حكم الحلف بالطلاق المعلق
حكم الحلف بالطلاق المعلق بشرط الحلف بالطلاق بالتحديد الطلاق المعلق يقع عند وقوع ما علق عليه، فإن قمت بالحلف على زوجتك فأن لا تفعل شيء معين وإلا سوف تكون طالق، فإن فعلت هذا الأمر فهي طالق بالفعل ويصح وقع هذا اليمين، لذلك علينا معرفة بالتفصيل حكم الحلف بالطلاق المعلق بشرط، لذا أدعوك للتعرف على المزيد عبر موقع زيادة .
يمكنكم التعرف على حكم الحلف بالطلاق عند الغضب اقرأ من هنا: حكم الحلف بالطلاق عند الغضب وكفارة يمينه
حكم الطلاق المعلق وقت الغضب
- يرى بعض علماء الدين الإسلامي ومن بينهم الشيخ ابن تيمية رحمة الله عليه في حكم الحلف بالطلاق المعلق بشرطة وخاصة وقت الغضب، حيث يرون أن تعليق الطلاق بشرط معين ذلك على سبيل التحديد فهذا لا يعتبر طلاق ولا يقع، فيكون حكمه هناك حكم اليمين بالله أي لابد من كفارة لهذا اليمين حسب ما ينص عليه شريعة الدين الإسلامي.
- لذلك ينصح العلماء بالبعد عن هذا النوع من الطلاق بغرض التهديد، فهذا أمر غير مستحب وغير سديد، وقد يترتب على هذا أمور لا تحمد عقباها، فقد يقول الرجل هذا الطلاق وهو في حالة غضب كبيرة وبدون وعي، فإن كان الأمر هكذا ولم تكن تعلم هذا فهذا الطلاق لا يقع نهائيا ولا يجوز.
- وحسب قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا طلاق ولا عتاق في إغلاق، قد رواه ابن ماجه وأبو داود، فالإغلاق يعني إغلاق الذهن عن كل النظر وأيضا التفكير، فقد قال الشيخ الإسلامي الكبير ابن تيمية حول هذا الأمر:
- حقيقة الإغلاق أن يغلق على الرجل قلبه فلا يقصد الكلام أو يعلم به أي شيء، كأنه قد انغلق عليه قصده وإرادته ويدخل في ذلك طلاق مكروه والمجنون، ومن زال عقله بسكر أو بغضب وكل من لا قصد له ولا معرفة عما قال.
فإن وصلت إلى حالة من الغضب ولكن تدرك ما تقول وتعي تماما ما يصدر منك فهذا لا يمنع وقوع الطلاق في تلك الحالة، فالأمر يعد حسب تقدير الحالة التي أنت عليها وأنت غاضب، فعليك معرفة أنك واقف بين يدي الله، فقد قال ابن المنذر في هذه الحالة:
- قد أجمع أهل العلم على أن الحر إذا طلق دون الثلاث طلقات والعبد دون اثنتين، أن لهما الرجعة في العدة إن أرادوا ذلك.
حكم الحلف بالطلاق المعلق بشرط
- يعد الطلاق المعلق بشرط فهو يقع بطلقة واحدة إذا تخصص هذا الشرط وتم تنفيذه، فالحلف على الزوجة بالطلاق إن قامت بفعل أمر معين، فإن فعلت هذا الأمر شرط الطلاق فقد وقع عليها الطلاق بالفعل، فهذا الرأي عند الجمهور وبعض العلماء ماعدا ابن تيمية وبعض علماء السلف فهذا الطلاق لا يقع إلا إذا كان صاحبه ينوي ذلك.
- أصبح هذا الرأي هو الراجح على هذا النوع من الطلاق، لكن إذا كان الزوج يريد بالفعل منع زوجته من أمر معين مع عدم نيته للطلاق، لكن الزوجة قامت بهذا الفعل فلا يعتبر هذا اليمين بطلاق إنما هو يمين يجب أن يكون هناك كفارة عنه إن خالفت الزوجة أمر زوجها.
- وفي العصر الحديث قد أخذ العلماء كثيرا برأي ابن تيمية وعلماء السلف في حكم الحلف بالطلاق المعلق بشرطة ، وأيضا الكثير من القوانين الشرعية التي تم الأخذ بها في هذا الوقت، حيث يعود الأمر إلى الحديث الصحيح الشهير ( إنما الأعمال بالنيات)، وهذا الحديث الصحيح هو ما يقوم به دار الإفتاء المصرية في تلك القضايا الخاصة بالطلاق.
- والقضايا الخاصة بالتحديد بالطلاق المعلق فلا يقع طلاق إن كان الغرض منه فقط هو ترك الشيء وعدم فعله، لكن إن كان هناك نية داخلية بالطلاق فهذا يعد طلاق شرعي أي يقع على الزوجة، وذلك حسب رأي الفقهاء بالسلف وفي العصر الحالي، لذلك علينا معرفة راي القانون حول حكم الحلف بالطلاق المعلق بشرط.
- كما جاء النص للمادة الثانية لقانون الأحوال الشخصية وينص على( لا يقع الطلاق غير المنجز إذا قصد به الحمل على فعل شيء أو تركه لا غير ذلك)، كما جاء في مذكرة لإيضاح هذا النص القانوني: أن التعليق بغرض التخويف أو المنع من فعل شيء معين لتركه، وهو غير محقق للطلاق ولا وطر له في ذلك.
