كيف أطور نفسي في الكلام
كيف أطور نفسي في الكلام؟ وما كيفية تحسين أساليب التعبير؟ ذلك أن مشكلات التحدث بصورة عامة تأتي إما بسبب إعاقات أصابت الشخص في مرحلة النشء وبعضها بسبب عدم ممارسة الشخص لأي نشاط خطابي، وهذا ما سنتناوله عبر موقع زيادة.
كيف أطور نفسي في الكلام
إليكم بعض النصائح التي يجب على الراغب في تحسين التحدث مراعاتها:
أولًا: الصياغة والتعبير
- الكلام لا يختلف كثيرًا عن الكتابة، تتدفق المعلومة من ذهن الكاتب الجيد إلى الورق في شكل انسيابي وفيها توضيح لأبرز النقاط الأساسية، وتلخيص للمعلومات المفيدة، وفي نهاية المقال يشير إلى النقاط التي يجدر بالمتلقي الالتفات إليها.
- يجب على المحدث أن يفهم ذهن المتلقي، ويدرك السياق الذي يأتي فيه الكلام حتى يميز بين المعلومات المفيدة والغير مهمة والنقاط التي يحسن تجنبها.
- كلها مهارات مكتسبة من الخبرة الاجتماعية للمتحدث، مثال على ذلك: يجب على المتحدث أن يلاحظ بدقة كل ردود فعل المتلقي وأوقاتها، حيث يتيح ذلك للمتحدث أن يستدرك الأخطاء ويشير إلى النقاط الجانبية التي قد يفيد المستمع ذكرها.
ثانيًا: السمات الشخصية
لا يفرق العقل الباطن للمستمع بين المعلومة والمتحدث، حيث ينسب العقل اللاواعي صحة المعلومة إلى مدى ثقة الشخص في شخصية المتحدث.
على المتحدث إذن أن يولي أهمية كبيرة إلى مظهره الخارجي، ولا نعني بذلك المعنى السطحي، ولكن نقصد به الحضور والكاريزما والانضباط.
ثالثًا: لغة الجسد
واحدة من الأمور التي تجيب عن سؤال كيف أطور نفسي في الكلام.. وتعني اقناع اللاوعي المتلقي بالمعلومات التي نطرحها عليه، يتمكن المتلقي عبر بعض الخطوات الأساسية من تضمين معنى إيجابي في ذهن المتلقي دون أن يشعر، منها:
- الابتسامة: من أهم السمات التي تعلمها الإنسان عبر رحلته التطورية الوثوق في الشخص المقابل له.
- توجيه الجسد والوجه ناحية المتلقي: يضعك هذا في وضع هجومي في المقام الأول، وفي وضع تركيز على المتحدث في المقام الثاني والذي يشتت عنك أي توتر مباغت.
- مراعاة التزامن بين إيماءة اليدين وحركة الجسد.
- اضبط حركة يدك ولا تستعملها أكثر من اللازم، حيث أن التركيز على الكلام نفسه يجب أن يأخذ الحيز الأكبر من اهتمامك.
رابعًا: نبرة الصوت
يقال إن أغلب مشكلات التواصل بين الناس على الإنترنت تحدث بسبب عدم الكفاية الدلالية للكلمات التي ترسل في المحادثة، وذلك لأن نبرة الصوت غائبة عن المتلقي، ويستعاض في العادة عن النبرة التعبيرية باستعمال الوجوه التي تعبير عن الحالة المزاجية للمتحدث.
يفيد التركيز على النبرة في توضيح المعنى المراد توصيله، مثال على ذلك.. قد يبدأ المتحدث الجملة بصوت منفتح وينهيها بطبقة صوت ضيقة ورفيعة، تعبيرًا عن السخرية، فيما قد يدل الجملة ذات النهاية المقتضبة على الجدية والحسم وإلى آخره.
اقرأ أيضًا: تطوير الذات وبناء الشخصية
تطوير التحدث أمام الجمهور
يعتبر التحدث أمام جمهور أو حشد من الناس.. من أكثر الأشياء المؤرقة، والتي قد تحرم المتحدث من النوم في ليلة العرض التقديمية، فإذا كنت تتساءل كيف أطور نفسي في الكلام، إليك الحل..
