أبغض الحلال عند الله الطلاق

أبغض الحلال عند الله الطلاق خلقنا الله ذكرًا وأنثى من أجل الزواج، وبناء المودة والرحمة بين الناس، حيث قال الله تعالى:” يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)”.

أبغض الحلال عند الله الطلاق

في الحديث الشريف

رُوي عن الرسول –صلى الله عليه وسلم- حديث “إِنَّ أبغضَ الحَلالِ إلى اللهِ الطَّلاقُ”، وقد ظهر هذا الحديث على وجهين هما:

  • مسند متصل عن معرف بن واصل، عن محارب بن دثار وهو أحد التابعين، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
  • مرسلًا معرف بن واصل، عن محارب بن دثار عن النبي صلى الله عليه وسلم.

في القرآن الكريم

  • قال الله تعالى: ” فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا” ومعنى هذه الآية: أن الله تعالى أمر الزوج بألا يكره زوجته، ويتجاوز عن سيئاتها، ويحاول أن يتذكر مواقفها الجميلة ومساندتها له، فهنا أمر من الله عز وجل للزوج، ومعنى هذا أن الله –سبحانه وتعالى- يحبذ عدم الطلاق بين الزوجين، واستمرار المودة والألفة.

يرشح لك موقع زيادة الإطلاع على المزيد من المعلومات حول كفارة يمين الطلاق دار الافتاء المصرية وأنواع الأيمان ما يقع منها وما لا يقع من خلال الرابط التالي: كفارة يمين الطلاق دار الافتاء المصرية وأنواع الأيمان ما يقع منها وما لا يقع

تعريف الطلاق

الطلاق لغة:

  • التحرر والتخلص من: والفعل منه: هو طَلَقَ، أي تخلص من، أو تحرر من، فمثلًا: طلق المسجون: أي تحرر من السجن، وأطُلق سراحه، أو طُلقت المرأة: أي تحررت من زوجها، ومن عصمته.
  • البسط والعطاء: فمعنى أطلق يده: أي بسطها وأعطى من كرمه، ومعنى أطلق ماله: أي بذله بكثرة.

الطلاق اصطلاحًا:

  • هو التخلص من عقد النكاح بين الزوجين، وذلك بإرادة الزوج وحده، أو يمكنه أن يوكل أحدًا آخر عنه، لهذا الموضوع، وغالبًا ما يكون القاضي، والطلاق يكون للزواج الذي تم بكل الشروط المقبولة، والصحيحة وبوجود الشهود، وبذلك تقع الفرقة بين الزوجين بإرادة الزوج، أما الفرقة بإرادة الزوجة فيسمى خلعًا، وهو أيضًا له شروط وأركان، ولابد للقاضي أن يحكم فيه.

يرشح لك موقع زيادة الإطلاع على المزيد من المعلومات حول كفارة يمين الطلاق بالثلاثة عند الغضب وأحكامه الشرعية من خلال الرابط التالي: كفارة يمين الطلاق بالثلاثة عند الغضب وأحكامه الشرعية

أنواع الطلاق

قسم علماء الدين، والفقهاء الطلاق إلى أنواع عدة، على حسب عدة اعتبارات منها:

باعتبار الحلال والحرام

يقسم الطلاق حسب الحِلّة والحُرمة، إلى طلاق بدعي وطلاق سنّي، وذلك حسب موافقته للسنة أو عدم الموافقة:

  • الطلاق السُنّي: هو الطلاق الذي يتم وفق قواعد وشروط الإسلام، وهو عبارة عن طلقة واحدة، ويمكن أن تتم بعدها الرجعة بين الزوجين، والحكمة من ذلك أن يعطي للزوجين وخاصة الزوج، فرصة لمراجعة قراره، وقد يتراجع عنه ويعود لزوجته.
  • ويجب ألا يتم الطلاق أثناء فترة الحيض للمرأة: أي في الطُهر الذي لم يجامع فيها الزوج زوجته، لأن فترة الحيض لا تعتبر من العدة، وبذلك قد تطول عليها فترة العدة، مما يلحق المرأة بأضرار كثيرة لها.
  • وأيضًا لا يجب أن يتم هذا الطلاق كما يُقال في الطهر الذي جامع الرجل زوجته فيه، وذلك لأنها لا تعلم إذا كانت حاملًا أم لا، وذلك لأنها حينها لا تعلم إذا كانت ستعتد بالإقراء أم بالحمل، والدليل المؤكد على طلاق السنة هو قول الله – سبحانه وتعالى- في كتابه الكريم: “يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَ”.
  • الطلاق البدعي: وهو الطلاق الذي يخالف القواعد والتشريعات التي توضع للطلاق، كأن يطلق الزوج زوجته ثلاثًا في مرة واحدة، أي: بلفظ واحد، أو يطلق زوجته ثلاث مرات متفرقات، ولكن في نفس المجلس، أو أن يطلق الزوج زوجته في حالة الحيض أو النفاس، أو في الطُهر الذي جامع فيه الزوج زوجته، وبذلك من يفعل ذلك فهو مخالف لأوامر الله، ويأثم إثمًا عظيمًا، ومع ذلك اختلف علماء الدين في هذا الموضوع، فقد اتجهوا الى قولين، هما:
  • القول الأول: وهو قول معظم جمهور العلماء، مستدليين على كل الآيات التي جاءت في القرآن بخصوص الطلاق، قائلين: أن العموم في الآيات يشمل الطلاق البدعي، وأيضًا أكدوا ذلك عندما نصح الرسول –صلى الله عليه وسلم- ابن عمر أن يحاول أن يرجع لزوجته الذي طلقها، وكانت حائضًا حينذاك.
  • القول الثاني: وهو قول ابن تيمية وطاووس وعبد الله بن عمر وسعيد بن المسيب وابن القيم والظاهرية، بأن عموم آيات الطلاق لا تشمل الطلاق البدعي، لأن الله لم يأمر به.

