كيف خلق الله الكون في ستة أيام
كيف خلق الله الكون ورفع السموات بدون أعمدة، إن الله خلق السموات والأرض ومابينهما في ستة أيام فالله قادر على خلق كل شيء في لمح البصر ولكنه أخبرنا بالمدة التي خلق بها السموات والأرض ومابينهما ليعلمنا عدم العجلة والتدبر في جميع الأمور، لذلك في هذا المقال سنقوم بذكر كيف خلق الله الكون والآيات القرآنية التي تحدثت عن ذلك عبر موقع زيادة.
كيف خلق الله الكون
الكون هو كل شيء خلقه الله في الحياة الدنيا ولقد قام العلماء بتعريفه على أنه كل شيء نراه بأعيننا من أصغر ذرة حتى أكبر مجرة.
كما قام العلماء الغير مسلمون بذكر بعض الأبحاث والنظريات التي تقول أن الكون نشأ من خلال انفجار هائل نتج عن السموات والأرض، ولكن هذه النظرية لا علاقة لها بالواقع، فالكون من خلق الله لا خلاف على هذا الأمر، فقد قال الله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} [العنكبوت:19].
لقد أمر الله الإنسان بالسير في الأرض والتأمل في الكون والخلق الذي يحيط به من بحار ومحيطات وجبال والحيوانات وغيرهم، كما قام العلماء الغربيون بإكتشاف بعض الأشياء التي ذكرت في القرآن الكريم ليخبرنا الله بها، ومن هذه الأشياء هي خلق الكون والسموات والأرض فقد قال الله تعالى: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْش} [الأعراف:54].
إقرأ أيضًا: ما هو مفتاح الجنة وفضل ذكر الله عز وجل
بعض الآيات القرآنية عن خلق الكون
جاءت الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تحدثت عن الكون وقدرة الله على خلقه، فكتاب الله (القرآن الكريم) يحمل الأدلة التي تشير إلى أن الله خلق الكون والسموات والأرض ومابينهما بدقة كبيرة وإتزان متناهي.
كما أن القرآن به عدد وافر من الآيات القرأنية التي ذكرت الكون والفلك والتي تتمثل في:
- يقول الله تعالى في كتابه الكريم: وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ [قّ:38] وجاءت تفاسير هذه الآية أن الله تعالى خلق السموات والأرض ومابينهما من جميع الخلائق في ستة أيام، (وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ) جاءت بمعنى: ما مسنا من إعياء.
- وقول الله تعالى عن خلق الكون: قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَاداً ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ*وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ*ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ [فصلت:9-10-11]، ويعد هذا إنكار من الله على المشركين الذي عبدوا غير الله.
- قوله سبحانه: وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ [هود:7].
- ويقول الله سبحانه وتعالى: وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ [الذريات:47] وجاء تفسير هذه الآية الكريمة أن الله السماء رفعت سقفًا بقوة كبيرة.
- (َأوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا) [الانبياء:30].
- وقول الله: (َفقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَىٰ فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا ۚ وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) [فصلت:12]، يقول الله في هذه الآية الكريمة أنه فرغ من خلق سبع سموات في يومين وهما يومي الخميس والجمعة.
لماذا خلق الله الكون في ستة أيام؟
مما لاشك فيه أن الله قادر على خلق كل شيء في لمح البصر كما ذكر في قوله تعالى: (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شيئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) [يس:82]، ولكنه خلق الكون وما به في ستة أيام لحكمة ما أراد أن يخبرنا بها والتي تتمثل في:
- خلق الله لنا الكون ليعمل جميع الناس بنظام محدد وواضح ليكونوا على بصيرة وعلم وهذا بدون عجلة.
- ومن الحكم التي أراد الله أن يعلمها لنا هي التدبر والتأمل في جميع أمورنا الدنيوية وعدم التسرع والعجلة بها.
- وقد خلق الله الكون في ستة أيام ليبتلي عباده ويعلم ايهم أفضل وأتقن عملًا كما ذكر في الآية الكريمة (َوهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا )هود:7.
