متى كانت غزوة أحد

متى كانت غزوة أحد؟ غزوة أحد هي المعركة التي قامت بين المسلمين وقبيلة من قريش، حيث وقعت يوم السبت السابع من شوال في العام الهجري الثالث، حيث كان جيش المسلمين يقوده النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم، لذا أدعوك للتعرف على المزيد عبر موقع زيادة .

يقدم لكم موقع زيادة المزيد من المعلومات حول بحث عن غزوة احد اقرأ من هنا: بحث عن غزوة احد

متى كانت غزوة أحد؟

  • ولقد كانت قبيلة قريش بقيادة أبي سفيان بن حرب، وكانت غزوة أحد هي ثاني غزوات يخوضها المسلمون، فكانت غزوة كبيرة، حيث حدثت بعد غزوة بدر بعام واحد فقط.
  • حيث سميت بغزوة أحد نسبة إلى جبل أحد، والذي هو بالقرب من المدينة المنورة، التي وقعت بها الغزوة على أحد السفوح الجنوبية للبلاد، حيث كانت في عام 625 ميلادية.
  • ولقد كان السبب الرئيسي في إقامة غزوة أحد، هو أن قريش أرادت الانتقام من جيش المسلمين، والذي قام بهزيمتها هزيمة نكراء في غزوة بدر، حيث كان الهدف هو استعادة المكانة الخاصة بقريش.
  • وقد قامت بجمع كل خلفائها لمهاجمة المسلمين في المدينة المنورة، حيث كان عدد المقاتلين فيها، يقدر بحوالي ثلاثة آلاف مقاتل، في حين أن عدد المقاتلين من المسلمين قدر بنحو ألف مقاتل.

نقدم لكم من خلال موقع زيادة متى وقعت غزوة خبير وما هي أهدافها اقرأ في هذا الموضوع: متى وقعت غزوة خبير وما هي أهدافها

توقيت غزوة أحد وفرار المنافقين

  • ولقد انسحب منهم ما يقرب من ثلاثمائة مقاتل ليكون عدد المسلمين المقاتلين سبعمائة مقاتل فقط، ولقد قتل سبعون من المسلمين أثناء الغزوة، وقتل من المشركين عدد اثنان وعشرون من قريش وحلفائها.
  • ولقد كانت من أهم الدروس المستفادة في غزوة أحد، هي طاعة النبي محمد
    ـ صلى الله عليه وسلم ـ، في كل الأوقات لاسيما في زمن الحرب، واليقظة، والاستعداد، حيث أراد الله أن يمتحن قلوب المسلمين.
  • وأراد الله أيضًا أن يكشف المنافقين، فينتبه النبي محمد ـ صلى الله عليه
    وسلم ـ، ويحذر منهم، ومن التعامل معهم، ولا يثق فيهم بعد ذلك، حتى لا يتأذى ويتأذوا من معه من المسلمين.
  • ولقد فشل الكثير من المنافقين في ذلك الاختبار، وهذا كان هو المطلوب، حيث يتم التعرف عليهم، حتى لا ينخدع المؤمنون فيهم، فمنهم من يقدم النصائح، ولكنه يوجه المسلمين إلى أشياء لا تفيد، ولا تجدي نفعًا.

هل تعلم ما هي السورة التي نزلت في معركة بدر؟ وتاريخ ومكان وقوع غزوة بدر اقرأ من خلال الضغط على هذا الرابط: ما هي السورة التي نزلت في معركة بدر؟ وتاريخ ومكان وقوع غزوة بدر

