دعاء لمغفرة ذنب عظيم
دعاء لمغفرة ذنب عظيم فكلُّ بني آدمَ خطَّاءٌ، وخيرُ الخطَّائينَ التَّوَّابونَ كما قال رسول الله -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-، والدعاء هو أسمى العبادات، هو صلة بين العبد وربه يمثل الحاجة والافتقار له عز وجل، والسنة المشرفة ورد فيها دعاء لمغفرة ذنب عظيم سنذكره في موضوعنا هذا.
دعاء لمغفرة ذنب عظيم
هناك أكثر من دعاء لمغفرة ذنب عظيم، ومن أشعر أدعية الاستغفار الواردة في السنة عن النبي ـصلَّى اللهُ عليه وسلَّم- هو دعاء سيد الاستغفار:
عن شداد بن أوس أن النبي -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- قال: “إنَّ سيِّدَ الاستغفارِ أن يقولَ العبدُ اللَّهمَّ أنتَ ربِّي لا إلهَ إلَّا أنتَ خلقتَني وأنا عبدُكَ وأنا على عهدِكَ ووعدِكَ ما استطعتُ أعوذُ بكَ من شرِّ ما صنعتُ أبوءُ لكَ بذنبي وأبوءُ لكَ بنعمتِكَ عليَّ فاغفِر لي فإنَّهُ لا يغفرُ الذُّنوبَ إلَّا أنتَ فإن قالها حينَ يُصبح موقنًا بها فماتَ دخلَ الجنَّةَ وإن قالها حينَ يُمسي موقِنًا بها دخلَ الجنَّةَ” (صحيح النسائي 5537).
اقرأ أيضًا: فضل الدعاء بأسماء الله الحسنى وأنواع الدعاء المستجاب
شرح حديث سيد الاستغفار
يُعلمنا النبي -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- أن:
- سيِّدَ الاستغفارِ: أي أنه أفضل دعاء للاستغفار بالصيغة الواردة في الحديث، والأكثر ثواب عند الله تعالى، وسبب تسميته (سيِّدَ الاستغفارِ) لأنه جامع لكل معاني التوبة.
- اللَّهمَّ أنتَ ربِّي لا إلهَ إلَّا أنتَ: هذا القول الذي يقوله العبد في بداية الدعاء هو إقرار منه بالعبودية لله تعالى والخضوع له، وإقرار بالألوهية لله وتفرده بها وبالربوبية.
- لا إلهَ إلَّا أنتَ خلقتَني: الإقرار بالخَلْق لله تعالى، وكامل الخضوع له.
- أنا عبدُكَ: يُقر العبد بأنه عبد لرب العز سبحان وتعالى.
- أنا على عهدِكَ ووعدِكَ: هذا من تمام العبودية، والالتزام من قبل العبد بالعهد الذي عاهده الله وأن يلتزم بأوامره وينتهي عن نواهيه، كما يُقر أنه مُصدق بوعد الله له على عمله بالجزاء يوم القيامة، وكل الحساب.
- ما استطعتُ: يُقيد العبد الاستطاعة بالقدر، أي أنه سيلتزم بكل الأوامر وينتهي عن المنهي عنه حسب مقدرته البشرية الضعيفة، وإنه يحتاج إلى ملاه عز وجل ليعينه على التوبة.
- أعوذُ بكَ من شرِّ ما صنعتُ: يلجئ العبد إلى ربه ليحتمي به من الشرور التي وضع نفسه فيها.
- وأبوءُ لكَ بنعمتِكَ عليَّ: أي أنا أعترف بفضلك علي في كل حياتي وعلى والدي، فنعمة الله تغطي أبن آدم من قبل حتى أن يولد
وأن عصيان الله لم يكن جحود من الإنسان بنعم الله، بل هو ضعف وجهل وهوى. - فاغفِر لي فإنَّهُ لا يغفرُ الذُّنوبَ إلَّا أنتَ: فيقر ابن آدم بالذنب وأنه هو من وضع نفسه فيه، وأنه يحتاج لله تعالى لمغفرة هذا الذنب، ولا يغفر الذنوب إلا الله لكمال ملكه وعظيم سلطانه ورحمته التي وسعت كل شيء.
فضل دعاء سيد الاستغفار
يُبَين النبي -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- أجر وفضل هذا الذكر السابق فيقول:
- فإن قالها حينَ يصبحُ موقنًا: أي الذي يقول كل الدعاء السابق بلسانه وهو موقن بما فيها بقلبه ونادم على ما فعله، مُصدق ومُقتنع بكل ما رد فيه من ثوابت عقيدية.
