قصة نبي الله ابراهيم
قصة نبي الله ابراهيم وولادته ونشأته والأقوام التي دعاها إلى عبادة الله وحده وترك ما كانوا يعبدون من دونه، والبلاد التي هاجر إليها وأبناءه من زوجاته.
هذا ما سنتعرف عليه في موضوعنا اليوم المقدم لكم من موقع زيادة.
قصة نبي الله ابراهيم
تبدأ القصة من بلدة بابل بالعراق، في زمن ملكٍ يدعى بالنمرود بن كنعان، وهو من نسل كوشٍ بن حام بن نوح، وهو من الملوك الأربعة الذين حكموا الأرض كلها عن آخرها في ذلك الوقت، وكان أول من وضع التاج على رأسه وادعى أنه إله على قومه.
في ظل هذه الظروف التي كان فيها النمرود ملكًا باطشًا جبارًا في الأرض، يولد طفلٌ لنجارٍ في بابل فيسميه إبراهيم.
يولد ذلك الطفل فينشأ في ظل قومٍ يعبدون الأصنام من دون الله، بل وليس قومه فحسب، بل كان أقرب الناس إليه من أهل بيته كذلك، فقد كان آزر والد إبراهيم ينحت تماثيلًا من خشبٍ ليعبدها قومه أو يتخذونها زينةً في بيتهم خاصة لهم.
تمر الأيام ويكبر هذا الطفل في وسط هذه البيئة، ولكن الله يغرس فيه البعد عن هذه الأصنام والبعد عن تقديم فروض العبادة لها، فقد كان إبراهيم –عليه السلام- ككل الأنبياء من بعده لا يرى في هذه الحجارة نفعًا ولا ضُرًا حتى قبل أن يكلفه الله بدعوة قومه إلى الدين والتوحيد.
بَعَثَ الله إبراهيم –عليه السلام- وهو في عمر الأربعين من عمره أو قبل ذلك بقليلٍ على حسب أشهر أقوال المفسرين في بعثته، فقد قال بعضهم بأنه بعث في عمر الأربعين تحديدًا، واستدلوا على ذلك بقول الله –تعالى-: (وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ)، وسن الرشد في لغة العرب هو سن الأربعين من العمر، وهو السن الذي يكون فيه عقل الإنسان راشدًا أي مهتديًا إلى طريق الحق والخير، وقال آخرون أن إبراهيم –عليه السلام- بُعِثَ قبل ذلك حيث قال الله -تعالى-: (قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ)، والفتى هو الشاب عند العرب.
نزل وحي النبوة على إبراهيم –عليه السلام- وهو في بابل محل ولادته ونشأته، وكان آنذاك متزوجًا من امرأة تدعى “سارَّة”، وسارَّة تنطق بتشديد اللام في لغة العرب، وكانت سارَّة عقيمًا كما ذُكر في القرآن الكريم، فلم يكن لإبراهيم –عليه السلام- ذُرية من البنين أو البنات.
إقرأ أيضًا: أين ولد سيدنا إبراهيم وحياة ابراهيم عليه السلام
بداية الدعوة
بعد البعثة بدأ إبراهيم -عليه السلام- بتنفيذ أمر الله في دعوة قومه إلى ترك ما كانوا قائمين عليه من كفرٍ وشرك بالله –سبحانه وتعالى-، وكباقي أنبياء الرحمن بدأ إبراهيم بدعوة أقرب المقربين منه من قومه، فكان أول من بُلِّغ بدعوة إبراهيم من قومه هو آزر أبو إبراهيم –عليه السلام-.
دعوة أبيه آزر
يذكر الله –تعالى- هذه القصة في سورة مريم فيقول: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَۚ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا (41) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنكَ شَيْئًا (42) يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا (43) يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَۖ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَٰنِ عَصِيًّا (44) يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَٰنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا (45) قَالَ أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُۖ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَۖ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا (46) قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَۖ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّيۖ إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا (47) وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَىٰ أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا).
