خطبه قصيره عن التسامح
خطبة قصيرة عن التسامح تظهر أفضال هذه الصفة الحميدة التي حثنا عليها ديننا الحنيف، والقيم الأخلاقية المجتمعية، حيث تعد هذه الصفة من الصفات التي لا تصل إليها سوى النفوس النبيلة، وأصحاب الثقة العالية، وعبر موقع زيادة نوافيكم بخطبة عن التسامح وأفضاله.
خطبة قصيره عن التسامح
الحمد لله نحمده ونستعين به، ونعوذ به من أي شر قاطن في نفوسنا، أو بدر من عمل صادر منا، بعد البدء باسم خالق الكون والصلاة على نبيه ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم، خير من كان يتسم بالتسامح، وأول من حثنا على هذا الفعل الحميد.
سامح أهل مدينته الذين كانوا أشد الناس عداءً له، وسامح بطش أهل قريش من قبيلته، والأذى الذي تعرض له خلال رحلته إلى الدعوة لديننا الحنيف.
أيها الناس.. لم أرى في العالم صفة أرقى من التسامح، ولذلك لا يصل إليها سوى شخص نبيل سليم الفطرة، وطيب الخلق، لا يضمر في قلبه شرًا تجاه مخلوق، ولا يسعى لتدمير وإلحاق الخراب بحياة كل من يوجه له أذى، فالعفو عند المقدرة قوة عظيمة لا يدركها إلا فئة قليلة من البشر.
أيها الناس.. يقول الله عز وجل: “ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ” [آل عمران: 159]
عباد الله.. قد يظن البعض أن يد البطش والقوة تفوز في المجتمع، ولكن فوز القوة فوزٌ مؤقت، فالله يبدل أحوال البشر بين ليلة وضحاها، ولا يدري المتسلط الخبيث على الناس بأي قوة سوف يصبح في اليوم التالي.
فالعفو قبل أن يكون فائدة للظالم، فهو فائدة للمظلوم، والتسامح من أسمى الصفات التي يجب على المرء أن يجاهد حتى يمتلكها.
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “ما نَقَصَتْ صَدَقةٌ مِن مالٍ، وما زادَ اللَّهُ عَبْدًا بعَفْوٍ إلَّا عِزًّا، وما تَواضَعَ أحَدٌ للَّهِ إلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ.”
الراوي: أبو هريرة | المحدث: مسلم | المصدر: صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 2588 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح].
أيها المؤمنون.. لا أرى في التسامح سوى خيرًا للنفس البشرية وتطهيرًا لها من أي سواد قد يلحق بقلب المؤمن، بسبب أن تراكم الغضب والتسلط على البشر يعتبر سلاحًا فتاكًا يقلب المرء بين الليلة والأخرى إلى مجرم، لذلك يجب على المرء أن يجاهد نفسه في اكتساب صفة المسامحة، ومحاولة العفو عمن ظلمه إذا استطاع حتى لا يبقى في قلبه علقة سوداء تعذبه وتثقل نفسه بالشرور.
عباد الله.. يقول الله عز وجل: “ وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا ۖ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ” [سورة الشورى: 40]
أيها المؤمنون.. على الرغم من الشرور الذي جابهها الصحابة ورسولهم محمد صلى الله عليه وسلم، ومدى الظلم الكبير الذي تعرضوا له خلال مسيرتهم في نشر الدين الإسلامي بمختلف بقاع الأرض، إلا أنه لم تأتي ولو آية قرآنية، أو حديث نبوي يحثنا على أخذ الثأر باليد والدعوة إلى البطش والتسلط مطلقًا.
بل وجاء وصف التسامح في القرآن كثيرًا بما يحتويه من صفات حميدة وأجر كبير.
عباد الله.. كثير من المجتمعات يسود فيها قوة اليد الأكثر سلطة، وأخذ الثأر والحقوق بطشًا، ولا أعتقد أن للعفو والتسامح والمودة بينهم تعريفًا أو هناك أحد يعمل به، وهذا ما يعد سببًا رئيسيًا لتخلف هذه المجتمعات وتراجعها.
بل وانحسارها وتوحدها عن بقية دول ومجتمعات العالم، فالألفة والتسامح هما ما يجعلان الود باقٍ بين البشرية بأكملها.
أقول قول هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم، اللهم اجعل قلبنا لينًا، ولساننا لك خاشعًا، وارزقنا اللهم الإخلاص في القول والعمل، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اقرأ أيضًا: خطبة عن حسن الخلق وثمراته
خطبه عن قيم التسامح
الحمد لله رب العالمين، البر الرحيم، يحب عباده المتسامحين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبد الله ورسوله، فاللهم صلِ وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى أهله وصحبه أجمعين، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد أوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله، قال سبحانه وتعالى:( وَأَن تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۚ وَلَا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ). [البقرة: 237]
أيها الناس.. إن التسامح من أرقى الصفات التي يمكن أن يتسم بها المرء، وواحدة من المبادئ التي حثنا عليها ديننا الحنيف، وتتمثل هذه الصفة في..