باعتبار الرجعة من عدمها

  • طلاق رجعي: هو أن يقوم الزوج بتطليق زوجته مرة أولى وبعدها مرة ثانية، وقبل انتهاء العدة، يستطيع الزوج أن يراجع زوجته، أما إذا انتهت العدة، يصير طلاق بائن بينونة صغرى، وله عدة أحكام أقرّها علماء الدين والفقهاء.
  • طلاق بائن: وقد قام علماء الدين بتقسيم هذا الطلاق إلى نوعين:
  • طلاق بائن بينونة صغرى: وهو أن يطلق الزوج زوجته قبل الدخول بها، أو أن يطلقها بعد الدخول بها، بعوض راجع له أي: الخُلع، ويجب ألا يطلق الزوج زوجته فيها ثلاثًا، لأنها تحتسب من عدد الطلقات، كما أنه يجب على الزوج دفع النفقة لزوجته إذا كانت حاملًا بابنه، وأن يوفر لها مسكنًا لحين انتهاء العدة.
  • طلاق بائن بينونة كبرى: وفيه يقوم الزوج بتطليق زوجته ثلاث طلاقات، ولا تحل له زوجته مرة أخرى، إلا إذا انقضت عدة الزوجة وتزوجت من رجل آخر، زواجًا يطبق كل الشروط اللازمة أي أن يدخل بها الزوج الثاني، ومن ثم يطلقها طلاقًا بائنًا ببينونة صغرى، وإذا تم تطبيق هذه الشروط، يمكن أن تعود الزوجة إلى زوجها الأول بثلاث طلاقات جديدة.

يمكنك الحصول على المزيد من المعلومات حول كفارة يمين الطلاق عند الغضب وأنواعه ورأي الإفتاء في كثرة التلفظ بالطلاق عن طريق الرابط المعلن: كفارة يمين الطلاق عند الغضب وأنواعه ورأي الإفتاء في كثرة التلفظ بالطلاق

حكم الطلاق

شرع الله سبحانه وتعالى الطلاق في الإسلام، أي أنه ليس محرمًا كما في الديانة المسيحية، وهناك أدلة كثيرة من القرآن والسنة تدل على شروعية الطلاق وهي:

  • في القرآن: قال الله تعالى: “الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ”.
  • “يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ”.
  • في السنة:حيث رُوي عن عبدالله بن عمر –رضي الله عنه- ” أنَّهُ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ وهي حَائِضٌ، فَذَكَرَ عُمَرُ لِرَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَتَغَيَّظَ فيه رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ثُمَّ قالَ: لِيُرَاجِعْهَا، ثُمَّ يُمْسِكْهَا حتَّى تَطْهُرَ، ثُمَّ تَحِيضَ فَتَطْهُرَ، فإنْ بَدَا له أنْ يُطَلِّقَهَا فَلْيُطَلِّقْهَا طَاهِراً قَبْلَ أنْ يَمَسَّهَا، فَتِلْكَ العِدَّةُ كما أمَرَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ”.
  • كما أن جميع المسلمين أقروا بمشروعية الطلاق، وذلك للأضرار التي قد تنشأ إذا لم تنتهِ العلاقة بين الزوج والزوجة، فكان أسلم حل هو الانفصال والطلاق.

للمزيد من المعلومات حول تفسير رؤية طلب الطلاق في المنام للعزباء والمتزوجة والأرملة والرجل يمكنك النقر على الرابط المرفق: تفسير رؤية طلب الطلاق في المنام للعزباء والمتزوجة والأرملة والرجل

حكم الطلاق حسب كيفية وقوعه

  • طلاق محرم: فيكون الطلاق محرمًا إذا كان طلاقًا بدعيًا، أي: أن يقوم الزوج برمي يمين الطلاق على زوجته الحائض، أو عندما يطلقها في طهر جامعها فيه، وذلك باتفاق كل علماء الدين والفقهاء، لأنه مخالفة لأوامر الله عز وجل والرسول صلى الله عليه وسلم.
  • طلاق مباح: وهذا النوع من الطلاق يتم بسبب عدم المقدرة على استمرار المعاشرة بين الزوجين، بسبب سوء خُلق الزوجة، أو شئ من هذا القبيل، فهو الطلاق عند الحاجة إليه.
  • طلاق مندوب: وذلك بسبب عدم القدرة على المعاشرة، مثل عدم القدرة على عفة المرأة، أو عندما تطلب المرأة خلعًا، وذلك بغرض إزالة الضرر.
  • طلاق واجب: وأيضًا يكون بسبب عدم القدرة على استمرار المعيشة بين الزوجين، ولا يوجد سبيل للرجوع، ويكون الطرفان متفقين أن الطلاق هو السبيل الوحيد.
  • الطلاق المكروه: وهذا النوع من الطلاق يكون بدون بسبب، أي: بدون الحاجة إلى الطلاق، وذلك لأنه يوقع أضرارًا بالغة على كلا الطرفين، وقد اجتمع الفقهاء على تحريم هذا النوع من الطلاق.

لقد قمنا في هذا المقال بالتعرف على الوجهين الذي ظهر بهم حديث أبغض الحلال عند الله الطلاق، وعرضنا تعريف الطلاق، وتعرفنا على أنواع الطلاق، وحكم الطلاق حسب كيفية وقوعه.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.