصة “الصفقة الخاسرة”
يُحكى أن هناك بائع برتقال يبيع للناس ثمار البرتقال على جانب الطريق، فظهرت امرأة عجوز مارة من جانبه تسأله عن ما إذا كانت تلك الثمار حامضة أم لا ففكر البائع وظن أن السيدة العجوز لا تأكل البرتقال الحامض فأخبرها أن مذاق ثمار البرتقال حلو، فكم تريدين أخبرته أنها لا ترغب في شراء برتقال مذاقه حلو لأن زوجة ابنها الحامل تشتهي البرتقال الحامض، هكذا خسر البائع صفقته مع السيدة العجوز لعدم قوله الحقيقة.
جاءت امرأة حامل بعد عدة أيام إلى نفس بائع البرتقال تسأله عن ما إذا كان ذلك البرتقال مذاقه حامض، فتذكر البائع ما حدث مع السيدة العجوز فظن أن الشابة الحامل أتت لتشتري برتقال حامض فأجابها نعم إنه حامض يا سيدتي، كم تريدين منه؟،فأخبرته أنها لا تريده حامضًا لأن والدة زوجها أرسلتها لتشتري برتقال مذاقه حلو، وأخبرتها أنه يوجد لديه فقصدته لشرائه.
أدرك البائع في ذلك الوقت أن الشابة الحامل هي زوجة ابن السيدة العجوز، فخسر صفقة بيع مرة أخرى بسبب لجوئه إلى الكذب في كل مرة يقوم فيها بالبيع، والعبرة من تلك القصة أن الكذب يحمل دائمًا في طياته الخسارة لصاحبه.
اقرأ أيضًا: قصة عن الصداقة والوفاء بالوعد مؤثرة جدًا
قصة “جورج ومينا في المسجد”
ذات يوم خرج صديقان إلى الصحراء أحدهما يُدعى جورج والأخر يُدعى مينا، ولسوء الحظ قد تاها فيها وظلا يسيران لمسافات طويلة حتى لمحا على بُعد مسافات قليلة، مسجدًا في طرف من أطراف الصحراء، واتفق الصديقان على الذهاب إلى المسجد وطلب المساعدة والطعام والماء، فقرر جورج أن يُزيف حقيقة أنه يُدعى جورج ويُخبرهم أن أسمه مُحمد حتى يُقدموا له الطعام الفاخر والشراب الجيد.
أعترض مينا ورفض أن يكذب وعزم على إخبارهم اسمه الحقيقي مينا وليحدث ما يحدث، وعند وصول الرجلان إلى شيخ المسجد رحب بهما وسألهم عن اسمهم ووجهتهم، فأخبره جورج أن اسمه مُحمد بينما أخبره الأخر أنه يُدعى مينا وأنهما تاها في الصحراء ويريدون أن يأكلوا ويشربوا، فأمر الشيخ على الفور بالطعام لمينا بينما أخبر جورج “بالتأكيد أنك صائم يا مُحمد فنحن في شهر رمضان الكريم”.
عبرة تلك القصة تتلخص في أن مهما بدا لنا أن الكذب وتزييف الحقائق سيُحقق لنا الأهداف والمكاسب، فإنه لا يعود علينا إلا بالخسارة وضياع الفرص المهمة منا.
أفدناكم في موضوعنا ” قصة عن عواقب الكذب وفوائد الصدق” بسرد مجموعة من القصص التي توضح مدى بشاعة الكذب ونتائجه الغير محمودة على صاحبه، وأن الكذب ما هو إلا وسيلة غير مُجدية توقع الضرر بالأخرين، وعلى جميع الأشخاص التي تشغل مكانة مؤثرة في نفوس الناس بالتذكير دائمًا بذلك الأمر، عن طريق إلقاء قصة عن عواقب الكذب وفوائد الصدق في المجالس والتجمعات وإبراز المواعظ الموجودة بها.