كيفية جمع صلاة الظهر والعصر
كيفية جمع صلاة الظهر والعصر للمسافر أو للمقيمين الذين لا يستطيعون الصلاة في وقتها بسبب المرض أو الأطباء الذين يقومون بإجراء العمليات أو الانشغال بأعذار لا يمكن تأجيلها بأي حال من الأحوال، حيث اتسمت الشريعة الإسلاميّة والدين الإسلامي بالتيسير على كل العباد الذين كلفهم الله بالعبادات، فقد سمح الله سبحانه وتعالى عباده بالجمع بين بعض الصلوات، وسنعرض خلال مقالتنا كيفية جمع صلاة الظهر والعصر عبر موقع زيادة.
كيفية جمع صلاة الظهر والعصر
- وبالنظر في كيفية جمع صلاة الظهر والعصر، فإنه يجب أن يُراعي المُصلي الترتيبِ في الصلوات.
- وفي حالة الجمع بين صلاة الظهر وصلاة العصر، فإنك يجب أن تُصلى صلاة الظهر أولاً، وبعد ذلك تُصلي صلاة العصر.
- كما أنه لا يٌشترطُ عقد النيةُ في حالة الجمع خلف الإمام؛ لأن هذا ما فعله سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام.
- حيث جمع سيدنا محمد بين صلاتي الظهر والعصر ونوع الجمع كان جمع تقديم، وذلك دون أن يُعلِم الصحابة من خلفه النية للجمع.
- ولكن في حالة الموالاة بين الصلاتين في حالة الجمع، فإنه يوجد أيضاً فيها خلاف، والأفضل في هذه الحالة هو وجود الموالاة ما بين صلاتي الظهر والعصر، لأن ذلك يمثل الحل الأسلمُ لكي يصح الجمع.
- لا تجوز حالة الجمع إذا كان الشخص مُقيم في حالة البرد، إلا أن تتم الصلاة في المسجد جماعة، حيث أنه لا يجوز الجمع أيضاً في حالة المصليات.
- وكذلك لا يُمكن أن نتخذ من الجمع عادة؛ لكي يتعذّر الناس للجوء للجمع.
ومن هنا سنتعرف على: شروط صلاة القصر وحكم صلاة القصر
التيسير في العبادات
- دين الإسلام هو الدين الأعظم الذي اتسمت شريعته بالسماحة واليُسر، وحيث أن كل شعائره تدفع العباد لفعل الخيرات وترك المنكرات وتدعو إلى الدين بمنتهى اللين والرأفة.
- فقد عُرفت بالتخفيف والتيسير على المسلم في كافة العبادات؛ وذلك لتجنب أي مشقّة قد تحدث للمسلم، أو تدفعه للتقصير في تأدية الطاعات.
- تُعرف المَشقّة في الشرع على أن الشخص المُكلَّف الذي تُطبق عليه الأحكام الخاصة بالشريعة عند حدوث عارضٌ له، وقد يمنعه هذا العارض من أداء العبادة.
- يجب أن يكون في هذه العبادة وتأديتها مشقّة، وذلك حتى يمكن تيسيرها عليه، عبر تيسير الأحكام.
ما هي صلاة الجمع
- يُقصد بجمع الصلاة هو أن يتم ضمّ صلاتيْن من الصلوات الخمس، في الوقت الخاص بإحداهما؛ ويرجع ذلك إلى عذر قهري يُبيح ذلك الجمع.
- فيمكن للمسلم الجمع بين صلاة الظهر وصلاة العصر، كما يمكنه الجمع بين صلاة المغرب وصلاة العشاء.
- وعلى الرغم من الجمع فإن الصفة الخاصة بكل صلاة تظل كما هي، ولكن الذي يختلف فيهما هو النية بالجمع.
- وذلك يعني أن تُصلى الصلاتين الظهر والعصر متقاربتين في التوقيت الخاص بأحدهما، في حالة قام المصلي بالصلاة وقت الظهر فذلك يسمى جمع تقديم.
- وإذا صلى كلاهما في وقت صلاة العصر فإن ذلك يُسمى جمع تأخير.
ومن هنا يمكنكم التعرف على: كيفية صلاة سنة الفجر وفوائد صلاة الفجر بالتفصيل
أنواع الجمع في الصلاة
- النوع الأول من الجمع في الصلوات هو جمع التقديمٍ، ويقصد به تقديم صلاة العصر، بحيث تُصلى عقب أداء صلاة الظهر، وفي التوقيت الخاص بصلاة الظهر.
- أو يقوم المسلم بتقديّم صلاة العشاء وبذلك يُصلّيها بعد صلاة المغرب في الموعد الخاص بصلاة المغرب.
- وفي حالة جمع التقديم فإنه ينوي نية الجمع ويُصلي الصلاة كما هي، ويقوم بالتسليم من الصلاة الأولى، ثم بعد ذلك يصلّي الصلاة الأخرى.
- النوع الآخر هو جمع التأخير، وفي هذه الحالة فإن المصلي يقوم بتأخير صلاة الظهر مثلاً فيصليها في وقت العصر.