أسباب غزوة أحد

  • لقد زادت قوة المسلمين في غزوة بدر، وتهديدهم لطرق قريش التجارية التي كانت تذهب إلى بلاد الشام، بل وشكلوا تهديدًا كذلك لنفوذ قريش في منطقة الحجاز بشكل كامل.
  • حيث أن اقتصاد قريش كان قائمًا على رحلتي الصيف والشتاء في ذلك الوقت، وأن قطع أحد طرقهم للتجارة فإنه سوف يؤدي إلى خسارتهم، ومن ثم إلحاق الضرر بهم من جانب آخر.
  • وذلك لإن تجارة قريش كانت في بلاد الشام تقوم على بيع السلع الآتية من اليمن، ولقد كانت تجارتهم في اليمن قائمة أيضًا على سلع بلاد الشام، ومن ثم فإن الضرر سيكون مضاعف لجميع الأطراف.
  • إضافة إلى هذا، أرادت قريش أن تهاجم المسلمين للقضاء عليهم قبل أن يحصلوا على القوة، فيصبحوا ذات نفوذ يهدد كيانهم، ولكن لقد أتت الرياح بما لم تشتهي السفن.

كما يمكنكم الاطلاع على المزيد من المعلومات حول اسم أطلق على الجيش في غزوة تبوك وتفاصيل أكثر عن غزوة تبوك اقرا من هنا: اسم أطلق على الجيش في غزوة تبوك وتفاصيل أكثر عن غزوة تبوك

قريش وحلفاؤها والاستعداد للمعركة

  • لقد ذهب كل من صفوان بن أمية، وعبد الله بن ربيعة، وعكرمة بن أبي جهل إلى أبي سفيان، حيث كانوا يطلبون منه المال الذي يخص قافلته، لكي يستطيعوا تجهيز الجيش للقيام بالهجوم على المسلمين.
  • حيث كان الربح من تلك القافلة يقدر بحوالي خمسين ألف دينار، ولقد وافق أبو سفيان، وقامت قريش بإرسال مندوبين لتحريض القبائل الأخرى على القتال، وقامت بفتح باب التطوع للرجال من جميع القبائل.
  • ولقد كانت القبائل الأخرى هي قبائل الأحباش، وقبائل تهامة، وقبائل كنانة، ولقد جمعت قريش ثلاثة آلاف مقاتل من جميع القبائل، مع الأسلحة، ولقد جمعت أيضًا نحو سبعمائة درعًا.
  • حيث كان معهم بالإضافة إلى ذلك ثلاثة آلاف من البعير، ومائتي فرسًا، وخمسة عشر ناقة، ركبت عليهن خمسة عشر امرأة، وذلك لتشجيع المقاتلين على الحرب، والفوز فيها.
  • وذلك ليتم تذكيرهم باستمرار بما حدث في غزوة بدر، وتقديم الدعم النفسي لهم، في حال الحاجة إلى ذلك، ولقد كانت القيادة العامة لجيش قريش لأبي سفيان، حيث كان خالد بن الوليد قائد الفرسان.
  • وكان ذلك بمعاونة من عكرمة بن أبي جهل، وكذلك كانت قيادة اللواء فتركت لبني عبد الدار، وهكذا قد تم تقسيم جميع فرق الجيش، حتى يتهيأ لهم الفوز في تلك المعركة النكراء.

هل تعلم كم عدد غزوات الرسول بالتفصيل؟ وماذا تعني الغزوة؟ اقرأ من خلال الضغط على هذا الرابط: كم عدد غزوات الرسول بالتفصيل؟ وماذا تعني الغزوة؟

