شروط الرؤية الشرعية في الإسلام
شروط الرؤية الشرعية الرؤية الشرعية هي الرؤية التي شرعها الله -عز وجل- وسنَّها رسوله -صلى الله عليه وسلم- للرجل والمرأة إذا أرادا الخطبة والزواج، ويجب أن تكون في حضور أهل العروسين أو أي فرد من محارم العروس، مثل: والدها أو أخوها أو أحد أبناء إخوتها حتى يقوم كل من العروسين بتكوين صورة عن الآخر تسمح لهما بالموافقة أو الرفض على إتمام الزواج، هذا وسوف نوضح لكم اليوم عبر موقع زيادة الإلكتروني شروط الرؤية الشرعية بالتفصيل.
ولمعرفة المزيد من المعلومات حول شروط الزواج في الإسلام نوصي بقراءة هذا المقال: شروط الزواج في الاسلام وما هي شروط نجاح عقد الزواج
ما هي الرؤية الشرعية؟
حرَّم الله على الرجل في ديننا النظر إلى المرأة الأجنبية عنه تحريمًا قاطعًا إلا نظر الفجأة، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لسيدنا علي -كرم الله وجهه-: «يا علي، لا تتبع النظرة النظرة؛ فإن الأولى لك، والثانية عليك».
وأما في حال أراد الرجل خطبة المرأة؛ فقد أجاز الله -عز وجل- له تكرار النظر لتلك المرأة حتى يتحقق منها ومن شكلها، وتحصل عنده القناعة ليتم الزواج بها؛ ولكن لا يجب أن يحدث ذلك إلا في حضور أهل الرجل والمرأة أو في حضور أحد محارمها كوالدها أو أخوها أو أحد أبناء إخوتها، وحتى يحصل بينهما التآلف القلبي والود.
كيف يكون الاستعداد ليوم الرؤية الشرعية؟
- أولًا: صلاة الاستخارة: يجب على الشاب أن يستخير الله في كل أمور حياته، وخاصة أمر الخطبة، ويدعو الله أن ييسر له هذا الأمر إن كان له فيه خير.
- ثانيًا: أن يذهب لمقابلة ولي أمر الفتاة قبل الذهاب لرؤيتها؛ حتى يكون على علم بالبيت الذي سيدخله.
- ثالثًا: أن يكون كل منهما متذكرًا أن الهدف من زواجه هو تنفيذًا لأوامر الله ونيل رضاه.
- رابعًا: يجب أن يكون كل من الطرفين هادئًا وعلى طبيعته، حتى لا يغش الآخر بغير ما فيه.
- خامسًا: يجب عدم إخبار أحد بالموضوع إلا أقرب الأقربين؛ عملًا بحديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- الذي يقول فيه: «واستعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان؛ فإن كل ذي نعمة محسود».
كما نقدم لكم نصائح للمقبلات على الزواج وأسس ومبادي الحياة الزوجية اقرأ من هنا: نصائح للمقبلات على الزواج وما هي أسس ومبادي الحياة الزوجية
شروط الرؤية الشرعية
من الأغلاط التي يقع فيها معظم من يريدون الزواج من الشباب أو الفتيات هو الغش وعدم الوضوح عند الذهاب للخطبة، كأن تقوم بعض الفتيات بوضع مساحيق التجميل لتقوم بإخفاء ما بها من عيوب في بشرتها، أو يقوم بعض الشباب بذكر أشياء وصفات ليست موجودة فيه، وذلك من الغش الذي نهى عنه الله ورسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من غشنا فليس منا»، وقد اختلف العلماء فيما يجوز للرجل النظر إليه فيمن أراد خطبتها و شروط الرؤية الشرعية على عدة أقوال، منها:
- الإمام أحمد: رأى جواز أن ينظر الرجل إلى وجه المرأة فقط، لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «المرأة عورة»، ولأن الوجه يوجد به جميع محاسن المرء والتي تجعله يكمل في خطبته أو يتراجع عنها.
- أما الإمام مالك والإمام الشافعي: فكانوا يرون جواز النظر إلى وجه المرأة وظاهر وباطن كفيها، واستدلوا على قولهم بقول الله -عز وجل-: ﴿وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا﴾ [النور:31].
- أما الإمام أبو حنيفة: فذهب إلى جواز رؤية الرجل لمخطوبته لوجهها وكفيها ورجليها، واستدل على قوله بقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «انظر إليها؛ فإنه أحرى أن يودم بينكما».
- وذهب جمعٌ من العلماء إلى جواز نظر الرجل للمرأة إذا أراد خطبتها أن ينظر إلى كل ما ظهر من بدنها مثل: الوجه، والكفين، والرجلين، والرأس، والرقبة، والساق.
يمكنكم الاطلاع على المزيد من المعلومات حول الخطبة والزواج في الإسلام من هنا: الخطبة والزواج في الإسلام وشروطها وأركانها وحقوق الزوج والزوجة
شروط النظرة الشرعية
هناك شروط شرعها الله للرجل حتى تكون رؤيته لمخطوبته رؤية شرعية، وجاءت شروط الرؤية الشرعية كالتالي:
- أن تكون الرؤية في وجود الأهل أو أحد محارم المخطوبة فلا تكون في خلوة بينهما.