- فهذا الطلاق يعد يمين يجب التكفير عنه بكفارة اليمين المعروف، لكن إن كان بقصد الطلاق عند حدوث هذا الشيء بالفعل فقد وقع الطلاق على الزوجة، هذه المادة في القانون توضح الفرق بين تعليق الطلاق الذي هو بمعنى اليمين، وتعليق الطلاق الذي ليس له معنى فالأول غير واقع أما الثاني فهو واقع بالفعل.
- فقد قال الإمام أبو محمد بن حزم الظاهري( أن اليمين بالطلاق لا يلزم سواء إن كان بر أو حنث فلا يقع به طلاق)، وهذا هو الفرق بين الطلاق ويمين الطلاق، فالفرق جوهري بين أن تقوم بالحلف بالطلاق وأن يكون الطلاق مجرد يمين يمكن التكفير عنه.
هل تعلم ما هو حكم الحلف بالطلاق اقرأ من هنا: حكم من حلف بالطلاق ثم أراد الرجوع عن يمينه وشروط الصوم ككفارة لليمين
حكم الطلاق بالثلاث المعلق بشرط
يوضح هنا عبر حكم الحلف بالطلاق المعلق بشرطة أن أهل العلم أن الزوج عندما يعلق الطلاق بزوجته على شرط معين فإن قامت بتحقيق هذا الشرط وقع الطلاق، يتم ذلك إن كان في نيته مجرد تهديد أو إيقاع الطلاق وهذا حسب أراء بعض العلماء، لكن رأي البعض الآخر من العلماء مع الشيخ الإسلامي ابن تيمية وهو:
- حيث يرون أن الزوج إذا كان لم يقصد الطلاق فهذا لا يعد طلاق فهذا نوع من التهديد أو التخويف من فعل هذا الشيء، فلا يقع نهائيا هذا الطلاق إن قامت الزوج بتنفيذ الشرط، لكن على الزوج أن يلتزم بكفارة اليمين في هذه الحالة، وهذا هو رأي العلماء في حكم الحلف بالطلاق المعلق بشرط.
- كما أن الطلاق بالثلاثة يقع أيضا عند أهل العلم سواء كان قبل دخول الخلوة الشريعة أو بعد ذلك، فقد قال ابن قدامة الحنبلي رحمه الله عليه ( وإن طلق ثلاث بكلمة واحدة وقع الثلاث، وقد حرمت عليه حتى تنكح زوج غيره، ولا فرق بين الدخول وما بعده) قد رواه ابن عباس وأبي هريرة، وابن عمر.
- فكان الإفتاء في هذا الأمر أن زوجتك إن قمت وطلقتها بالثلاثة، وبانت منك بينونة كبرى فليس لك الحق في أن ترجعها إلى عصمتك، إلا إذا تزوجت من رجل آخر، ويكون هذا الزواج مبني على الرغبة وليس التحليل ويجب أن يدخل عليها الزوج الجديد، ثم يمكن أن يطلقها لتعود إليك بعد إتمام عدتها.
- كن الشيخ ابن تيمية يرى إن كنت لا تقصد الطلاق ولكن بغرض أيضا التهديد والتخويف فلا يقع الطلاق حتى إن كان بالثلاثة، ولابد من الالتزام بالكفارة، لذلك كان يجب معرفة ما حكم الحلف بالطلاق المعلق بشرط.
الطلاق المعلق عند المالكية
- ورد في حكم الحلف بالطلاق المعلق بشرطة أنه لا خلاف بين العلماء أن الرجل لو حلف بطلاق زوجته إن فعلت أمر معين، فإن لم تفعل هذا الشرط فعليه أن يقوم بكفارة اليمين، وإن فعلت الشرط في اليمين واقع عليها، لأن الحلف بالطلاق أن لا يفعل شيء أو لا يفعله، فهو معلق شيء ما فإن وقع هذا الشيء فالتزم به إلا ما روي عن أشهب في الحالف على زوجته بطلاقها.
- المعلوم أن العبد حر وهو مدرك تماما ما يفعله فإن قامت الزوجة بفعل ما نهى عنه زوجها وكان شرط الطلاق فوقع الطلاق والله أعلم، فالإنسان العاقل مدرك تماما ما يفعله وعليم الحرص عند قول أو فعل أي أمر غير مرغوب فيه، بالتحديد أن كان يغضب الزوج فعليك التروي أيها الزوجة وأن تطيعي كلام زوجك.
هل تعلم ما هو الطلاق البائن اقرأ من هنا: ما هو الطلاق البائن وأنواع وألفاظ الطلاق ومدة عدة المطلقة طلاق بائن
وأخيرا في نهاية رحلتنا مع حكم الحلف بالطلاق المعلق بشرطة، لقد تحدثنا بالتفصيل حول حكم الحلف بالطلاق المعلق بشرط، كما تحدثنا عن آراء العلماء في هذا الأمر وأيضا رأي مذهب المالكية في هذا الأمر بالتحديد، فهو أمر شائك جدا وهام في هذا العصر الحديث.