استعداد المسلمين لخوض المعركة

  • في تلك الأثناء التي كانت قريش تستعد للمعركة مع حلفائها، قام أبو سفيان بطلب العباس بن عبد المطلب أن يشارك معهم في قتال المسلمين، ولكنه رفض بشكل قاطع، وأخبر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، سرًا.
  • حيث أخبره بالخطر الذي كانت قريش تخطط للقيام به، والذي يهدد المسلمين، فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: “قد رأيت والله خيرًا، رأيت بقرة تذبح، ورأيت في ذباب سيفي ثلمًا“.
  • ورأيت أني أدخلت يدي في درع حصينة، فأولتها المدينة“، والمقصود بالثلم بكسر الثاء، الذي يحدث للسيف، فهو إصابة أحد أهل بيت النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وقامت فرقة من الصحابة من الأنصار بحراسة النبي.
  • كان على رأس الفرقة سعد بن معاذ، وأسيد بن حضير، وسعد بن عبادة، ولقد قامت مجموعات متفرقة من الصحابة بحراسة مداخل المدينة المنورة، وأسوارها، حيث كان للمسلمين خطة في المعركة.
  • كانت خطة من المسلمين في المعركة هي أن يجعل النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ، المدينة أمامه، وجبل أحد خلفه، ولقد تم وضع خمسين من الرماة فوق قمة أعلى هضبة، تكون مشرفة على ميدان المعركة.
  • ولقد كان قائدهم هو عبد الله بن جبير، ولقد أمرهم الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ، بالبقاء في أماكنهم، وأمرهم بعدم المغادرة تحت أي ظروف، إلا بإذن منه، حيث قال لهم: “ادفعوا الخيل عنا بالنبال“.
  • ولقد قام بتقسيم الجيش إلى أقسام عديدة، واستلم قيادة النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ، قيادة مقدمة الجيش، ولكن المسلمين لم يوفوا بعهدهم مع النبي
    ـ صلى الله عليه وسلم ـ، ولم يلتزموا بأوامره.

كما نقدم لكم المزيد من المعلومات حول اول غزوة من 7 حروف وأهدافها وتفاصيلها اقرأ من هنا: اول غزوة من 7 حروف وأهدافها وتفاصيلها

تفاصيل أحداث المعركة

  • بدءًا من وصول قريش مع حلفاؤها عند أسوار المدينة المنورة، فلقد سلكت قريش الطريق الغربية الرئيسية للمكان، وكان عند وصولهم إلى منطقة الأبواء، اقترحت هند بن عتبة، زوجة أبي سفيان على الجيش.
  • أن يقوم بنبش قبر أم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، ولكنه رفض الطلب، لما له من عواقب وخيمة، لا يرضاها لنفسه، وقام بمتابعة مسيرة جيشته حتى اقتربوا من أسوار المدينة المنورة.
  • حيث قاموا بقطع وادي العقيق، والذي يقع شمال المدينة المنورة، بجانب أحد، ثم انحرفوا جهة اليمين، حتى وصل مكانًا يدعى عينين بمنطقة بطن السبخة، قريبًا من قناة على شفير الوادي.
  • حيث أقاموا معسكرهم هناك، ثم عندما علم المسلمون بقدوم جيش قريش وحلفاؤها، أمر النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ، السكان بالبقاء في المدينة المنورة، بحيث تكون إقامة قريش بلا فائدة في ذلك المعسكر.

هل تعلم من هو زيد بن حارثة حياته وقصة تبنيه وغزواته مع الرسول يمكنكم معرفة المزيد عن زيد بن حارثة عن طريق زيارة موقع زيادة: زيد بن حارثة حياته وقصة تبنيه وغزواته مع الرسول

كيف تم التنظيم للمعركة؟

  • حتى إن قرروا دخول المدينة يقوم الرجال بالدفاع عنها، في مداخل الأزقة، والنساء على أسطح البيوت، ولقد وافقه على ذلك الرأي زعيم المنافقين
    عبد الله بن سلول، عليه من الله ما يستحقه.
  • ولقد وافق حتى يستطيع النكوث بالعهد مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، ويستطيع الهرب، والانسحاب من المعركة، دون أن يراه أحد، أو أن يعلم أحد بما قد يفعله.
  • أما عندما تقارب الجمعان لبدء القتال بينهما، وقف أبي سفيان ينادي على أهل يثرب بعدم رغبة مكة في قتال يثرب، ولقد ذكر في سيرة الحلبي، أن عرض أبي سفيان قد قوبل بالشتائم، والاستنكار لما قد قيل.
  • ولقد قامت في هذا الوقت هند بنت عتبة زوجة أبو سفيان مع نساء مكة، يضربن الدفوف ويغنين:

نحن بنات طارق            نمشي على النمارق.

إن تقبلوا نعانق              وإن تدبروا نفارق.