- “حينَ يصبحُ موقنًا بها فماتَ دخلَ الجنَّةَ وإن قالها حينَ يمسي موقِنًا بها دخلَ الجنَّةَ” أي أن هذا الدعاء يغفر به الله الذنوب جميعًا، ويمكن قوله في الصباح والمساء حتى يتخلص العبد من أي ذنب فهذا دعاء لمغفرة ذنب عظيم .
اقرأ أيضًا: الدعاء المستجاب من اول مره ودعاء سيدنا إبراهيم عليه السلام
دعاء لمغفرة ذنب عظيم آخر
ورد عن النبي -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- الكثير من الأدعية الواردة في السنة الصحيحة عن النبي -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- للاستغفار من الذنوب، مثل الحديث الذي رواه مولى رسول الله زيد بن حارثة أنه قال: “من قال: أستغفرُ اللهَ العظيمَ الذي لا إلهَ إلَّا هو الحيَّ القيومَ وأتوبُ إليه غُفِرَ له وإنْ كان فرَّ من الزحفِ” (صحيح الترمذي 3577)
في هذا الحديث رشدنا النبي -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- إلى مداومة الاستغفار، وعدم اليأس واستكبار الذنب مهما كان، فالله غفور رحيم، فمهما كان الذنب عظيم مع التوبة النصوح سيغفر الله عز وجل، ويضرب لنا النبي مثلًا بذنب كبير لا يقدر على فعله مسلم وهو الهروب يوم الحرب وعدم الدفاع عن أهله ودينه وأخوته الذين يقتلون في الحرب.
دعاء الاستغفار
ورد عن أبو بكر الصديق رضي الله عنه أنَّهُ قالَ لِرَسولِ اللَّهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-: عَلِّمْنِي دُعَاءً أدْعُو به في صَلَاتِي، قالَ: “قُلْ: اللَّهُمَّ إنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا، ولَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ، فَاغْفِرْ لي مَغْفِرَةً مِن عِندِكَ، وارْحَمْنِي إنَّكَ أنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ”
في هذا الحديث الشريف يُعلم النبي -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- صاحبه والأمة الإسلامية أجمعين دعاء يستغفر به من الذنوب، فلا يخلو عبد عن التقصير وارتكاب أي ذنب، وبعض العلماء قالو أن الظاهر أن أبو بكر كان يطلب دعاء يقوله بعد التشهد الأخير من الصلاة.
فأرشده النبي -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- إلى هذه الكلمات:
- “اللَّهُمَّ إنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا” أي ظلمت نفسي حين ارتكبت هذه المعاصي وقصرتُ في أوامر الله تعالى، وهي إقرار العبد بالذنب وإنه فعل ذاته بإرادته المحضة.
- “ولَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ” أنه لا يغفر للعباد سوى الله ولا ملجئ لهم إلا إليه لكمال ملكه وعظيم سلطانه، وهو من قال: “وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ” (آل عمران 135)
كما إنه فيه إقرار وشهادة بوحدانية الله عز وجل. - “فَاغْفِرْ لي مَغْفِرَةً مِن عِندِكَ، وارْحَمْنِي” يطلب العبد من الله عز وجل غاية النعم التي يتمناها أي عبد وهي المغفرة والرحمة، الله تعالى هو الغفور الرحيم.
فالنعوم الأولى تزحزح العبد عن النار أي هي الفوز قال تعالى: ” كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۖ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ” (آل عمران 185).
والنعمة الثانية تُدخل الجنة.
لا يوجد ذنب لا يغفره الله
الله عز وجل قال عن نفسه أن هو الغفور العفو الرحمن، يغفر الذنوب لمن يشاء مهما بلغ عظمها، ففي الحديث القدسي الذي رواه أنس ابن مالك عن النبي -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- أنه قال: “قال اللهُ تعالى: يا ابنَ آدمَ! إنَّك ما دعوتَني ورجوتَني غفرتُ لكَ على ما كانَ منكَ ولا أُبالِي، يا ابنَ آدمَ! لوْ بلغتْ ذنوبُك عنانَ السماءِ ثمَّ استغفرتَني غفرتُ لكَ ولا أُبالِي، يا ابنَ آدمَ! لوْ أنَّك أتيتَني بقُرَابِ الأرضِ خطايا ثمَّ لقيتَني لا تشركْ بي شيئًا لأتيتُك بقرابِها مغفرةً” (الترمذي 3540).