والقصة بالتفصيل هي أن آزر والد إبراهيم لم تكن الأصنام بالنسبة له مجرد معبوداتٍ من دون الله فحسب، بل كانت مصدرَ رزقه وأكل عيشه، فكما قلنا أنه كان يقتاتُ منها قوتَ يومه ويصنعها لقومه، فجاء إبراهيم –عليه السلام- فخاطبه بنبرةٍ فيها من الأدب الجمِّ ما فيها، فقد قال له: (يَا أَبَتِ)، فلم تكن نبرته نبرة زجرٍ وقسوة على أبيه رغم جهل أبيه وعبادته لحجارةٍ لا تنفع ولا تضر، وهذا هو دأب الأنبياء جميعًا في الدعوة إلى الله كما قال –تعالى- آمرًا نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم: (ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُۚ).
ثم بدأ إبراهيم –عليه السلام- في إفهام أبيه أنه على خطأٍ فيما يعتقد من شرك، فبدأ بإقناعه أن هذه الآلهة لا تملك سمعًا تسمع به من يدعوها ويعبدها، ولا تملك بصرًا تكون به قادرة على رؤية أحوال عابديها، ثم أخبره بما جاءه من العلم وهو وحي النبوة، فهو نبي مرسلٌ من عند الله ويجب اتباعه على كل من سمع برسالته.
بعد ذلك ربط إبراهيم –عليه السلام- بين فعلهم ذلك وبين عبادة الشيطان، فالشيطان يريد إغواء بني البشر وصرفهم عن عبادة ربهم بغض النظر عما سيعبدونه من دون الله، فعبادة غير الله تعد عبادةً للشيطان أيًا كان المعبود من غير الله.
ثم بدأ إبراهيم باستعمال أسلوب الترهيب والتخويف من عذاب الله، فذكر له عقاب من يتخلف عن تلبية أمر الله –تعالى- بعبادته.
فكان رد آزر على إبراهيم أن توعده بالقتل والرجم، وهو رد كل من غلبه هواه عن اتباع الحق ولم يستطع المجادلة بالعقل، فهو يتجه مباشرةً للعنف واستخدام القوة بدلًا من المنطق، فجاء الرد الحكيم من إبراهيم –عليه السلام- فقال: (سَلَامٌ عَلَيْكَۖ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّيۖ إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا)، فكانت هذه من صور مقابلة الإساءة بالإحسان.
اعتزال القوم
بعد ذلك شَرَع إبراهيم –عليه السلام- في اعتزال قومه وما يفعلون، ولم يكن ذلك يأسًا منه أو قنوطًا من هداية قومه، بل كان اعتزالًا لهم في أعيادهم ومناسباتهم التي لا تخلو من السجود لصنم، أو التقرب إليه من دون الله، ولكنه ظل يدعوهم إلى دين الله بالحكمة والموعظة الحسنة رغم ذلك.
فكرةٌ جديدةٌ في الدعوة إلى الله
فكر إبراهيم –عليه السلام- فوجد أن دعوة قومه باللسان والقول الحسن لم تُجْدِ معهم ولم تأتِ بأي نفع، فقرر إقناعهم بالحجة والمنطق الملموسين بدلًا من ذلك.
يذكر الله –تعالى- هذه القصة في سورة الأنبياء فيقول: (وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ (51) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَٰذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ (52) قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ (53) قَالَ لَقَدْ كُنتُمْ أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (54) قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ (55) قَالَ بَل رَّبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَىٰ ذَٰلِكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ (56) وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُم بَعْدَ أَن تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ (57) فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَّهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ (58) قَالُوا مَن فَعَلَ هَٰذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ (59) قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ (60) قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَىٰ أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ (61) قَالُوا أَأَنتَ فَعَلْتَ هَٰذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ (62) قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَٰذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ (63) فَرَجَعُوا إِلَىٰ أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ (64) ثُمَّ نُكِسُوا عَلَىٰ رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَٰؤُلَاءِ يَنطِقُونَ (65) قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ (66) أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِۖ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (67) قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ (68) قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ (69) وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ).