يواجه العديد من الإداريين وطلاب الجامعات المقبلين على عروض تقديمية تخص العمل أو الدراسة العديد من الصعوبات التي تحرمهم من القدرة على الحديث الهادئ الرزين أمام الناس، من ثم يبدأ بعضهم في التساؤل كيف أطور نفسي في الكلام.
إليكم بعض النصائح لمخاطبة الجمهور التي قد تكون مفيدة:
أولًا: السيطرة على الحركة
على عكس التحدث إلى متلقي.. يحتاج التحدث أمام حشد إلى حركة جسدية أقل بكثير، يجب أن تكون الأيدي مسترخية قدر استطاعتك، وأن تلتزم بوقفة طبيعية وتغادرها في لحظات الانفعال، ثم تعود إليها عندما تخفت نبرة الكلام.
ثانيًا: توجيه المشاعر الإيجابية
يجب على المتحدث إذا شعر بالتوتر أن يواجه جمهوره بعاطفة إيجابية عبر الابتسام وإطفاء طابع فكاهي على العرض..
تتبع هذه الطريقة استراتيجية الهجوم أفضل طريقة للدفاع، حيث يهاجم المتحدث جمهوره بمشاعره الإيجابية؛ حتى لا يهاجم المصدر الرئيسي للتوتر والخوف.
ثالثًا: الممارسة
الصعوبة الرئيسية في التحدث أمام الحشد هو الخوف الطبيعي من إبداء الآراء أمام الغرباء، يجب على المقبل على عرض تقديمي أن يتصالح مع نفسه ويثق أكثر في أراءه، وأول خطوة إلى ذلك هي تجربة التحدث أمام الأصدقاء بصورة خطابية.
اقرأ أيضًا: كيفية تطوير الذات والثقة بالنفس
تطوير الكلام في لغة أجنبية
- أخبرني أحد الأصدقاء أن الإنسان إنما يولد في المهد ومعه جوامع الكلم كافة، وما يحدث خلال رحلة تعلم اللغات ليس إلا تذكر لما سبق، وأنه نسيه في طفولته.
- تعلم اللغات الأجنبية ليس أكثر من استذكار واستدعاء لمعرفة منسية ومطمورة داخل العقل الباطن.
- عند البحث وجدت تجربة أجراها فريق من العلماء على مجموعة من الأطفال تشير إلى صحة ما أخبره بي صديقي.
كانت التجربة عبارة عن إعطاء شكلين أحدهما هندسي والآخر مليء بالانحناءات الملساء، ثم يطلب من الأطفال الذين بالكاد يتحدثون لغتهم الأصلية أن يخبرونا أيًا من هذين الشكلين اسمه “كاتاكي” وأيهم اسمه “مالوما”، أجمع الأطفال على أن الشكل الأملس ذا الانحناءات هو مالوما، فيما أكدوا جميعًا أن الشكل الهندسي ذي الحواف المدببة هو كاتاكي.
ما حدث في التجربة هو أن المفاهيم البشرية عن طبيعة العالم الخارجي لا تختلف من حيث التصور، ولكن تختلف طرق التعبير عنها، حيث يعلل العلماء السبب إلى أن الأطفال ربطوا نطق الكلمة الأملس بالشكل الأملس في مالوما حيث الميم واللام، وربطوا النطق الحاد والخشن في كاتاكي بالشكل الهندسي الصارم.
نفس الشيء نجده في تشابه كلمات معينة في اللغات رغم تفاوتها، حيث تشير الأم في الإنجليزية “مام”، وفي الفرنسية “مير” وفي الصينية “ما”، هنا يظهر الترابط بين الصندوق الصوتي في جسم الإنسان والطبيعة الدلالية للكلمة: يرتبط حرف الميم المفتوح والممدود بالانبساط، فيما يرمز مفهوم الأم إلى الراحة والدعة والأمان.
نصائح لاكتساب اللغة الإنجليزية
إليكم بعض النصائح الضرورية التي تمكن القارئ من اكتساب اللغات الأجنبية:
- تحسين النطق: هو أول خطوات اكتساب اللسان الجديد، وهو ما سيجعل اللغة تتدفق أكثر في الذهن.