فراقًا غير وامق.

وجعلت هند تقول: وبها بني عبد الدار وبها حماة الأديار.

ضربًا بكل بتار.

  • ولقد تقدم الرجال من بني عبد الدار من قريش، حيث كانت فيهم سدانة الكعبة، ولواء قريش، وعقد جيش مكة ثلاثة ألوية، لواء طلحة بن أبي طلحة العبدري القرشي، ولواءمع رجل من الأحابيش من كنانة.

كما نقدم لكم المزيد من المعلومات حولبحث عن غزوات الرسول اقرأ من خلال الضغط على هذا الرابط: بحث عن غزوات الرسول

ترتيب جيش المسلمين

  • ولقد أعطى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، راية جيشه لمصعب بن عمير، وهو أيضًأ من بني عبد الدار من قريش، ولقد جعل الزبير بن العوام قائدًا لأحد الأجنحة العسكرية.
  • والمنذر بن عمرو قائدًا للجناح الآخر، ورفض النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، مشاركة أسامة بن زيد، وزيد بن ثابت في المعركة لصغر سنهما، ولقد دفع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، سيفه إلى أبي دجانة الأنصاري.
  • حيث كان يشتهر بوضع عصابة حمراء أثناء القتال، وقبل بداية المعركة، وقال فيه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ استنادا إلى السهيلي في كتابه ” الروض الأنف في تفسير السيرة النبوية”.
  • قال عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، في أبي دجانة: “إنها لمشية يبغضها الله إلا في مثل هذا الموطن”، حيث اشتهر بالشجاعة والتبختر في مشيته بين صفوف المعركة، وقبل بدء المعركة.

كما يمكنكم الاطلاع على المزيد من المعلومات حول من هو اول من حفظ القران والغزوات التي شهدها اقرأ في هذا الموضوع: اول من حفظ القران والغزوات التي شهدها

لحظات بدء المعركة

  • ولقد كانت إشارة بدء المعركة عندما قام النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، بالهتاف برجاله قائلًا: “أمت، أمت“، ولقد استطاع المسلمون قتل أصحاب اللواء من بني عبد الدار من قريش، فاستطاع علي بن أبي طالب قتل طلحة.
  • والذي كان يحمل لواء قريش، فأخذ ألوان بعده شخص آخر يسمى أبو سعد، ولكن تمكن سعد بن أبي وقاص من قتله، حيث كان آخر من حمل اللواء صواب، وهو عبد حبشي لبني عبد الدار.
  • ولما قتل صواب، قامت بحمل اللواء عمرة بنت علقمة الحارثية الكنانية، زوجة غراب بن سفيان بن عويف الكناني، فلاذوا به، وبقي اللواء مرفوعًا، وفي ذلك الشأن يقول حسان بن ثابت.

فخرتم باللواء وشر فخر                      لواء حين رد إلى صواب

جعلتم فخركم فيه بـــعبد                        وألام من يطأ عفر التــــــراب

ظننتم، والسفيه له ظنون                       وما إن ذاك من أمر الصـواب

بأن جلادنا يوم التقـــــينا                       بمكة بيعكم حمر العـــيــــــاب

  • وفي تلك الأثناء انتشر المسلمون في كتائب متفرقة، حيث استطاعت نبال المسلمين إصابة خيل كثير من خيول أهل مكة، ولقد بدأ جيش مكة تدريجيًا، بإلقاء دروعهم وتروسهم، استعدادا للهرب.
  • وفي آخر تلك الأثناء، قام الرماة بالصياح الذين تم وضعهم فوق الجبل، “الغنيمة، الغنيمة“، ونزل منهم أربعون شخصًا إلى الغنيمة، بينما بقيت ميمنة خالد بن الوليد، وميسرة بن عكرمة بن أبي جهل ثابتة.
  • وقد كان في هجمة مرتدة لقريش سريعة أطبقت أجنحتها على المسلمين، حيث تمكنت من قلب الموازين للمعركة مرة أخرى، وتمكنت مجموعة من جيش مكة، الوصول إلى موقع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ. 