فبعد أن دعا إبراهيم –عليه السلام- قومه وحاول إقناعهم بالمنطق اتجه إلى إقناعهم بالحجة العملية، فانتظر خروج قومه من ديارهم إلى خارج أرضهم، وقد كان لهم عيدٌ لآلهتهم يخرجون فيه من بيوتهم محملين بالأطعمة والأمتعة إلى المعبد الذي تكون فيه آلهتهم، فيتركون ما معهم من طعامٍ وأمتعة بجوارِ آلهتهم ثم يدعونها هناك ويذهبوا جميعًا تاركين بلدهم لبضعة أيام، بعد ذلك يرجعون ويأكلون مما تركوه من طعامٍ لدى آلهتهم، ظنًا منهم أنهم بتركهم لهذا الطعام لعدة أيام فقد باركته الآلهة، فعند أكلهم إياه يكون هذا الطعام مباركًا.
تحطيم الأصنام
في ذلك اليوم ذهب قوم إبراهيم لفعل ما يفعلونه في كل عام في مثل هذه الأيام، وظل إبراهيم -عليه السلام- مكانه ولم يذهب معهم في عيدهم ذاك، بل كان يخطط لخطة ستغير من مسار دعوته لقومه.
خطط إبراهيم لتحطيم الأصنام التي كانوا يعبدونها من دون الله -تعالى- ليبرهن لهم أن هذه الآلهة لا تستطيع دفع الأذى عن نفسها فضلًا عن أن تدفعه عن غيرها.
ذهب إبراهيم –عليه السلام- إلى معبد آلهتهم بعد أن وضعوا لهم الطعام وتركوه فأمسكِ فأسًا ونظر إلى الطعام الموضوع أمامهم قائلًاً: (أَلَا تَأْكُلُونَ (91) مَا لَكُمْ لَا تَنطِقُونَ)، ثم رفع الفأس بيمينه واستمر يحطمهم جميعًا حتى هَشَّمهم كما قال الله –تعالى-: (فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا)، أي: حطمهم إلى قطع صخرٍ صغيرة، ولكن إبراهيم –عليه السلام- كان حكيمًا، فلم يكن هدفه من فعلته تلك مجرد الانتقام من قومه، ولكنه كان يريد إيصالَ فكرته إليهم بأنها لا تستطيع الدفاع عن نفسها، فترك كبير الآلهة ولم يمسه بأذى، بل تركه ووضع الفأس في يده دلالة على أن كبير الآلهة هو من فعل ذلك.
عاد قوم إبراهيم من نزهتهم ليأكلوا الطعام المبارك فوجودوا آلهتهم قد تهَشَّمَت، فسأل بعضهم بعضًا قائلين: (مَن فَعَلَ هَٰذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ)، وقد علموا أن إبراهيم –عليه السلام- هو الوحيد الذي لم يخرج معهم، وقد توعد أيضًا لآلهتهم من قبل بقوله: (وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُم بَعْدَ أَن تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ)، أي: سأحطم معبوداتكم تلك بعد ذهابكم لعيدكم.
وكانت اللحظة التي انتظرها إبراهيم –عليه السلام- لإقناع قومه ومناظرتهم، فقد أمروا أن يُأْتى بإبراهيم –عليه السلام- فقالوا: (فَأْتُوا بِهِ عَلَىٰ أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ).
إقامة الحجة على قومه
سأله قومه عما حدث فقالوا (أَأَنتَ فَعَلْتَ هَٰذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ)، فأجابهم إبراهيم قائلًا: (بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَٰذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ)، فتحدى إبراهيم قومه في صميم عقيدتهم، فقد كان يعرف أن هذه الأصنام هي مجرد حجارة صماءَ بَكْمَاء لا تملك لنفسها شيئًا.
فكر كل من في هذا المجلس في كلام إبراهيم -عليه السلام- فوجدوا أن هذه الآلهة لا تنطق من الأساس، بل لا تسمع أصلًا من يتحدث إليها حتى تجيبه، فكما قال الله –تعالى- واصفًا هذا المشهد: (فَرَجَعُوا إِلَىٰ أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ)، وكان ذلك السبب الذي ترك إبراهيم من أجله كبير الآلهة غير محطم ووضع الفأس في يده لكي يقنعهم بفساد معتقدهم.