- مشاهدة الأفلام والمسلسلات في اللغة الأجنبية: يتيح لك قدر من الممارسة والتجارب التي تعرض لها المتحدث الأصلي طوال سنين طفولته وشبابه، حيث تبني السينما ثقافة الأمة، وتساهم في صناعة أنماط لغوية جديدة أو عبارات طريفة يتعارف عليها أهل اللغة بصيغة غير رسمية.
- قراءة كتب الأطفال تتيح للمرء أن ينتفع بكم كبير من الكلمات بمجهود قليل، حيث يتيح للقارئ التعرف على قصص بسيطة واضحة المفاهيم ومعها الكثير من المفردات المفيدة والاستعمالات اللغوية الثرية.
- تعلم العبارات الدارجة: يفيد المتعلم في التدبير في العبارات الأكثر استعمالًا في اللغة الأجنبية مما يؤدي إلى تعميق فهمها.
- يمكن للمتعلم البدء في حفظ أكثر مائة كلمة شائعة في اللغة، والبدء في ممارسة المحادثات من خلالهم.
- التركيز على الكلمات في المراحل المتقدمة: يجب أن يأتي على حساب القواعد، حيث إن الأساسيات كفيلة بفتح مجال واسع للتعبير، فيما يأتي تعلم النحو الصحيح عبر ممارسة اللغة مع المتحدثين الأصليين.
- التعرف على أصدقاء من المتحدثين الأصليين: هو الركيزة الأساسية التي ينبني عليها سرعة تطور التعلم.
اقرأ أيضًا: أفضل الكتب لتطوير الذات
صعوبات تعلم اللغات الأجنبية
هناك مشكلتان أساسيتان تواجه المتعلمين بشكل عام، الأولى هي التقدم في السن، والثانية هي المحيط الاجتماعي، واستكمالًا للإجابة عن تساؤل كيف أطور نفسي في الكلام، نوافيكم ببيان تلك التحديات.
- يؤدي كبر السن إلى تحييد طريقة نطق الكلمات والالتزام التام بأصوات اللغة الأم، حيث يواجه الإنجليزي والأمريكي مشكلة في نطق حرف الحاء والظاء في العربية، فيما يعجز الشخص العربي عن التمييز بين الباء الخفيفة والثقيلة في الإنجليزية.
- ترجع أصول المشكلة إلى جانب بيولوجي هو نمو الصندوق الصوتي للإنسان على هذه الشاكلة التي تصعب عليه نطق الحروف الجديدة على لغته، والجانب الآخر هو جانب ذهني حيث إن أذن المتلقي –إن جاز التعبير- لم تتعود على سماع الكلمات إلا في نطاق حروف الأبجدية الأم.
- أن المتعلم لا يحظى بالمجتمع المناسب لتعلم اللغة الجديدة (أو حتى تعلم التحدث والخطابة بشكل عام) حيث يضيق عليه المجتمع والروتين اليومي فرص التطور، هذا لأن التحدث باللغة الأصلية باستمرار يؤدي إلى بطء نمو اللغة الجديدة.
- الحل لتلك المشاكل هو أن يسعى المرء في تحسين لغته في نطاق المسموح به، حيث يمكن للمتقدم في السن أن يبدل الأصوات التي لا يستطيع نطقها بأخرى شبيه أو أن يتجنب استعمال هذه الحروف في حديثه.
- كما فعل الإمام واصل بن عطاء الذي كان يعاني من لثغة في حرف الراء فقام بإسقاط كل حروف الراء في خطاباته واستعمل مكانها كلمات بديلة.
- أن يسعى المرء في أن يقلل احتكاكه مع الناس قدر استطاعته وإعطاء الوقت لممارسة اللغة مع متحدثين أصليين عوضًا عن ذلك.
الكثير من الناس في العالم العربي يواجهون مشاكل وصعوبات في التحدث، ويرجع ذلك إلى الخوف والخجل أو إلى عدم ممارسة عملية التحدث، وإلا أنها لا بد من حل تلك المشكلة من خلال السعي وراء تطوير الذات.