هل تعلم كم عدد الغزوات التي قاتل فيها الرسول؟ وأسبابها وطريقة التحضير لها اقرأ من خلال الضغط على هذا الرابط: كم عدد الغزوات التي قاتل فيها الرسول؟ وأسبابها وطريقة التحضير لها

إشاعة قتل النبي أثناء المعركة

  • استنادا إلى ما رواه الطبري، فإنه عند الهجوم على الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ، تفرق عنه أصحابه، وأصبح وحيدًا ينادي: “إليَّ يا فلان، إليَّ يا فلان، أنا رسول الله“، واستطاع عتبة بن أبي وقاص الزهري القرشي أن يصل إليه.
  • وعندما وصل عتبة بن أبي وقاص للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، قام بكسر خوذته فوق رأسه الشريف، وتمكن عبد الله بن شهاب الزهري القرشي يشج جبهة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ.
  • وتمكن في ذلك الوقت أيضًا عبد الله بن قمئه الليثي الكناني من كسر أنف النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وفي تلك اللحظة لاحظ أبو دجانة ما يعانيه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فذهب إليه.
  • وانطلق إليه ليحميه حيث ارتمى فوقه، فكانت النبال تقع على ظهره، وبدأ المقاتلون الآخرون يهبون إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، لنجدته، منهم مصعب بن عمير، وزياد بن السكن، وخمسة من الأنصار.

من خلال زيارتكم لموقع زيادة يمكنكم معرفة من هو علي بن ابي طالب ؟ وقصة إسلامه وزوجاته وأولاده ؟ اقرأ من هنا: من هو علي بن ابي طالب ؟ وقصة إسلامه وزوجاته وأولاده ؟

زعزعة المسلمين في الغزوة أدت إلى إيذاء النبي

  • ولقد دافعوا جميعهم عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، ولكنهم قد قتلوا جميعهم، وعندما قام عبد الله بن قميئة الليثي الكناني بقتل الصحابي الجليل مصعب بن عمير، ظن أنه قتل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ.
  • فصاح بين قومه “قتلت محمدًا”، ولكن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في هذه الأثناء كان يصعد على شعب الجبل متحاملًا على الصحابي الجليل طلحة بن عبيد الله، وعلى الزبير بن العوام.
  • واستنادًا لرواية الصحابي الجليل الزبير بن العوام، فإن تلك الصيحة كانت لها الأثر الهام في هزيمة المسلمين، حيث قال ابن العوام: “وصرخ صارخ: ألا محمدًا قد قتل، فانكفأنا، وانكفأ القوم علينا“.
  • ولقد وجد أن هناك كثير من الأقوال المتضاربة بشأن الشخص الذي أطلق الصيحة التي اشتهرت لدى المسلمين باسم صرخة الشيطان، فيقول الإمام البيهقي في هذا الصدد: وصاح الشيطان: “قتل محمد”.
  • بينما يقول ابن هشام: “الصارخ إزب العقبة، يعني الشيطان”، وهناك في سيرة الحلبي الصفحة رقم 503 المجلد الثاني، رواية عن عبد الله بن الزبير: أنه رأى رجلًا طوله شبران، فقال: “من أنت؟”، فقال له: “إزب”.

هل تعلم من قتل علي بن ابي طالب ؟ تعرف من خلال الضغط على هذا الرابط: من قتل علي بن ابي طالب ؟