ولكن لم تَدُم هذه الاستفاقة طويلًا، فقد أجابوا إبراهيم –عليه السلام- بكل جهلٍ قائلين: (لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَٰؤُلَاءِ يَنطِقُونَ)، فكانت تلك هي لحظة الحقيقة التي أبطل فيها إبراهيم -عليه السلام- حجتهم، فلم يتحملوا الاعتراف أنهم كانوا على خطأ، فعادوا إلى ضلالهم وكبريائهم من بعد ذلك بقولهم ذاك، فاستغل إبراهيم –عليه السلام- تلك الفرصة فقال لهم: (قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ (66) أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِۖ أَفَلَا تَعْقِلُونَ)، فقد تعجب إبراهيم –عليه السلام- من هؤلاء القوم الذين فُعِلَ بآلهتهم كل ما فُعِل، ثم هم من بعد ذلك لا زالوا مستمسكين بما هم عليه من باطل.
كان الرد من قوم إبراهيم –عليه السلام- متوعدًا مهددًا إياه بالعذاب الشديد لأنه تجرأ وأهان آلهتهم واقترف هذا الفعل الشنيع بهم، فأصدر الكهنة أمرهم بالانتقام من إبراهيم –عليه السلام- وإنزال ما كانوا يسمونه بعذاب الآلهة به فقالوا: (حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ).
أُصدر الأمر بإلقاء إبراهيم –عليه السلام في النيران جزاءًا على ما فعل، ولكنهم كانوا يريدون أن يكون جزائه على قدر عمله، وقد كان عمله شنيعًا بالنسبة لهم، ولذلك لم تكن النار التي ألقيَ إبراهيمُ –عليه السلام- فيها نارًا عادية، بل اتفق القوم على أن تكون نارًا لم يُشهد لها من قبل.
وصف النار
جمع قوم إبراهيمَ الحطب من كل مكانٍ لإشعال تلك النار، وكان ذلك عملًا مقدسًا بالنسبة لهم حتى أن امرأة كانت حاملًا فلما وضعت نذرت نذرًا لئن عافتها الآلهة من آلام ما بعد الولادة لتحملن حطبًا وخشبًا حتى تضعه في النار لإحراق سيدنا إبراهيم، وحفر القوم حفرة ووضعوا بها الحطب والأخشاب التي جمعوها لإحراق نبي الله إبراهيم -عليه السلام-، فكانت نارًا شاهقة الارتفاع لم يشهد لها مثيلٌ من قبل كما خططوا، حتى أنه في بعض الروايات أنها كانت تحرق الطير التي تطير فوقها من شدة حرارتها، فقد ولَّدَت غيمة سوداء كثيفةً حجبت رؤية السماء.
ثم ذهب القوم إلى رجلً يُدعى “هَيْزِن” وكان أول من صنع آلة الحرب المشهورة ” المنجنيق”، فصنع لهم واحدًا وألقي إبراهيم –عليه السلام- من خلاله إلى داخل النار.
وقد وصف بعض مؤرخي الإسلام ومنهم الحافظ ابن كثير لحظة وضعه في المنجنيق فقال: (عُرِضَ لَهُ جِبْرِيلُ وَهُوَ فِي الهَوَاءِ فَقَالَ: أَلَكَ حَاجَة؟ فَقَالَ: أَمَّا إِلَيْكَ فَلَا، وَأَمَّا مِنَ اللهِ فَبَلَى، فَحَسْبِيَ اللهُ وَنِعْمَ الوَكِيلْ)، فقال الله -عز وجل- للنار: ﴿يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ)، فألقي إبراهيم في النار فلم يحترق منه إلا وثاقه الذي كان مقيدًا به فحسب.
ظل إبراهيم في النار مدة طويلة، فكما قلنا أن النار كانت عظيمةً فلم تَخمَد إلا بعد وقتٍ طويل، فلما خمدت النار خرج إبراهيم –عليه السلام- ولم يصبه أي ضرر يذكر، فخرج ماشيًا على قدميه أمام أعين من ألقوه فيها، فكانت تلك آيةً لهم على صدق رسالته، ولكنهم أيضًا لم يؤمنوا بالله بعد كل ما رأوه من معجزات بسبب استكبارهم وعنادهم.
