علاج الخوف من الموت
علاج الخوف من الموت يتعدد ويختلف حسب حالة الشخص وطبيعة جسمه، فعند سماع جملة الخوف من الموت يظن أغلب الناس أنه خوف عادي أو ليس بشيء خطير، ولكن هذه ليست الحقيقة فيوجد أشخاص يصل إليهم الخوف إلى حد المرض وخاصةً الخوف من الموت، لذلك سنعرض لكم الآن من خلال موقع زيادة طرق علاج الخوف من الموت وأسبابه.
علاج الخوف من الموت
من الجدير بالذكر أنه لا يوجد علاج محدد لهذا النوع من الاضطرابات النفسية، حيث يحتاج الشخص المصاب بوسواس الخوف من الموت إلى التحدث عما يدور في باله.
في حالة كان شخصًا ما قريب منك يُعاني من هذا الوسواس يجب أخذ ذلك في عين الاعتبار والتوجه به مباشرةً إلى الطبيب المختص، والآن سنعرض لكم طرق علاج الخوف من الموت في النقاط التالية:
- العلاج بكثرة التحدث إلى المريض سواء من خلال الطبيب أومن خلال أقرب شخص له، حيث لا بد من أن يعبر عما يجول في باله من أفكار سلبية، فلا بد من أن يحاول المتحدث معه تغيير هذه الأفكار.
- العلاج المعرفي السلكوي، وهوعبارة عن جلسات يحاول فيها الطبيب المختص أن يغير فكرة الموت لدى الشخص الذي يُعاني من هذا الوسواس.
- العلاج عن طريق الاسترخاء، يمكن أن ينصح الطبيب الشخص الذي يُعاني من وسواس الموت أن يوم بالاسترخاء عن طريق قيامه بالتأمل على سبيل المثال، مع اتباع التنفس العميق.
- تناول بعض الأدوية التي تساعد على الاسترخاء، كما يمكن أن ينصح الطبيب بتناول منوم، وذلك لأن الأشخاص الذين يعانون من هذا الوسواس لا يستطيعون النوم في أغلب الوقت.
اقرأ أيضًا: الخوف من موت شخص عزيز
أسباب الخوف من الموت
تتعدد الأسباب وراء الرهبة والشعور بالخوف من الموت، ومن المتعارف إليه أن كل البشر يخافون من الموت، ولكنهم لا يخافون من الموت لشخصه، بل يخافون من الحساب ولقاء ربهم، ولكن في حالة الخوف المرضي من الموت، فلا بد أنه يوجد العديد من الأسباب التي سوف نعرضها لكم في النقاط التالية:
- الخوف من المجهول، في حالة كان الشخص لا يحب ولا يُفضل معرفة ما في المستقبل، فتكثر لديه حدة الرهبة من الموت، لأننا لا نعلم تفاصيل الموت أو ما سوف يلقاه الإنسان بعد وفاته.
- الخوف من فقدان السيطرة، من طريقة الموت، وما سوف يحدث بعدها.
- الخوف من الألم، حيث يمكن أن يخاف الإنسان من الألم المصاحب للموت، أو من ألم الحساب الذي سيأتي بعد الموت مباشرةً.
- التعرض للصدمات، من الممكن أن يكون المصاب بهذا الوسواس قد شاهد حادثة موت شخص عزيز عليه في صغره، ومن الممكن أن يكون موت هذا الشخص كان صعب سواء في طريقته أو في فقدانه، حتى وإن كان يتذكر جميع تفاصيلها أو لا يتذكر شيء، وتسببت هذه الحادثة صدمة نفسية كبيرة له.
- اضطرابات الهلع التي تصاحب بعض الأمراض النفسية، ففي أثناء هذه النوبات ومن شدتها، قد يتخيل الشخص أنه سوف يموت في الحال.
- اضطراب قلق المرض، فالأشخاص الذين يحرصون كل الحرص على صحتم، هم الأكثر عرضة للإصابة بهذا الوسواس، وذلك لأنهم يحافظون على صحتهم بطريقة مبالغ فيها.
- قلة الإيمان بالله، فالمؤمن لا يخشى الموت، بل ينتظر لقاء ربه بفارغ الصبر، فيمكن للشخص الذي يعاني من رهبة الموت أن يكون غير مقرب من ربه بالقدر الكافي.
- التقدم في العمر، حيث يخاف المسنين من الاحتضار، كما يخشون من الألم المصاحب للأمراض المزمنة التي تظهر عند أغلب المسنين.
- مشاكل صحية، حيث من يعاني بالعديد من الأمراض وخاصةً الأمراض المزمنة أو الخطيرة أو الأمراض التي لا يوجد لها علاج، فهم من الطبيعي أن يشعروا بالخوف والقلق عند التفكير في المستقبل، وذلك لأنهم يظنون أن عمرهم قصير.
أعراض وسواس الخوف من الموت
في إطار حديثنا حول علاج الخوف من الموت، نجد أنه يوجد بعض الأعراض التي تُصاحب هذا الوسواس الذي يمكن أن يصيب بعض الأشخاص، لذلك سنعرض لكم الآن بعض الأعراض التي تصاحب هذا الوسواس قي النقاط التالية:
- الإصابة بنوبات قلق وهلع أكثر تكرارًا، مع اختلاف شدتها حسب الحالة والموقف الذي استدعى حدوث ذلك.