دفاع الصحابة عن النبي

  • فقال بن الزبير: “ما إزب؟”، فقال: “رجل من الجن”، حيث أقبل أبي بن خلف الجمحي القرشي على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وكان قد حلف بقتله، وأيقن أنه الآن قد تكون الفرصة سانحة.
  • فجاء يقول: “يا كذاب أين تفر!”، وحمل على الرسول بسيفه، فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: “بل أنا قاتله إن شاء الله“، وطعنه في جيب الدرع الذي يرتديه، فوقع منها يخور خوار الثور.
  • فلم يلبث بعدها يومًا أو بعض اليوم إلا وقد مات، ومضى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، يدعو المسلمين إليه، ولقد استطاع بالعدد القليل من الرجال الذين معه أن يصعد فوق الجبل، ولقد انحازت له الطائفة التي اعتصمت بالصخرة، حين الفرار، حيث وجد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ.
  • وجد الجزء الباقي من رجاله يمتنع بهم، ولقد عاد هؤلاء إلى صوابهم، حيث وجدوا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، حيًا، وقد ظنوا أنه قد مات، ولقد بدت إشاعة قتل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قد انتشرت على ألسنة العديد.

وفاة أبو بكر الصديق رضي الله عنه ونشأته وإسلامه والقابه وحياته

خبر موت النبي سبب إحباط للمسلمين

  • فلقد مر أنس بن النضر بقوم من المسلمين، ألقوا أيديهم، وكانت نفوسهم مكسورة، فقال: “ماذا تنتظرون؟”، قالوا: “قُتِلَ رسول الله”، فقال: “وما تنتظرون بالحياة بعده، قوموا فموتوا على ما مات عليه”.
  • ولقد قام باستقبال المشركين، فما زال يقاتلهم، حتى فاضت روحه إلى بارئها، وقتل شهيدًا، وروى مسلم، أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، أفرد يوم في أحد لسبعة من الأنصار، ورجلين من قريش.
  • فلما أرهقه المشركون، قال: “من يردهم عني، وله الجنة“، فتقدم رجل من الأنصار فقاتل حتى قتل، ثم أرهقوه، فقال: “من يردهم عني، وله الجنة“، فتقدم رجل من الأنصار، فقاتلهم حتى قتل.
  • ثم أرهقوه، فقال: “من يردهم عني، وله الجنة“، فتقدم رجل من الأنصار، فلم يزل كذلك إلى أن قتل السبعة، فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: “ما أنصفنا أصحابنا”، فروا وتركوه.

كما نقدم لكم المزيد من المعلومات حول بحث عن عثمان بن عفان وبعض المعلومات عنه اقرأ من هنا: بحث عن عثمان بن عفان وبعض المعلومات عنه

من يردهم عني وله الجنة

  • ولقد قتل من جيش أهل مكة أولاد سفيان بن عويف الكناني الأربعة، أبو الحمراء، وأبو الشعثاء، خالد، وغراب، فتركت هذه الإستماتة أثرها، فأصيبت قريش بالفتور، ويزيلون شعثهم.
  • وأمر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أصحابه أن ينزلوا قريشًا من القمة التي إحتلوها في الجبل، قائلًا لهم: “ليس لهم أن يعلونا“، فقاموا برميهم بالحجارة حتى أجلوهم عنها.
  • ولقد نجح الرماة حول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مثل: سعد بن أبي وقاص، وأبو طلحة الأنصاري، في رد المشركين، الذين قاموا بمحاولة صعود الجبل، حيث تمكن المسلمين الشاردين أن يلحقوا بالنبي، ومن معه.
  • وقد أصاب الصحابة التعب، والنعاس، فقد داعب الكرى أجفان البعض من طول التعب، والسهر، فإن غفى وسقط من يده السيف، تعاوده اليقظة مرة أخرى، فيتأهب للمشاجرة من جديد.
  • حيث يقول المسلمون: “هذا من نعمة الله على القوم”، فلقد جاء في القرءان الكريم قوله تعالى: “ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسًا يغشى طائفة منكم، وطائفة قد أهمتهم أنفسهم يظنون في الله غير الحق ظن الجاهلية”.

