كيف أكتب مقدمة بحث علمي
كيف أكتب مقدمة بحث وما الهدف من كتابتها بالأساس؟ هذا هو لسان حال الأشخاص الذين طلب منهم كتابة إحدى الأبحاث العلمية أو الدينية أو غيرها، فقد يجدون صعوبة في استيعاب أهمية مقدمة البحث، وهناك العديد منهم لا يُعطيها أية أهمية، فقط يقوم بكتابة سطرين في بداية البحث ويستهل الموضوع دون أي تمهيد، لذلك.. دعونا نساعدكم ولو بشكل بسيط في كتابة مقدمة أبحاثكم، والتعرف عن الخطوات الأمثل لكتابة مقدمة تليق فعلًا بما يتضمنه بحثكم من محتوى.
كيف أكتب مقدمة بحث علمي
تعد المقدمة هي أحد أهم الأجزاء في البحث العلمي الذي تعمل عليه، حيث أن لكل جزء من البحث أهمية خاصة، ويخدم هدفًا محددًا، وتكمن أهمية المقدمة في كونها البوابة التي يمر من خلالها القارئ ليصل إلى قلب البحث، فيستعرض فيها أهم النقاط الرئيسية التي سيتحدث عنها، وإعطاء فكرة عامة لما سيكون عليه البحث، كما يُفضل باستخدام أسلوب شيق وجذاب في المقدمة بوجه الخصوص، حتى تُجذب القارئ لإكمال قراءته وتدعم ارتباطه بالبحث، وتستبعد فكرة نفوره منه، لذا دعونا في النقاط التالية نقدم لكم الأجزاء التي تتكون منها المقدمة وطرق الاستفادة القصوى منها حتى تتصف مقدمة بحثك بكل ما سبق.
إقرأ أيضًا: مقدمة بحث اللغة العربية جديدة وغير مكررة
الجزء الأول في المقدمة يكون جمل الاستهلال
جمل الاستهلال هي الجمل التي تستهل وتفتتح بها بحثك، لكونها أول شيء يقرأ بعد العنوان، فيجب عليك كتابة جمل قوية ودقيقة، وعلى أن تكون مُصاغة بأفضل شكل ممكن، كما يمكنك تجنب الجمل الصعبة لغويًا أو التي من الممكن أن يتواجد بها أخطاء نحوية أو إملائية، فحدوث مثل هذه الأخطاء قد يعود على البحث بالضرر، وقد تساهم في نفور القارئين، لذلك فننصح باستخدام جُمل متعارف عليها في افتتاح المقالات والأبحاث، مثل: “بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وخاتم النبيين ورحمة الله للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.. أما بعد”.
الجزء الثاني من مقدمة البحث نبذة بسيطة عن الموضوع
بعد الانتهاء من كتابة جمل الاستهلال، يمكنك البدء في إعطاء نبذة مختصرة للغاية، ولكن عليك الحذر من الإيضاح الزائد للتفاصيل أو المعلومات، كذلك دون الإخلال بالمضمون، فعلى سبيل المثال لا يمكنك القول في المقدمة أنك ستتحدث عن أسباب جائحة الكورونا ولا تتحدث عن الأسباب في البحث، لذلك ننصحك بالتركيز التام عند كتابتك لتلك النبذة، فهي أحد أهم أجزاء مقدمة البحث.
الجزء الثالث في المقدمة يتضمن أهمية البحث
بعد كتابتك لأول جزئيين في مقدمة بحث، يجب عليك توضيح المبررات التي جعلتك تقوم بكتابة بحثك، فقم في هذا الجزء من المقدمة بإجابة أسئلة: لماذا أكتب عن هذا الموضوع بالتحديد؟ وما هي الدوافع التي جعلتك تختاره؟، عليك إجابة هذه الأسئلة دون الدخول في تعقيدات، فقط إجابات صريحة ومبسطة حتى يفهم القارئ دوافعك، ويقرر إذا ما كان مستعدًا لإكمال القراءة أم لا.
الجزء الرابع من المقدمة هو المنهج المتبع
في هذا الجزء.. عليك اختيار المنهج الأمثل الذي ترغب في اتباعه وتوضيحه في المقدمة، فلا يمكنك استخدام المنهج التجريبي في الموضوعات التاريخية على سبيل المثال، لذا ننصحك باستخدام المنهج التجريبي في الموضوعات العلمية أو التقنية أو البحوث التي تعتمد على التجارب بشكل عام، والمنهج الوصفي في الموضوعات التاريخية أو الفلسفية أو التي تعتمد على الوصف والشرح والتفسير بشكل عام، كما ننصحك باستخدام الألفاظ السهلة التي تعطي إيحاءً بالمنهج المستخدم.
إقرأ أيضًا: مقدمة انشاء عامة وزارية وأهم النصائح لكتابة موضوع مميز
الجزء الأخير من المقدمة هو إطار البحث
في الجزء الخامس والأخير من المقدمة عليك توضيح الحدود التي يدور حولها بحثك، فعندما تضع البحث داخل إطار يساعدك على عدم التشعب لموضوعات مختلفة قد تصيب القارئ بالملل، لذا يجب على كاتبي الأبحاث العلمية تقديم حدود وإطارات معينة، مثل:
- حدود الموضوع: هي ما يوضح فيها الباحث العنوان والمواضيع الفرعية للبحث.
- حدود المكان: هي الحدود التي توضح المكان الذي تم تنفيذ البحث فيه.
- حدود الزمان: هي الحدود التي توضح الزمن الذي استغرقه البحث حتى يتم.