في هذا الحديث الشريف يقول الرسول عن الله تعالى أنه قال لنا بني آدم، إن الشخص منا ما دام يدعو الله ويطلب رحمته ولم يقنط من رحمة الله؛ سيغفر له الله سيمحو له كل ما أقترفه من ذنوب ومعاصي، ولا يهتم عز وجل بهذه المعاصي والذنوب مهما بلغت من كبر، وهو من قال عن نفسه: “لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ” (الأنبياء 23).
ولو أن هذا الذنوب التي ارتكبها الإنسان وصلت إلى السحاب من كثرتها، ثم استغفر العبد ربه وطلب منه الغفران والعفو والرحمة؛ يغفرها الله تعالى ولا يبالي، فإن أمام عِظم مغفرة الله للذنوب تتساوى الكبيرة والصغيرة ، الكثيرة والقليلة.
ولو أن الإنسان جاء يوم القيامة ومعه ذنوب من كثرتها تملئ جنبات الأرض، وجاء بقلب لا يشرك بالله شيء لا في الربوبية ولا في الألوهية ولا في الأسماء والصفات، فيأتيه الله بمثل هذه الذنوب والمعاصي مغفرة فهو واسع الفضل كريم.
الله يغفر كل شيء عدا الشرك به، فهو من قال: “إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا” (النساء 48).
مغفرة حقوق العباد يوم القيامة
يقول الفقهاء إن الكبائر تحتاج إلى توبة لكي يغفرها الله، إما حقوق العباد لكي يغفرها الله لا بد من ردها في الدنيا، أو يُجازي بها الله صاحبها في الآخرة من فضل، أو يعفو صاحب الحق عن حقه.
هل الدعاء لمغفرة ذنب عظيم فقط؟
مما تعلمنا من الهدي النبوي الشريف أن الدعاء يكون لكافة الذنوب صغيرها وكبيرها وأي اعتقاد غير ذلك هو مُخالف للرسالة التي جاء النبي -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- بها، فبالرغم أن الله تعالى غفر له كل ما تقدم من ذنبه وما تأخر؛ إلا أنه ورد عنه -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ” أنَّ رَسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- كانَ يقولُ: في سُجُودِهِ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي ذَنْبِي كُلَّهُ دِقَّهُ، وجِلَّهُ، وأَوَّلَهُ وآخِرَهُ وعَلانِيَتَهُ وسِرَّهُ.” (صحيح مسلم 483).
” دِقَّهُ، وجِلَّهُ” أي الذنوب الصغيرة وكذلك الكبيرة.
“أَوَّلَهُ وآخِرَهُ” أي اغفر لي يا الله كل الذنوب التي ارتكبتها من أول ذنب إلى أخر ذنب والذنوب التي بينهم.
“عَلانِيَتَهُ وسِرَّهُ” أي كل الذنوب التي ارتكبتها التي كانت في العلن والتي كانت في السر ولا يعلمها إلا أنت.
وعلى هذا فإن لا يكون الدعاء لمغفرة ذنب عظيم فقط، بل أن الدعاء لمغفرة كل الذنوب التي يرتكبها المسلم.
اقرأ أيضًا: اجمل دعاء تهديه لمن تحب والدعاء لشخص تحبه ولشخص عزيز عليك
التوبة عن نفس الذنب أكثر من مرة
بعض الناس يتناقلون حديث يقول أن التائب مرة أو أثنين أو ما إلى ذلك هو كذاب ولا توبة له، هذا الكلام خاطئ والحديث موضوع لا أساس له، فالله يقبل توبة العبد ما لم تبلغ الروح الحلقوم، أي ما لم يأتيه ملك الموت، فيجب على أي مُذنب بأي ذنب مهما كان عظمه المسارعة بالتوبة مع اليقين بأن الله سيستجيب له، والعمل على تعويض ما فاته بعمل الصاحين.
الحديث المشهور الكاذب الذي لا يصح عن الرسول -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- يقول:”إذا قال العبدُ: أستغفرُ اللهَ وأتوبُ إليه، ثمَّ عاد، ثمَّ قالَها، ثمَّ عاد، ثمَّ قالَها، ثمَّ عاد، ثمَّ قالَها، ثمَّ عاد، كتبَهُ اللهُ في الرَّابعةِ من الكذَّابينَ”.
