كيف أعرف نتيجة الاستخارة

كيف أعرف نتيجة الاستخارة وما حكمها، تعد صلاة الاستخارة من السنن التي شرعها الرسول صلى الله عليه وسلم إن كان الشخص يريد عمل شيء أو أمر ما ولكنه يشعر بالتردد والحيرة نحوه، وتوكيل الله تعالى في الأمر كله يعد الهدف الأسمى من تأدية صلاة الاستخارة مهما كان حجم الأمر سواء إن كان صغيرًا أو كبيرا.

كيف أعرف نتيجة الاستخارة

يتردد على المرء سؤال دائم وهو كيف يمكن أن يعلم نتيجة صلاة الاستخارة ويتم ذلك من خلال عدة طرق ومنها:

  • عندما يشعر الفرد بميله نحو أمر وارتياحه له فيجد أنه يشعر بالانشراح والراحة ويمضي في طريقه الذي اختاره الله له.
  • يمكن أن يرى الشخص رؤية في منامه ولكن لا تُعد الرؤى شرطًا واجب حدوثه بعد تأدية صلاة الاستخارة، ومع ذلك يمكن أن يراها الشخص في منامه بعد أداء صلاة الاستخارة، فلم يشترط العلماء وجود رؤية أو حلم للتحقق من صدق صلاة الاستخارة وفي تلك الحالة يلجأ الشخص لسؤال أهل العلم حول تفسير وتأويل ما رآه حتى تمكن من معرفة الصواب.
  • يمكن أن يظل حال الشخص مجهول حتى وإن أعاد تأدية صلاة الاستخارة وفي تلك الحالة يمكن للشخص أن يتوجه إلى أهل العلم وأن يطلب منهم النصيحة ويقوم باستشارتهم.
  • يمكن للمرء أن يشعر بالضيق من الأمر الذي استخار الله فيه ويشعر بالنفور منه وانقباض صدره، وإن كان قلب الشخص مائلًا نحو ذلك الأمر قبل أن يصلي صلاة الاستخارة فسوف ينحرف قلبه عن الأمر بعد تأديتها.
  • يمكن أيضًا ألا يشعر الشخص بشيء، فلا يشعر بانقباض صدره ولا انشراحه، ويمكن حينها أن يقوم الشخص بإعادة صلاة الاستخارة حتى يتبين له شيء من الانشراح أو عدمه.
  • إن الأصل في الاستخارة أن يقوم الشخص بتأدية صلاة الاستخارة ومن ثم يمضي في طريقه وفي الأمر الذي يتردد بشأنه.
  • يجب أن يثق الشخص بتدابير الله تعالى وأن يعلم جيدًا أن الله يسلمه للخير، والخير هو الأمر الذي يريده الله حتى وإن كان غير ما يريده المسلم، وقد قال الله تعالى: (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) سورة البقرة، آية رقم 216.
  • فليحذر المسلم من أن يسخط على الله بعد تأديته للاستخارة، عبد الله بن عمر: (إن الرجل ليستخير الله فيختار له، فيسخط على ربه، فلا يلبث أن ينظر في العاقبة فإذا هو قد خار له).

إقرأ أيضًا: أفضل وقت لصلاة الاستخارة وكيفية أداء هذه الصلاة

تعريف صلاة الاستخارة

تعد صلاة الاستخارة في اللغة طلبًا لمعونة من الله في الاختيار بين أمرين يتردد بينهما المرء، ويُقال: اسْتَخِرْ اللَّهَ يَخِرْ لَك.

في حين أن الاستخارة اصطلاحًا يعني طلب الاختيار والمقصود أن يُطلب من الله تعالى صرف الهمة لما قد اختاره وذلك عن طريق الصلاة أو الدعاء الخاص بالاستخارة الذي سوف تجده في الأسطر القادمة.

حكم صلاة الاستخارة

قد أجمع العلماء أن صلاة الاستخارة سنة والدليل على مشروعيتها هو ما رواه البخاري عن جابر رضي الله عنه: (اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ..).

في بعض الأحيان قد يرغب المسلم في استخارة الله تعالى بالدعاء بدون الصلاة، فيرغب حينها المرء أن يدعو الله تعالى في أي وقت وأي مكان، لذلك يمكن أن يكتفي بالدعاء في حالة إن كان هناك شيء ما يمنعه من تأدية صلاة الاستخارة، ولكن بالطبع من الأفضل أن يجمع المسلم بين صلاة الاستخارة والدعاء، والجدير بالذكر أن صلاة الاستخارة سنة ولا يوجد حرج في تركها.

كيفية أداء صلاة الاستخارة

هناك بعض الخطوات اللازمة لأداء صلاة الاستخارة وهي كالتالي:

