هل يجوز قول علي عليه السلام

هل يجوز قول علي عليه السلام ؟ يبحث الناس كثيرا عن معنى بعض المصطلحات وخاصة المصطلحات الدينية وذلك لكي يعرفون ما هو مدلولها الديني وهل لفظها جائز أم غير جائز وفيما يلي سوف نتحدث معكم عبر موقع زيادة الإلكتروني عن ذلك ونعرف هل يجوز قول علي عليه السلام ؟.

إطلاق لفظ عليه السلام لغير النبي

نحن نعرف أن قول عليه السلام هو قول اختص به الأنبياء من دون أي شخص آخر، ولكن بعد التفرق الذي حدث في المذاهب بعد موت رسول الله هناك بعض الأخطاء التي شاعت وكانت تداول بين الناس وهذا نتيجة لقلة الفهم قديما، لذلك فكان لفظ عليه السلام محل جدلا كبيرا بين كثير من الناس كما نوضح لكم فيما يلي:

  • فمنهم من يقول إنه غير جائز لأنه لفظ قد اختص به الأنبياء والرسل.
  • ومنهم من يقول إنه لفظ جائز لأنه لا يقصدون به المساواة بين الناس والرسل أو الأنبياء ولكن فيه شيء من التفضيل.
  • ومنهم من يقول إنه جائز لأنه يطلق فقط على الصحابة و التابعين الأجلاء ولا يطلق على أي شخص كان.
  • وهناك أيضا من يقول إنه غير جائز لأنه لم يأتي في القران والسنة ما يقول أو يدل أو حتى يثبت ذلك لذلك ليس له أي أساس من الصحة وهو غير جائز.
  • كما أن هناك بعض من الناس من يقول إن هذا اللفظ إن كان فيه إجلال وتقدير لبشر غير نبي مرسل أو نبي مبشر فهذا حرام شرعا ولا يجوز ذلك فتلك الكلمة لا تطلق على أي شخص غير الأنبياء.

هل تعلم ما حكم قول رمضان كريم؟ اقرأ في هذا الموضوع: هل يجوز قول رمضان كريم وما رد دار الإفتاء والشيخ ابن عثيمين

هل يجوز قول علي عليه السلام

سؤال هل يجوز قول علي عليه السلام ؟ يعتبر من الأسئلة التي شغلت حيزا كبيرا في عقول الناس كثير من حيث هل هو جائز أم غير جائز، وتكون الإجابة كما يلي:

  • وهناك من قال أنه جائز لأن سيدنا علي هو ابن عم رسول الله ومن آل بيته ويستحق ذلك
  • وهناك من قال أنه غير جائز لأن تلك الكلمة يختص بها النبي والأنبياء من قبله.
  • وهناك رأي البعض من جمهور العلماء يقول أن الفصل في ذلك الأمر فصل وفي هذه المسألة إن الصلاة على غير الرسول -صلى الله عليه وسلم إما أن تكون موجهة لأهله أو موجهة لأزواجه أو موجهة لذريته.
  • وهناك رأي يقول البعض من جمهور العلماء في مسألة هل يجوز قول علي عليه السلام إنه كانت الصلاة تخص هؤلاء فالصلاة عليهم مشروعة وجائزة ومقبولة شرعا ولكن مع الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم.
  • وهناك رأي جمهور العلماء يقول أيضا إن كان قول عليه السلام يضم الملائكة وأهل الطاعة والتابعين عموما الذين يدخل فيهم الكل من الأنبياء وغيرهم كان ذلك الأمر جائز ومقبول ليس له من الحرام شيء.
  • فمثلا يقال اللهم صلى وسلم وبارك على نبيك وآل نبيك وملائكتك والمقربين والتابعين وأهل طاعتك ومن اتبعك أجمعين فذلك هو أمر جائز وليس فيه من الحرام من شيء.
  • أما إن كان الأمر يختص بشخص واحد وإن كان شخصا بعينه أو طائفة معينة من الطوائف كره ذلك حيث أنه يتخذ الصلاة عليه شعارا له لا يخل به ولكنه أمر غير جائز.
  • حيث قال الجاحظ في ذلك الأمر أنه لو قيل حرام لكان له وجه ولا جعلت عليه السلام وجعلت مقرونة باسمه فإنه بذلك جعلها شعارا له، وامتنع منها غيره ونظيره، ويمكن أن يكون غيره أو نزيره هذا هو خير منه.
  • كما استشهد الإمام الجاحظ في ذلك بما كانوا يفعلونه قوم يدعون الرافضة وذلك مع الإمام علي رضي الله عنه وأرضاه.
  • فإنهم كانوا حيث إذا ذكروه قالوا عنه عليه الصلاة والسلام ولا يقولون ذلك فيمن هو أخير منه وأصبح بذلك شعار له وهذا أمر ممنوع وغير جائز.