تخريج الحديث من الكتب الصحيحة:
- أورده الغمام الشوكاني في كتابه “الفوائد المجموعة” برقم 234 وقال عنه أنه في إسناده كذب.
- وابن الجوزي في كتابه “الموضوعات” برقم 3/.124
أعظم صور الاستغفار
يقول الفقهاء أن أعظم صيغ الاستغفار هي ما كانت طلب المغفرة والذكر في الوقت ذاته، وهذا أعظم دعاء لمغفرة ذنب عظيم، قال الله تعالى في محكم التنزيل: “فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ ۚ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا” (النصر 3).
شروط قبول التوبة
مع الدعاء لمغفرة ذنب عظيم يجب على المسلم التوبة عن هذا الذنب، ولا يجب أبدًا القنوط واليأس من المغفرة، فالله عز وجل هو من وعدنا بهذه المغفرة إذا تبنا واستغفرناه، هو من قال: “قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ” (الزمر 53).
قد أجمع جمهور الفقهاء على أن التوبة النصوح من شروط مغفرة الذنوب، وشروط التوبة النصوح كما حددها الفقهاء هي:
- الإخلاص لله تعالى في التوبة، ونقاء التوبة من الرياء.
- الإقلاع عن الذنب، أي أن يتوقف الإنسان عن فعل هذا الذنب وأن يسعى مجاهدًا نفسه إذا كان الذنب متمكن منه.
- الندم عن ما اقترفه من ذنوب.
- العذم الصادق اليقيني على عدم الرجوع إلى تلك الذنوب بتوفيق من الله تعالى.
- أن تكون تلك التوبة قبل أن تصل الروح الحلقوم، أي أن يغرغر العبر من الموت وأن يكون ملك العبد قد حضر، فقد أنتهى زممن التوبة وبدأ زمن الحساب.
اقرأ أيضًا: افضل دعاء يوم الجمعة قبل الغروب وفضل دعاء يوم الجمعة وأفضل الأوقات للدعاء
التوبة من حقوق العباد
يكمل الفقهاء في شروط التوبة النصوح بأن يبذل العبد أقصى جهده في رد حقوق العباد إلى أهلها، مثلًا المسروقات يجب أن تعود إلى أصحابها إن لم يصل إليهم بعد البحث الصادق والمتكرر لمدة طويلة، فعليه أن يتصدق بعين هذه المسروقات إذا كانت في حوزته وإن لم تكن في حوزته فعليه أن يتصدق بثمنها؛ إذا كان قادر على دفع ثمنها.
على أنه متى وُجِد أصحابها بعد ذلك عليه أن يرد لهم ثمن المسروقات، وعليه الإكثار من عمل الخيرات وعمل البر، فأصحاب المظالم سوف يطالبون بها يوم القيامة إن لم يعفو عنها، وحينها سيكون هو المُفلس الذي ذكره رسول الله – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- في حديثه: “(أتدرون مَن المُفلِسُ؟) قالوا: المُفلِسُ فينا يا رسولَ اللهِ مَن لا درهمَ له ولا متاعَ له فقال رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-: (المُفلِسُ مِن أمَّتي مَن يأتي يومَ القيامةِ بصلاتِه وصيامِه وزكاتِه وقد شتَم هذا وأكَل مالَ هذا وسفَك دمَ هذا وضرَب هذا فيقعُدُ فيُعطى هذا مِن حسناتِه وهذا مِن حسناتِه فإنْ فنِيَتْ حسناتُه قبْلَ أنْ يُعطيَ ما عليه أُخِذ مِن خطاياهم فطُرِحت عليه ثمَّ طُرِح في النَّارِ)” (صحيح ابن حبان 4411).
فالمفلس هو من كان للناس عنده حقوق في الدنيا، لم يردها لهم وظن إنه هرب منهم؛ يأتون يوم القيامة فيسترد كل ذي حقٍ حقه، فيأخذوا من حسناته مقدار هذه الحقوق.
فإذا فنيت حسناته ولازلت عليه حقوق للعباد، أٌخذ من سيئاتهم فطرحت عليه بمقدار هذه الحقوق.
بذلك نكون قد نقلنا لكم من كتب الفقه أكثر من دعاء لمغفرة ذنب عظيم، وشروط التوبة النصوح، نرجو الله تعالى أن يتجاوز عن ذنوبنا وأن يعدنا في عباده الصالحين.