إقرأ أيضًا: اسم زوجة ابراهيم عليه السلام وكم عدد أبنائه ومن هم
إبراهيم –عليه السلام- يحاور النمرود
يقول الله –تعالى-: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُۖ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)، فبعد استكبار قوم إبراهيم على الاستجابة للدعوة إلى الله -تعالى-، استمر إبراهيم –عليه السلام- في الدعوة إلى الله ووقف إبراهيم يناظر جبار زمانه النمرود بن كنعان الذي أسلفنا الذكر عنه.
ادَّعى النمرود الألوهية من دون الله -عز وجل- فذهب يدعوه إلى ترك ما يصنع من ادعاء للألوهية والإيمان بالله -تعالى-، فسأله إبراهيم –عليه السلام- فقال: (رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ)، فرد عليه النمرود مستنكرًا قوله ذلك فقال: (أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُۖ)، ثم أمر جنوده فجاءوا برجلين محكومٌ عليهما بالقتل فعفا عن واحدٍ وأمر بقتل الآخر، وكان ظنه أن هذا هو الإحياء وتلك هي الإماتة بصورتها الحقيقية، فجاء ردٌ سريع من إبراهيم -عليه السلام- باختباره مرةً أخرى في صحة ما يدعي من ألوهية، فسأله أن يقوم بأمر الشمس بأن تطلع من المغرب بدلًا من طلوعها من المشرق، وكانت النتيجة الحتمية أنه لم يستطع فعل ذلك، فهو ليس بإله حقيقي وإنَّما مجرد مُدَّعِي.
التحم جيش النمرود بن كنعان مع جيشٍ آخر، ولم تكد تبدأ المعركة حتى أرسل الله على جيشِ النمرود سربًا من الذباب لم يدعهم حتى امتص لحمهم ودماءهم وتركهم عظامًا بالية، ولم يشأ الله للنمرود أن يموت، فقد ظل حيًا بعد ذلك ولكن ذبابةً دخلت في أنفه، وظلت هذه الذبابة تضرب في رأسه طيلة 400 سنة، ولم يكن يرتاح من ألمها حتى يضرب على رأسه بعصا من حديد في تلك المدة كلها حتى هلك وهُشِّمَت رأسه.
إبراهيم –عليه السلام- والطيور الأربع
أثارت مناظرة إبراهيم -عليه السلام- مع النمرود تساؤلًا عن كيفية إحياء الله الموتى، وليس ذلك شكًا منه في قدرة الله أو نقصًا في إيمانه بل كان يسأل الله ذلك لمجرد رؤية الكيفية أمام عينيه.
فأمره الله -عز وجل- بإحضار أربعةٍ من الطيور ثم ذبحها، ثم يقوم إبراهيم -عليه السلام- بتقطيعها قطعًا صغيرة ويخلط هذه القطع مع بعضها، ثم يضع على كل جبل بعضًا من أجزاء الطيور تلك، ففعل إبراهيم ذلك منتظرًا رؤية كيفية إحيائهم.
وقف إبراهيم -عليه السلام- ناظرًا للمشهد الجليل الذي يحدث أمامه، فقد كانت القطع الصغيرة تطير كلٌ منها إلى أختها حتى جُمِعَ الجسد الذي كانوا جزءًا منه، ثم قامت الطيور تسعى إلى إبراهيم ماشيةً حتى وصلت إليه.
وقد وصف الله عز وجل هذه القصة في كتابه فقال: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰۖ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنۖ قَالَ بَلَىٰ وَلَٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِيۖ قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًاۚ وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).
هجرة إبراهيم –عليه السلام- إلى فلسطين
كانت مجهودات إبراهيم –عليه السلام- شاقةً جدًا مع قومه وأهل بلدته، ورغم ذلك لم يؤمن أحدٌ منهم بدعوته غير زوجته سارَّة، فترك إبراهيم –عليه السلام- أرض بابل وهاجر إلى بيت المقدس مع زوجته.