هل تعلم من هو أول فدائي في الاسلام رضي الله عنه وحياته وزوجاته وشجاعته يمكنكم التعرف من خلال زيارة موقع زيادة: أول فدائي في الاسلام رضي الله عنه وحياته وزوجاته وشجاعته

تشتت الصحابة أثناء المعركة

  • “يقولون هل لنا من الأمر شيء، قل إن الأمر كله لله، يخفون في أنفسهم ما لا يبدون لك، يقولون لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا ها هنا، قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كنت عليهم القتل إلى مضاجعهم”.
  • وليبتلي الله ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم، والله عليم بذات الصدور”، ولقد ظن المسلمون أول الأمر، أن قريش تحاول الانسحاب لمهاجمة المدينة المنورة نفسها، فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ.
  • قال لعلي بن أبي طالب: “أخرج في آثار القوم، فانظر ماذا يصنعون؛ فإن جلبوا الخيل، وامتطوا الإبل، فإنهم يريدون مكة، وإن ركبوا الخيل وساقوا الإبل، فهم يريدون المدينة، فوالذي نفسي بيده لئن أرادوها لأسيرن إليهم ثم لا نجزنهم فيها”.
  • فقال علي: “فخرجت في آثارهم فرأيتهم جنبوا الخيل، وامتطوا الإبل، واتجهوا إلى مكة”، وهناك رواية تتحدث أن هند بنت عتبة بقرت كبد حمزة بن عبد المطلب، فلاكته بفمها، فلم تستسغه، فلفظته.
  • بعد أن قام المسلمون بالاحتماء بصخرة في جبل أحد، تقدم أبو سفيان من الصخرة، ونادى: “أفي القوم محمد؟”، ثلاث مرات، وأستمر ينادي: “أفي القوم أبن أبي قحافة؟”، “أفي القوم عمر بن الخطاب؟”.

يقدم لكم موقع زيادة المزيد من المعلومات حول عبد الرحمن بن عوف اسمه ونسبه وتجارته وثروته وأهم أعماله اقرأ من خلال الضغط على هذا الرابط: عبد الرحمن بن عوف اسمه ونسبه وتجارته وثروته وأهم أعماله

عمر بن الخطاب يرد كيد المشركين

  • ثم قال لقومه: “أما هؤلاء فقد قتلوا”، ولكن عمر بن الخطاب لم يستطع أن يتمالك نفسه، فقال: “كذبت، والله إن الذين عددتهم لأحياء جميعهم”، ثم صاح أبو سفيان: “الحرب سجال أعلى هبل”.
  • “يوم بيوم بدر”، فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم: “الله أعلى وأجل، لا سواء” قتلانا في الجنة، وقتلاهم في النار“، ومن الكثير من المواقف الشهيرة في تلك المعركة، هو موقف أبو دجانة.
  • فلقد روى ثابت، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، أنه أمسك يوم أحد بسيف ثم قال: “من يأخذ هذا السيف بحقه؟”، فأحجم القوم، فقال أبو دجانة: “أنا آخذه بحقه”، فأخذه ففلق به هام المشركين.
  • قال ابن إسحاق: “كان أبو دجانة رجلًا شجاعًا، يحب أن يختال في الحرب، وكانت له عصبة حمراء، إذا اعتصب بها علم أنه سيقاتل حتى الموت، فلما أخذ السيف من يد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ.

من يأخذ السيف بحقه

  • اعتصب، وهو يقول:

أنا الذي عاهدني خليلي                ونحن بالسفح لدى النخيل

ألا أقوم الدهر في الكيول              أضرب بسيف الله والرسول

  • وكذلك موقف حنظلة بن أبي عامر، حين خرج حنظلة بن أبي عامر من بيته، عندما سمع هاتف الحرب، وكان حديث عهد بعرسه، فانخلع من أحضان زوجته، وهرع إلى ساحة الحرب حتى لا يفوته الجهاد.
  • حيث استشهد وهو جنب، ولقد سمي بغسيل الملائكة، فلقد غسلته الملائكة عند استشهاده ـ رضي الله عنه ـ، وكذلك ما فعله سعد بن الربيع، فقد روى ابن إسحاق أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ.
  • قال: “من رجل ينظر لي ما فعل سعد بن الربيع”، أفي الأحياء هو أم في الأموات؟، فقال رجل من الأنصار: أنا، فنظر فوجده جريحًا في القتلى وبه رمق، فقال له الرجل: إن رسول الله أمرني أن أنظر.
  • أفي الأحياء أنت أم الأموات؟، فقال له: أنا في الأموات، فأبلغ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ سلامي، وقل له: إن سعد بن الربيع يقول لك:
    “جزاك الله عنا خير ما جزى نبيًا عن أمته”.
  • وأبلغ قومك مني السلام، وقل لهم: “إن سعد بن الربيع يقول لكم: إنه لا عذر لكم عند الله إن خلص إلى نبيكم وفيكم عين تطرف”، ولقد حدث الكثيرون من الصحابة، والعلماء بهذا الحديث.