- تجنب الأماكن أو الحديث الذي قد يأتي فيها الكلام عن الموت.
- القلق والتوتر الفوري لمجرد التفكير في الموت.
- الرغبة في العزلة وتجنب الأصدقاء والعائلة لفترات طويلة.
- الإصابة بالاكتئاب.
- ألم وانتفاخ في المعدة.
- الدوخة.
- التعرق.
- خفقان القلب، وعدم انتظام ضرباته.
- غثيان، مع الشعور المتكرر في الرغبة في القيء.
- عدم تحمل درجات الحرارة الساخنة أو الباردة.
اقرأ أيضًا: علاج نوبات الهلع والخوف من الموت
نظريات تفسير وسواس الموت
قام العديد من علماء علم النفس من تفسير وسواس الموت، ففي إطار حديثنا حول علاج الخوف من الموت، سنعرض لكم الآن بعض من هذه التفسيرات في النقاط التالية:
1ـ نظرية تمبلر، أو الذي يطلق عليها نظرية العاملين
يقول فيها تمبلر:” أن الحالةُ العامَّةُ للصحَّةِ النَفسيِّةِ لدى الفردِ حيثُ كلّما كان الفردُ غيرَ مُتّزنٍ نفسيّاً زادَ احتمالُ تعرُّضِه لوسواسِ الخوفِ من الموتِ. خبراتُ الحياةِ المُرتبطةِ بالصحَّةِ الجسديّةِ حيثُ تتحدَّدُ قوَّةُ وسواسِ الخوفِ من الموتِ بحسبِ صحَّتهِ الجسديّةِ وخبراتِ الموتِ للأقاربِ التي تعرَّضوا لها.“
2ـ نظرية المدرسة الإنسانية
يقول علماء الوجوديه الذين هم في الأصل مؤسسي هذه المدرسة:” أنَّ على الإنسانَ تقبُّلَ حقيقةِ الموتِ والنَّظرُ لهُ على أنَّهُ النّتيجةُ الحتميّةُ المُطلقةُ التي تُعطي للحياةِ معنىً، وبالتّالي عليهِ أن يستثمرَ حياتهُ ويضعَ أثرهُ فيها، ويستغلّها بأفضلِ الطُّرقِ ليضعَ أثرهُ فيها بعدَ الموتِ؛ فالموتُ يُلقي الضّوءَ على فرديَّة كلّ شخصٍ ورحلتهُ في المُجتمعِ”.
3ـ نظرية تدبر الهلع
هي من النظريات الحديثة التي تتحدث عن هذا الوسواس، فهي تُبني على التحليل النسبي وتكوينه ونظرته لنفسه، للشخص المصاب بهذا الوسواس، حيث تعمل على زيادة الأمور التي تتحدث عن الموت، لتزيد من انفعالات الشخص تجاه ذلك، فهذا تفسير الخوف من الموت وفقًا لنظرية تدبر الهلع.
4ـ نظرية ليفتون
يميلي ليفتون في هذه النظرية إلى فمرة الاستمرارية، حيث يقول:” أنَّ فكرةِ الاستمراريّةِ تُمثِّلُ آليةً دفاعيّةً تجاهَ الموتِ، وأنَّ إحساسَ الفردِ بوجودهِ يمثِّلُ حافزاً يُساعدُ الفردَ على مُواجهةِ مَخاوفِ الموتِ، ويجعلهُ واعياً وقادراً على مواجهةِ الواقعِ”.
اقرأ أيضًا: أسباب وعلاج وسواس الخوف من الموت
نصائح للتغلب على الخوف من الموت
بعد أن عرضنا لكم الأعراض التي تصاحب هذا الوسواس، وتعرفنا إلى طرق علاج الخوف من الموت، فلا بد من إدراك مدى أهمية وخطورة هذا الوسواس، لذلك سنعرض لكم الآن بعض النصائح التي يحتاجها المصاب بوسواس الموت في النقاط التالية:
- محاولة الاختلاط مع الناس، والمشاركة في الاجتماعات وما إلى ذلك، مما يجعل الشخص لا ينفرد بعزلته، فبالتالي لا يفكر في هذه الأفكار السلبية مرة أخرى.
- معرفة قدر الذات وتقديرها.
- محاولة التقرب من الله والدخول في تفاصيل الدين، عن طريق اللجوء إلى الإرشاد الديني، الذي يمكن أن يساعد في الحصول على السلام الداخلي في هذه الفكرة، مع تأدية الفروض الدينية الخاصة بالدين الذي تتبع مناهجه.
- إدراك أن الموت لا يتسبب في أي ألم للمرء، بل بالعكس فالموت راحة لبعض الناس.
- ممارسة بعض التمارين الرياضية التي تساعد على الاسترخاء والتأمل كاليوجا أو الجري أو المشي على سبيل المثال.
- قراءة الكتب، مع محاولة الانشغال بأي شيء مفيد في أوقات الفراغ.
إن أغلب الناس يظنون أن للخوف من الموت أمر طبيعي، ولكن في حقيقة الأمر أن الخوف يمكن أن يكون حالة مرضية شديدة الخطورة والجدية خاصةً عند الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات في شخصيتهم، فهم أكثر فئة من الممكن أن تصاب بوسواس الموت.