ولم يكن ذلك يأسًا منه أو قنوطًا، ولكنه استنفذ كل الطرق في دعوة قومه إلى الله ولم يكن إلى هدايتهم من سبيل، إضافةً إلى أن الأنبياء لا يتحركون إلا بوحيٍ من عند الله.
هاجر إبراهيم مع زوجته سارَّة قاصدًا بيت المقدس، فنزل بأرض تسمى “حرَّان” وقيل “حاران”، وكانت تلك مهمة دعوية جديدة لإبراهيم عليه السلام لدعوة أهلها إلى توحيد الله، وكان أهلها يعبدون الكواكب من دون الله.
دعوة أهل حرَّان
يقول الله –تعالى- في سورة الأنعام: (وَكَذَٰلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (75) فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَىٰ كَوْكَبًاۖ قَالَ هَٰذَا رَبِّيۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ (76) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَٰذَا رَبِّيۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَٰذَا رَبِّي هَٰذَا أَكْبَرُۖ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ (78) إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًاۖ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (79) وَحَاجَّهُ قَوْمُهُۚ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِۚ وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَن يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًاۗ وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًاۗ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ (80) وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًاۚ فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ)؛ فقد كان إبراهيم –عليه السلام- داعيًا لهم إلى طريق الهدى وعبادة الله الواحد، ومحاولًا إقناعهم أن هذه المعبودات من دون الله إنما هي مخلوقاتٌ لا تنفع ولا تضر، فلا يملك النفع والضر غير الخالق، فكانت العقيدة التي ينطلق منها لدعوة هؤلاء هي نفس العقيدة التي انطلق منها لدعوة أهله وقومه.
أراد إبراهيم عليه السلام أن يثبت لهم فساد معتقدهم بالتجربة العملية لإقامة الحجة عليهم كما فعل يوم حطم أصنام قومه، فقرر أن يفكر بتفكيرهم ويحاورهم من منطلقهم، وليس ذلك لعدم إيمانٍ منه بالله عز وجل، وإنما هي مجرد طريقة لإبطال عقيدتهم الفاسدة في عبادة الكواكب من دون الله، فإذا فكرت بالطريقة التي يفكر بها من تحاوره استطعت أن تقنعه بما تريد.
الطريقة التي اتبعها إبراهيم –عليه السلام- مع أهل حرّان
ذات ليلةٍ رفع إبراهيم عليه السلام بصره إلى السماء فرأى كوكبًا فقال لمن حوله:(هَٰذَا رَبِّي) أي: هذا الكوكب الذي رآه إبراهيم –عليه السلام- في السماء، وليس ذلك بالمستحيل العقلي في زمان إبراهيم –عليه السلام-، فلو لم يرَ أهل هذه القرية الكواكب وعرفوها لما عبدوها.
ظن من حول إبراهيم –عليه السلام- أنه هذه هي النهاية لدعوة إبراهيم عليه السلام إلى عبادة الله في الصباح والمساء وفي الجيئة والذهاب، ولكن إبراهيم عليه السلام كان يخطط لما هو أكبر من ذلك وهو إقناعهم بفساد معتقدهم، فقد يعلم مسبقًا أن هذا الكوكب سيختفي بمجرد شروقِ نور الصبح وطلوع الشمس، فلما كان ذلك قال لهم: (لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ) أي أن مثل هذا الكوكب الذي تعبدونه من دون الله يأتي ويذهب كل يوم وذلك ليس بإله، فالإله باقٍ موجود دائمًا لمعرفة شئون عباده وأحوالهم، فهذا الكوكب ليس بإله.
وفي ليلةٍ مقمرةٍ أخرى جَمَعَ إبراهيم عليه السلام بعض عبَّاد الكواكب من أهل قريته عند طلوع القمر، فأعاد إبراهيم عليه السلام ما قاله في الليلة السابقة مع ظهور القمر هذه المرة فقال لهم: (هَٰذَا رَبِّي)، وتكررت نفس النتيجة عند غياب القمر وشروق شمس اليوم التالي فقال لقومه: (لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ)، وهذا يُعَدُّ أسلوب تأنيب لهم على ما هم فيه من عبادة لمخلوقات لا تنفع ولا تضر.