كما يمكنكم الطلاع على المزيد من المعلومات حول وفاة عمر بن الخطاب أسبابها وكيف كانت ولمحات من حياته اقرأ من هنا: وفاة عمر بن الخطاب أسبابها وكيف كانت ولمحات من حياته

بعد انتهاء المعركة

  • ولقد انتهت المعركة بأخذ قريش بثأرها من المسلمون، ولقد قتل سبعون مسلمًا بسبعين مقاتلًا من مكة، يوم معركة بدر، وفي سورة آل عمران إشارة إلى هذا بنص القرءان الكريم.
  • حيث قال الله ـ سبحانه وتعالى ـ: “أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا، قل هو من عند أنفسكم إن الله على كل شيء قدير“، ولقد كان من القتلى أربعة من المهاجرين ومسلم قتل عن طريق الخطأ على يد مسلمون آخرون.
  • وكان اسمه اليمان بن أبا حذيفة، فأمرهم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، أن يخرجوا ديته، حيث كانت خسائر أهل مكة غير كثيرة.
  • كانت تقدر بحوالي ثلاثة وعشرون مقاتلًا فقط، ولقد أمر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، أن يدفن قتلى المسلمين، مكان استشهادهم، بدمائهم، ولا يغسلوا، ولا يصلى عليهم، وكان يجمع بين الرجلين من قتلى أحد في ثوب واحد.
  • ولقد حزن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حزنًا شديدًا جدًا على مقتل عمه حمزة، حيث قال ابن مسعود: “ما رأينا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ باكيًا قط، أشد من بكائه على حمزة بن عبد المطلب.
  • فكان وضعه ناحية القبلة، ثم وقف على جنازته، وانتحب كثيرًا وبكى، حيث روي عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، أنه كان يحب حمزة عمه كثيرًا، وقال: “لن أصاب بمثلك ما وقفت قط موقفًا أغيظ إليَّ من هذا“.

قائمة شهداء غزوة أحد

حمزة بن عبد المطلب، مصعب بن عمير، سعد بن الربيع، عبد الله بن حزام، خيثمة أبو سعد، عمرو بن الجموح، عبد الله بن جحش، حنظلة بن أبي عامر،
أنس بن النضر ـ رضوان الله عليهم أجمعين ـ.

إن غزوة أحد من أشد الغزوات عناءً بالنسبة للمسلمين، ومنها يجب أن يتعلم كل مسلم أن طاعة الله ورسوله واجبة التنفيذ، حيث أنه يأمرنا بكل ما فيه رحمة لنا، وكل ما يساعدنا على الوصول إلى أهدافنا، فلابد من السمع والطاعة.

هل تعلم ما هي قصة عمر بن الخطاب كاملة ونشأته وإسلامه وهجرته وزوجاته اقرأ من خلال الضغط على هذا الرابط: قصة عمر بن الخطاب كاملة ونشأته وإسلامه وهجرته وزوجاته

فإن غزوة أحد فيها الكثير من العبر، والمواعظ، التي يجب على كل مسلم أن يتعلمها، ويتعلم حكمة الله ـ سبحانه وتعالى ـ من الأوامر والنواهي، حتى يستطيع أن يستقيم في شئونه، وتستقيم حياته، إلى أن يبلغ الجنة إن شاء الله.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.