- أن يكون قصده من نظره إليها رؤية وجهها أو ما ظهر منها حتى يراها ويعلم وصفها فقط، لا أن يكون النظر بشهوة.
- أن يكون فعلا في نيته الزواج بالفتاة وليس التسلية والاستمتاع برؤيتها فقط.
- أن لا تظهر الفتاة زينتها ولا أن تكون متعطرة أمام مخطوبها؛ لأنه ما زال أجنبيًّا عنها.
- يحرم على الخاطب مصافحة مخطوبته لأنها لا تزال أجنبية عنه.
فوائد كلام الخاطب مع مخطوبته في الرؤية الشرعية
شرع الله كلام الخاطب مع مخطوبته في الأمور التي يريدها منها لو أصبحت زوجته؛ ولكن يجب أن يكون الكلام متأدبًا بالآداب الشرعية، وليس فيه ما يخدش حياء الفتاة، وذلك:
- حتى يتعرَّف الخاطب على مدى رجاحة عقل مخطوبته في حياتها العلمية والعملية، وكيف سيساعد ذلك في كيفية تدبيرها لبيته؟
- وأيضًا حتى يتعرف على مدى تضحيتها، وهل إذا جاء يوم ومروا بضائقة مالية أو غيرها هل ستتحمل أم لا؟
- وأيضًا حتى يعرف مدى تفكيرها في حياتهم المستقبلية؟ وهل هي من النوع الذي يكون مرتبطًا بأهله، وهل ستسمع كلامهم وتقدمه على كلامه أم أنها مرتبطة بأهلها ولكن كلامه مقدم على كلام أي أحد؟
- وأيضًا حتى يعرف هل ستكون حافظة لبيته، كاتمة لأسراره وكل ما يحدث فيه أم أنها ثرثارة تحكي كل ما يحدث فيه؟
- وحتى يتجنب كل ذلك فيجب على الخاطب أن يتكلم مع مخطوبته في كل هذه الأمور المهمة في نظره، وأن يبين لها كل شيء يكرهه أو يحبه، وهي كذلك يجب أن تتكلم مع في كل ما يشغلها من ناحيته، وأن يكونوا بطبيعتهم دون تزييف حتى يكونا على اتفاق، ولا يفاجأ أي طرف منهما بأشياء غير التي كان يخدع بها كل منهما الآخر.
- ولا مانع من الكلام في الهاتف لو سمح لها أهلها بذلك في وجودهم حتى يتعرفوا أكثر على بعضهما البعض، وإن منعوا الكلام في الهاتف فيجب أن يكون هناك زيارة ثانية أو ثالثة حتى يتعرف عليها أكثر.
كما نقدم لكم فقه الاسرة الزواج الاحكام والمقاصد وأهم شروطه وأركانه اقرأ من هنا: فقه الاسرة الزواج الاحكام والمقاصد وأهم شروطه وأركانه
ضوابط كلام الخاطب مع مخطوبته في الرؤية الشرعية
لكلام الخاطب مع مخطوبته ضوابط وحدود يجب ألا يتعداها كل من الشاب أو الفتاة حتى تكون الجلسة والرؤية شرعية كما شرعها الله ورسوله، منها:
- أن تلتزم الفتاة باللباس الشرعي الحشم، وأن لا تضع على وجهها المساحيق لإخفاء عيوب وجهها، وأن تلتزم الحياء.
- أن لا يتصافحا لأنهما ما زالا أجنبيان عن بعضهما البعض.
- أن تتجنب الفتاة الخضوع في القول فتثير غرائز الشاب.
ما هي المدة المشروعة للرؤية الشرعية؟
لم يحدد الشرع وقتًا زمنيًّا محددًا للرؤية الشرعية؛ ولكن هذا الأمر متروك لعادات وتقاليد وعُرف أهل المخطوبة، وإذا كان الأمر يستدعي زيارة ثانية وثالثة فلا حرج في ذلك حتى يتم التعرف جيدًا لكل من الطرفين.
وكثيرًا من الناس في اعتقاده أن الرؤية الشرعية تكون نظرة خاطفة، وهذا كلام خاطئ بالطبع؛ فالرؤية الشرعية -كما ذكرنا- تكون بأن يجلس الخاطب مع مخطوبته، ويتكلم معها حتى يعرفها وتعرفه تمام المعرفة فيتم الزواج أو لا يتم.
ولمعرفة المزيد من المعلومات حول أنواع الزواج في الإسلام نوصي بقراءة هذا المقال: أنواع الزواج في الاسلام وشروط الزواج في الإسلام
وأخيرًا… لو لم يحدث نصيب ولم يتم الاتفاق لأي سبب من الأسباب فيجب على الشاب والفتاة أن يرضوا بما أراد الله، وأن لا يفضح أحدهما الآخر بما رآه منه وكان سببًا في عدم الإتمام تصديقًا لكلام الله -عز وجل- حيث قال: ﴿وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى﴾ [المائدة:8].