مع شروق شمس اليوم الثالث قال إبراهيم –عليه السلام- لمن حوله مشيرًا إلى الشمس: (هَٰذَا رَبِّي هَٰذَا أَكْبَرُۖ)، وكالعادة غربت الشمس وانطفأ ضيائها وذهب نورها فقال لهم: (يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًاۖ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ).
وكحال أهله في بابل، لم يستجب أهل بلدة حرَّان لدعوة إبراهيم وإقناعه إياهم بالعقل، فاستكبروا كما فعل من سبقهم في بابل وتوعدوا إبراهيم -عليه السلام- بعذاب الآلهة.
هجرة إبراهيم -عليه السلام- إلى مصر
أمر الله –تعالى- إبراهيم –عليه السلام- بترك بيت المقدس والهجرة إلى أرض مصر برفقة زوجته سارَّة، وكانت أجمل نساء الأرض حينها، وكان ملك مصر آنذاك قد وضع لنفسه قانونًا جائرًا يقضي بأنه يجوز له أن يأخذ المرأة إذا أعجبته من زوجها، ولا يجوز له أن يأخذ المرأة من أبيها أو أخيها.
فلما علم جواسيس الملك بقدوم إبراهيم ودخوله أرض مصر ذهبوا إلى ملكهم وأخبروه أن رجلًا دخل مصر برفقة امرأةٍ معه وتلك الامرأة في غاية حسناء.
أخبر الله –تعالى- نبيه بأمر هذا القانون وبما فعله جواسيس الملك، فقرر إبراهيم –عليه السلام- أن يشرح الأمر لزوجته سارَّة، فلما أخبرها قال لها أيضًا: “إِنْ سَأَلَكِ المِلَكُ فَقُولِي لَهُ أَنَّكِ أُخْتِي فَمَا عَلَى هَذِهِ الأَرْضِ مُؤْمِنٌ غَيْرِي وَغَيْرُكِ”، وهذه ليست بكذبة بل هو مجرد تحايل وتعريضٌ بالكلام، بمعنى أنه يقول الكلام ويريد به معنى آخر غير الذي يصل إلى المستمع، فقد كان إبراهيم –عليه السلام- يقصد أن سارَّة هي أخته في الله ليس إلا، وهذا ما ذكره جمهمور المؤرخين.
أحضر الجنود سارة إلى الملك الظالم ذاك، فلما سألها عن صلتها بإبراهيم –عليه السلام- قالت له ما أمرها إبراهيم أن تقوله.
وكان إبراهيم -عليه السلام- يدعو الله طيلة هذا الوقت أن يحفظ له زوجه، فاستجاب الله له وحماها الله من هذا الملك الظالم، بل ووهبها جارية تُدعى (هاجر)، والتي تزوجها إبراهيم –عليه السلام- بعد ذلك وأنجبت له إسماعيل –عليه السلام-.
عاد إبراهيم -عليه السلام- إلى بيت المقدس، واستمر يهاجر بين بيت المقدس (موضع زوجته سارَّة)، وبين أرض مكة المكرمة (موضع زوجته هاجر) للإطمئنان عليها وعلى ولده إسماعيل، ثم رزقه الله إسحاق ويعقوب من زوجته الأولى سارَّة.
تتابعت الأحداث بعد ذلك من بناء البيت الحرام وقصة ذبح إسماعيل –عليه السلام- وكبش الفداء الذي نزل بدلًا عنه وما إلى ذلك.
إقرأ أيضًا: قصة ابراهيم عليه السلام وما الدروس المستفادة منها
وفاة إبراهيم –عليه السلام-
توفي إبراهيم –عليه السلام- بعد وفاة زوجته سارَّة، فلما ماتت دفنها إبراهيم –عليه السلام- في مغارة بقرية حبرون بأرض كنعان، فلما مات هو دفنه ولداه إسماعيل وإسحاق بجانب زوجته في تلك المغارة.
إلى هنا نكون قد انتهينا من ذكر مقتطفاتٍ من قصة نبي الله ابراهيم، على أمل أن تكونوا قد استفدتم من قراءة هذا الموضوع وأن يكون قد ساهم في إثراء معلوماتكم.