إقرأ أيضًا: لماذا خلق الله النجوم وما هي أنواع النجوم بحسب التصنيف الطيفي ؟
كيف قسمت الأيام عند خلق الكون
كما ذكرنا مسبقًا في مقالنا أن الله خلق الكون في ستة أيام والتي قسمت على النحو التالي:
- خلق الله تعالى الأرض في يومين، فقال سبحانه وتعالى:{خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ} [فصلت:9]، ولكنها لم تكن صالحة للعيش بها فقدر أقواتها في يومين آخرين وبذلك خلق الله الأرض كاملة في أربعة أيام كما في قوله تعالى: {وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ} [فصلت:10]
- وبعد ذلك خلق الله سبحانه وتعالى السماء بعد أن كانت دخان وقد ذكر هذا في الآية الكريمة التي تقول: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ…} [فصلت:11].
- ثم استوى الله على عرشه بد أن خلق السموات وقسمها إلى سبعة سموات وقدر جميع الأقدار وقال الله تعالى:{الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا} [الفرقان:59].
- كما يقول العلماء الفيزيائيون أن الغازات التي تكونت منها السماء تتوسع وتزيد منذ ملايين السنين الضوئية التي مرت والدليل على ذلك قول الله تعالى: {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} [الذاريات:47].
إقرأ أيضًا: إن الله يرزق من يشاء بغير حساب وبعض التفسيرات لأكبر المفسرين لهذه الآية القرآنية
الفرق بين الكون والسماء
إن العلماء يقوموا بالكشف عن الكثير من الحقائق الكونية والتي يجب أن نتأمل بها جيدًا والاستدلال على حقيقتها من القرآن الكريم الذي شمل كل شيء، حيث أن الكون المرئي كما تم تعريفه من قبل العلماء أنه يضم كل شيء نراه، ولكننا لا نستطيع أن نرى إلا ما توفره الأجهزة التكنولوجية الحديثة المكبرة والرقمية، ولكن القرآن الكريم أتاح إلينا الفرصة الكاملة لمعرفة كل شيء بدون خلل أو نقص.
إن كل ماذكر في القرآن الكريم ذكر بعناية ودقة شديدة، فلا يوجد كلمة أو عبارة بدون معنى، كما أن تم ذكر به بعض الألفاظ مثل: السماء، الأرض، البروج، والنجوم، وتأتي هذه الكلمات والألفاظ ليفصل الله لنا كل مادة في هذا الكون، كما أنه عندما تتأمل في آيات الله الكريمة ستستنتج أن السماء تبدأ من الغلاف الجوي الذي يحيط بالأرض وتمتد حتى أخر مجرة تم اكتشافها والذي يشير إلى أن الكون الذي يتحدث عنه العلماء يتكون من الأرض والسماء، حيث أن الله تعالى زين السماء الدنيا وهي أقرب طبقة من السماء إلينا وزينها بالنجوم والمجرات.
وقد قام موقع الفضاء الأمريكي بنُشر بحث يضم اكتشافًا لأحد العلماء الغرب والذي اكتشف أن الكون عقب الانفجار الهائل الذي حدث بعد أن خلق هذا الكون تم تكون شيء ما يشبه الغاز وهو عبارة عن سحابة كبيرة جدًا من الغاز، وعند تمدد الكون نشأت ذبذبات صوتية خفيفة وهادئة، والجدير بالذكر أنه ذكر في هذا البحث أن الذبذبات التي نشأت من الكون في المراحل الأولى من تكونه تشبه صوت طفل رضيع هادئ متزن.
وهذا مايفسر قول الله تعالى في كتابه الكريم: (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ) [فصلت: 11]، (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا) [الإسراء: 44].
في نهاية مقالنا لقد قمنا بذكر كافة المعلومات عن كيف خلق الله الكون بالاستدلال بآيات الله من القرآن الكريم، كما قمنا بذكر تقسيمة الأيام عند خلق الله الكون.