الحجم المناسب لمقدمة البحث
لا يمكن الجزم بالحجم المناسب لمقدمة البحث، وذلك لأنها تختلف على حسب كل موضوع وحسب كل باحث، ولكن ما يمكن تأكيده هو ضرورة أن يكون حجم البحث مناسبًا عند مقارنته بباقي أجزاء البحث، فإذا كانت أجزاء البحث طويلة وتمتد لصفحات معدودة كالأبحاث الجامعية، فعليك إطالة المقدمة لصفحة أو صفحتين حتى تتناسب معها، وإذا كان البحث يكتمل بصفحة واحدة كالأبحاث المدرسية، عليك إضافة مقدمة قصيرة في سطور لتتناسب معه، وإذا كان البحث مطولًا كرسائل الماجيستير والدكتوراه، التي من الممكن أن تصل إلى مئات الصفحات، يجب أن تكون المقدمة في إطار 5 أو 6 صفحات، توزع فيهم الأجزاء الخمسة التي قمنا بعرضها لكم سابقًا.
أجزاء البحث العلمي
كما هو الأمر في مقدمة البحث العلمي فهو يقسم إلى أجزاء (تعد مقدمة البحث العلمي إحدى تلك الأجزاء)، وتساعد هذه الأجزاء في استعراض المعلومات بشكل أبسط وأكثر سلاسة، لذا.. دعونا نقدم لكم الأجزاء التي يتكون منها البحث العلمي الوافي.
-
الجزء الأول: العنوان
هي الصفحة التي تحتوي على عنوان البحث واسم الباحث والجهة المقدم إليها، كما تحمل السنة التي تم فيها الانتهاء من البحث.
-
الجزء الثاني: الملخص
كما نستنتج من اسمه، الجزء الثاني بالبحث العلمي يجب أن يوفر ملخصًا فيه مضمون البحث، وما يجعله مميزًا، وإشارة بسيطة لبعض النتائج.
-
الجزء الثالث: المقدمة
هو الجزء الذي بُني عليه موضوعنا بالكامل، وهو ببساطة ما يتم فيه استعراض للموضوع الذي سيتم مناقشته بالبحث، والطريقة المتبعة للوصول للنتائج المنتظرة.
-
الجزء الرابع: منهجية البحث
كما أشرنا من قبل لضرورة المنهجية المتبعة بمقدمة البحث، كذلك يجب على هذه المنهجية أن تستمر طوال البحث، فلا يمكن تغيرها إلا بتوضيح مسبق في المقدمة، وهي كالخطوط البيضاء التي تحدد ملعب كرة القدم، فبداخلها فقط يمكن اللعب، ويتوقف اللعب إذا خرجت الكرة خارج تلك الخطوط.
-
الجزء الخامس: تحليل النتائج
يعد هذا هو الجزء الأهم في البحث، والذي يتم فيه عرض النتائج وتحليلها تحليلًا منطقيًا يتوافق من التجارب والدراسات التي عرضت بالبحث، وذلك التحليل هو ما يُعطي نتيجة نهائية للبحث.
-
الجزء السادس: الخاتمة
الخاتمة هي تقديم النتيجة النهائية للبحث التي تم استنتاجها من جزء تحليل النتائج، ويجب تقديم النتيجة النهائية بشكل مفصل وواضح لا يحتمل اللَّبس، وتعد هي النهاية الفعلية للبحث.
-
الجزء السابع: المراجع
هو الجزء الأخير بالبحث، وأحد أهم الأجزاء إذا كان البحث معتمدًا، فلا يمكن تقديم أي بحث معتمد من دون ذكر المراجع المستخدمة والمصادر التي تم الاستناد عليها، ويتم فيه الإشارة لاسم المرجع سواءً كان ورقة عملية أو بحث آخر أو موسوعة، كما يجب ذكر اسم كاتب المرجع والسنة التي نشر فيها.
إقرأ أيضًا: كيفية كتابة مقدمة بحث علمي وشروط كتابة مقدمة بحث متكاملة
كيفية كتابة خاتمة بحث
خاتمة البحث يجب أن تجيب على الأسئلة المتبقية في البحث بشكل وافي وبسيط وسلس، كما يفضل إعادة ذكر المشكلة التي يناقشها البحث في الأساس بشكل سريع، ويجب ربطها بالاستنتاجات الأخيرة للبحث بشكل مباشر، حيث تُجيب تلك الاستنتاجات على الأسئلة المُعنونَة التي تم طرحها سابقًا بالبحث، وكذلك يفضل إعادة ذكر الأسئلة التي لا يتواجد لها إجابات شافية، حتى يتم خلق حالة إيجابية من التساؤلات لدى القرّاء، وأخيرًا وليس آخرًا، يمنع تمامًا وضع أسئلة أو معلومات جديدة في الخاتمة، حيث أن لهم مكانًا مخصصًا في أعلى البحث، وجودهم في الخاتمة لن يفيد البحث بشيء، فقط سيضعف من قوته.
في النهاية، وبعدما نكون قد تمكنا من إجابة سؤال كيف أكتب مقدمة بحث والأجزاء التي تنقسم إليها المقدمة، وكذلك كافة أجزاء البحث وأهمية كل منها، نتمنى أن نكون قد ساعدناكم في التعرف بشكل أكبر على الطريقة الأمثل لكتابة البحوث، وخاصة المقدمة.
منهجية جداً رائعة.. واصلوا جهودكم، ففيها من الخير الذي لا يعلمه إلا الله جل في علاه.. تحياتي لكم.