  1. يتوضأ الشخص تمامًا كوضوء الصلاة.
  2. لابد أن يستحضر الشخص النية لصلاة الاستخارة قبل البدء في صلاتها.
  3. يقوم بصلاة ركعتين، ومن السنة أن يقوم الشخص في الركعة الأولى بعد قراءة سورة الفاتحة بقراءة سورة الكافرون بينما في الركعة الثانية يقرأ بعد سورة الفاتحة سورة الإخلاص.
  4. يقوم الشخص بالتسليم في آخر صلاة الاستخارة.
  5. بعد أن يقوم الشخص بالتسليم من الصلاة يقوم برفع يديه ويتضرع إلى الله متذكرًا عظمة الله تعالى.
  6. يقوم الشخص في أول الدعاء بحمد الله من خلال الدعاء ثم يقوم بالصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم والأفضل الصلاة الإبراهيمية التي تقال بالتشهد وهي (اللّهُمَّ صَلّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحمَّدٍ كمَا صَلَّيْتَ عَلَى إبراهيم وَعَلَى آلِ إبْرَاهيمَ وَبَارِكْ عَلَى مُحمَّدٍ وعَلَى آلِ مُحمَّدٍ كمَا بَارَكْتَ عَلَى إبْرَاهيمَ وَعَلَى آلِ إبْرَاهيمَ في العالمينَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ).
  7. يقرأ الشخص دعاء الاستخارة وهو (اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيـرُكَ بِعِلْمَكَ، وَأسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلَا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلَا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الَأمْرَ (وَيُسَمِّي حَاجَتَه) خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي، فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ، وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي، فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِيَ الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ أَرْضِنِي بِهِ).
  8. في النهاية يقوم الشخص بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كما فعل في المرة الأولى.
  9. يترك الشخص الأمر لله ويتوكل عليه وليحرص على السعي في الأمر حتى يصل إلى ما كان يرغب به.

إقرأ أيضًا: كيفية الاستخارة بالقران عند السنة وما أنواع الاستخارة

أفضل الأوقات لصلاة الاستخارة

لا يوجد لصلاة الاستخارة وقت معين فيمكن للمسلم أن يطلب الخيرة من الله تعالى في أي وقت يرغب به عن طريق أداء الصلاة ومن ثم الدعاء إلى الله، ولكن مع ذلك هناك أوقات استحباب وأوقات إباحة ولا تشرع الاستخارة في الأوقات المكروهة.

من أحد الأوقات التي يكره فيها تأدية صلاة الاستخارة هي:

  1. الفترة التي تلي صلاة الفجر وحتى طلوع الشمس بقدر رمح.
  2. فترة توسط الشمس في السماء في وقت الظهر.
  3. الفترة التي تلي صلاة العصر وحتى الغروب وقت ميل الشمس إلى الغروب.

في حين أن أفضل وقت لتأدية صلاة الاستخارة هو:

  • الثلث الأخير من الليل.
  • الفترة التي تسبق صلاة الفجر، وقد روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال: (يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ يَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ) رواه البخاري.

فائدة صلاة الاستخارة

هناك العديد من الفوائد الخاصة بتأدية المسلم لصلاة الاستخارة ومن تلك الفوائد الآتي:

  • زيادة يقين الشخص والرضا بقضاء وقدر الله تعالى.
  • القدرة على الأخذ بالأسباب.
  • التوكل على الله وتفويض الأمر له.
  • اللجوء إلى الله دائمًا.
  • قدرة الشخص على تجريد الافتقار إلى الله.
  • من يفوض أمره إلى الله في شتى أمور حياته يقوم الله حينها بتوفيقه في سعيه والنجاح في الأمر الذي يسعى إليه.
  • إن سأل المسلم الله بصدق منحه الله حاجته ولم يمنعه.
  • قد قال سعد بن أبي وقاص عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من سعادة ابن آدم استخارته الله تعالى، ومن سعادة ابن آدم رضاه بما قضاه الله، ومن شقوة ابن آدم تركه استخارة الله عز وجل، ومن شقوة ابن آدم سخطه بما قضى الله).
  • وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (ما ندم من استخار الخالق، وشاور المخلوقين، وثبت في أمره).

إقرأ أيضًا: طريقة صلاة الاستخارة وشروطها ووقتها ومشروعيتها

نصائح للاستخارة

هناك نصائح عليك اتباعها عندما تريد أن تستخير الله عز وجل، وسوف نقوم بذكر تلك النصائح في النقاط التالية:

  • من الأفضل أن يجمع المسلم بين صلاة الاستخارة والاستشارة ويلجأ المسلم في العادة إلى أداء صلاة الاستخارة حين يتعرض إلى أمر ما يحتار فيه ويريد أن يتخذ القرار الأمثل في ذلك الأمر، ولذلك يلجأ إلى الله تعالى ويدعو إليه ويسأل الله أن يختار له الخير.
  • لا يجب أن يقم الشخص بالاستخارة بعد الفريضة بل لابد من أن توجد ركعتين خصوصًا بالاستخارة.
  • في حالة عدم حفظ الشخص لدعاء الاستخارة يمكن أن يقوم بقراءته من خلال ورقة أو كتاب، ولكن من الأفضل أن يحفظه.
  • قم باستشارة أهل العلم والخبرة دائمًا وفي أي وقت.
  • لا يجوز للشخص أن يقوم بالاستخارة بالمسبحة أو القرآن وإنما تكون الاستخارة الصحيحة والمشروعة بالدعاء والصلاة.
  • يجب أن يقوم الشخص باستخارة الله في كل وقت وكل أمر مهما كان صغيرًا.
  • يمكن أن يجعل الشخص دعاء الاستخارة قبل السلام من صلاة الاستخارة، ويجوز أيضًا أن يجعله بعد الصلاة.
  • في حالة لم يظهر الأمر الأصلح فيجوز أن تكرر صلاة الاستخارة.

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال المقدم لكم من موقع زيادة والذي قد عرضنا فيه إجابة سؤال كيف أعرف نتيجة الاستخارة وقد عرضنا كذلك حكم صلاة الاستخارة والأوقات المستحبة لتأديتها وبعض النصائح الخاصة بصلاة الاستخارة، ونتمنى أن نكون قد أفدناكم… تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.