كما يمكنكم التعرف على حكم قول جمعة مباركة من هنا: هل يجوز قول جمعة مباركة؟ ولماذا؟

عليه السلام لمن تقال

  • لقد جرت العادة فيما يخص مصطلح “عليه السلام” فهي من المعروف لدينا أنها تقال في حق الرسل والأنبياء عليهم السلام.
  • وتقال أيضا في حق رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم وذلك لأن الله سبحانه وتعالى أمرنا بذلك حيث قال جل وعلى “أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً”.
  • وقد جاء قول عليه السلام في حق الرسل والأنبياء حيث روى عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال “أحب الصلاة إلى الله صلاة داود عليه السلام “

أحاديث توضح قول النبي للفظ عليه السلام للأنبياء

  • فقد ذكر النبي في الحديث اسم سيدنا داوود وتبعه بكلمة عليه السلام.
  • وقال النبي أيضا صلى الله عليه وسلم في حديث آخر “فذكرت قول سليمان عليه السلام “رب اغفر لي””.
  • وقال النبي أيضا صلى الله عليه وسلم عن بناء الكعبة “لبنيت على أساس إبراهيم عليه السلام”.
  • كما قال النبي صلى الله عليه وسلم “فنزل جبريل عليه السلام ففرج صدري”.
  • وفي كل تلك الأحاديث قد أعقب النبي صلى الله عليه وسلم اسم كل نبي بلفظ عليه السلام وفي ذلك إحقاقا أن ذلك اللفظ يجوز للأنبياء والرسل فقط كما فسر العلماء.
  • وأكثر العلماء أجمعو على أن تلك الصيغة “عليه السلام” ليس من المستحب أن تقال إلا للأنبياء.

كما نقدم لكم حكم الاستغفار للميت في هذا المقال: هل يجوز الاستغفار للميت؟ وأهمية الاستغفار وأهم الأعمال التي تنفع الميت

هل يجوز الترضي على الصحابة والتابعين

  • أجمع العديد من العلماء على أنه يمكن الترضي عن الصحابة والتابعين فهذا أمر مستحب وليس محرم.
  • فهناك استناد في قول رضي الله عنهم أو عليه السلام للمؤمنين أو المسلمين وذلك استنادا لقول الله عز وجل.
  • لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ وكانوا ألفا وأربعمائة.
  • وقال تعالى: وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ
  • فلا يوجد خلاف على كلمة رضي الله عنهم بين العلماء فقد أوجبوا استحباب الترضي على الصحابة رضي الله عليهم أجمعين.

هل يجوز قول عليه السلام أو الترضي لغير الصحابة

  • وأما فيما هم غير الصحابة فهناك من يتسألون هل يجوز أن يقال في حقهم” رضي الله عنهم”؟ فقد اختلف العلماء في تلك المسألة اختلاف كبير.
  • فهناك بعض من جمهور العلماء كان قد أوجب استحباب الترضي وقول عليه السلام عن غير الصحابة.
  • وهناك بعض من جمهور العلماء من أجاز قول عليه السلام والترضي أيضاً على كل من العلماء والتابعين وعباد الله والصالحين، ويكون ذلك من باب الدعاء لهم وهذا رأي الإمام النووي وتلاميذه رحمه الله.
  • وأما ما يخص قول عليه السلام بالنسبة لغير الأئمة والتابعين الصالحين أو أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا أمر غير جائز وكذلك قال الإمام النووي.
  • فقد وضح الإمام أن ذلك لا يتماشى مع طبيعة البشر العاديين فإن تلك الكلمات لا تطلق إلا على الرسل والأنبياء و آلهم وذويهم.
  • أما الأشخاص العاديون فلا يستحب أن يقال عنهم ذلك لان في ذلك تخصيص لهم.

كما يمكنكم الاطلاع على حكم عمل عمرة لشخص حي عبر مقال: هل يجوز عمل عمرة لشخص حى؟ وهل مساعدة الفقراء والمحتاجين أولى من نافلة الحج والعمرة؟

وبذلك نكون قد ذكرنا لكم رأى العلماء في مسألة هل يجوز قول علي عليه السلام كما وضحنا فكرة الترضي على الصحابة والتابعين هل هي فكرة وقول صائب وهل يجوز أم لا أن نقول ذلك.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.