حكم الجمع بين صلاة الظهر والعصر
- أجمع كافة العلماء على أن حكم الجمع بين صلاتي الظهر والعصر مشروع، كما في صلاة الظهر والعصر بيوم عرفة حيث يمثل ذلك جمع تقديمٍ.
- والوارد في القول الأول عن جمهور العلماء، سواء من علماء مذهب الشافعية أو المالكية أو الحنابلة، ويشير هذا القول إلى أن الجمع بين الصلوات في أي مكان مشروع.
- القول الثاني هو قول الحنفية، والذي يشير إلى عدم جواز الجمع بين الصلوات في أي مكان غير عرفة ومزدلفة.
وندعوكم أيضا من هنا لقراءة موضوع: متى يجوز الجمع والقصر وما هي الصلوات التي تجمع
أدلة شروع الجمع في الصلاة
- هناك العديد من الأدلة في الأحاديث النبوية الشريفة التي تثبت شروع الجمع في الصلاة بنوعيه التأخير والتقديم.
- ويتضح ذلك فيما أخبرنا به معاذ بن جبل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، إذا أعد للترحال قبل زيغِ في فترة آخر الظهرَ كان يقوم بجمع الظهر والعصر.
- كما يتضح لنا ذلك جلياً فيما حدثنا به ابن عباس في قوله “جمعَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ بينَ الظُّهرِ والعصرِ والمغربِ والعشاءِ بالمدينةِ من غيرِ خوفٍ ولا مطرٍ”.
شروط جمع صلاة الظهر والعصر وفق المذاهب
وضع العلماء بعض الشروط حتى تحق المشروعية في جمع الصلاة بالتأخير.
- الشروط التي وضعتها الشافعية والحنابلة أهمها النيّة في التأخير، أي أن المرء يجب أن ينوي تأخير صلاة الظهر إلى موعد صلاة العصر.
- كما يجب أن يعقد النية في الوقت الخاص بالصلاة الأولى أي صلاة الظهر.
- كما يُشترط استمرار عذر المُصلي، بحيث إن كان على سفر أو مريض أو يوجد برد قارس، بحيث يمتد ذلك حتى تمام صلاة العصر.
- ولكن مذهب المالكية يشترط في حالة السفر أو في حالة زوال الشمس على المسافر وهو في طريقه، فإنه يَعقد النية على أن ينزل قبل أن تصفر الشمس، وبذلك يعقد النية أيضاً على أنه سيقوم بتأخير صلاة الظهر.
- المالكية وضعوا الشرط الأساسي للمشروعية في الجمع هو النظر إلى العذر الذي يُبيح الجمع.
- حيث أن جمع الصلاة في حالة المسافر مُباحاً إذا كان بَراً؛ حيث أن رخصة الجمع قد ثبتت في حالة السَفر بَرّاً فقط.
- واشترط المالكية للجمع بين صلاتَي الظهر والعصر أن تزول الشمس، في حالة السفر.
- واشترط المالكية في حالة السفر أن يتم عقد العزم على ارتحال المسافر قبل دخول الوقت الخاص بصلاة العصر.
- الجمع في حالة المطر جائز بين صلاة المغرب وصلاة العشاء فقط؛ كما يُشترَط أن تكون الصلاة في المسجد بالإضافة إلى ضرورة أن تكون جماعة، وبالطبع ضروري عَقد النيّة للجمع في الصلاة الأولى.
وللمزيد من الإفادة قم بالإطلاع على: ما هو قيام الليل؟ وحكم قيام صلاة الليل وما هي مراتب قيام الليل؟
حالات الجمع في صلاة الظهر والعصر
- حيث يجوز الجمع بين صلاتي الظهر والعصر إذا كان المُصلي مسافر، ولكن يشترط ألا يكون هذا السفر في طريق مكروه أو لغرض محرم.
- وهناك خلاف بخصوص تحديد المسافة التي يجب أن يقطعها المسافر لكي يجوز بذلك الجمع.
- ويُقصد بالسفر هنا للحج أو أمثاله في حالة الجمع بيوم عرفة، والذي يكون بين صلاتي الظهر والعصر، ونوعه في هذه الحالة جمع تقديم.
- ويجوز الجمع للشخص المقيم إذا كان مريض أو عاجز أو أن الصلاة قد تلحق به مشقة.
- وفي بعض الأوقات يجوز الجمع في حالة البرد الشديد والثلج والجليد، أو على الصعيد الآخر في حالة الحر الشديد، وفي هذه الحالة قد يلحق به مشقة فيجوز الجمع هنا.
- وهناك حالة يكون فيها المُصلي مضطر ويخشى أن يفوته الوقت المخصص للصلاة.
وبذلك نكون عرضنا خلال مقالتنا كافة التفاصيل المتعلقة بكيفية جمع صلاة الظهر والعصر، بداية من حكم الدين وكافة المذاهب في مشروعية ذلك، كما تطرقنا إلى شروط الجمع والحالات الخاصة به.