أن تكون محبًا للخير سواء لك أو لغيرك، كما يجب عليك احترام الناس وتقديرهم باختلاف أعمارهم، وأن تكون لينًا حسنًا في تعاملك، وتقابل الإساءة بالإحسان، وتشكر الآخرين على أفضالهم عليك، وأفعالهم الحسنى.
أن تعفو عند المقدرة في حال أخطأ شخص أو صدر منه أي فعل مشين في حقك، اتباعًا لقول الله تعالى: ” وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ ۖ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ”[الحجر: 85]
كما قال تعالى عن الأجر العظيم المتحصل من التسامح:” فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ” [سورة الشورى: 40]
أيها الناس.. يتمثل التسامح في المجتمع في عدة طرق، والتي من أهمها التسامح بين الزوجين، والذي يساعد على تفادي العثرات والمشكلات بينهما، وزيادة مظاهر الألفة والمودة والرحمة واللين، وذلك إتباعًا لقوله تعالى:“ وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً“ [الروم: 21]
هذا بهدف أن تهدأ الحياة الزوجية ويسكن المنزل، ويسعد أفراده، ولا يتأثر الصغار بأي آثار نفسية، بل إنهم سوف يقتدون بأهلهم في اتباع صفة حميدة مثل التسامح، واللين والعفو على الأخطاء.
حتى ينشأ أولادك يحملون خير الصفات، ومهما واجهوا من مشكلات في حياتهم سوف تكون أواصر المحبة بينهم مترابطة، ويكون التسامح ملتصقًا بهم، حتى يقودهم إلى الجنان.
أيها الناس.. تمتد صور التسامح بين الناس على التعاملات التجارية خصوصًا في البيع والشراء، اتخاذًا بقوله صلى الله عليه وسلم: رحم الله عبدا سمحا إذا باع، سمحا إذا اشترى، سمحا إذا اقتضى.
حيث يدعو الحديث على التسامح؛ حتى يحصل المرء على الرضا والرحمة والبركة، وفيه دعوة مباشرة للإنسان على أن يتحلى بصفات مثل التسامح وحسن المعاملة، والتحلي بمكارم الأخلاق، والإقدام على قضاء حوائج الناس المختلفة عند المقدرة.
لذلك في النهاية أخي المسلم.. إذا كنت تتمنى أن تنال رحمة ربك الكريم، وأن يلحق بك البركة أينما خطت قدماك في الأرض، كن متسامحًا سواء في بيتك، أو مع أهلك، أو في البيع والشراء.
اتبعًا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “اسمحْ يُسْمَحْ لكَ”، بمعنى أن تعامل عباد الله بالتسامح واللين، حتى يعاملك الله سبحانه وتعالى بذات الخلق في الدنيا والآخرة.
فاللهم زدنا تسامحًا، ومحبة وألفة، ووفقنا لأداء كل ما يقربنا منك ويرضيك، وأعنا على شكرك وذكرك.
نفعني الله وإياكم بالقرآن الكريم، وبسنة نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم، أقول هذا وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه يغفر لكم، إنه هو الغفور الرحيم.
اقرأ أيضًا: مما تتكون الخطبة المحفلية
خطبة عن العفو والتسامح
الحمد لله رب العالمين، اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان، ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم صلِ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى أهله وصحبه أجمعين.
أما بعد.. في قديم الزمان خلال بدايات دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم قومه لاتباع ديننا الحنيف، عادوه وآذوه بل وهددوا أمنه هو وكل من يؤمن به في مكة المكرمة.
فما كان من الرسول إلا أن يشتكي إلى ربه مما فعل به قومه، فجاءه الأمر من الله عز وجل أن يصفح ويعفو عنهم ويتسامح مع ما فعلوه به في قوله تعالى: “فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ ۚ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ” [الزخرف: 89]
في هذا الأمر الذي أنزله الله تعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم أمر لنا أيضًا، حيث أمرنا الله أن نقتدي برسوله الكريم، وأن نتسم بالتسامح سواء مع أنفسنا أو مع غيرنا.
كما جاء التسامح بالإضافة إلى كونه واجب شرعي، فهو مبدأ إنساني أيضًا؛ حتى يحفظ لأي إنسان كرامته، وجعله الله حقًا لكل الشعوب باختلاف أعراقهم وأنسابهم وألوانهم وأديانهم.
يقول الله تعالى: ” وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ…” [الإسراء: 70]، وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “النَّاسُ بنو آدمَ وآدمُ من ترابٍ.”
حيث لم تأتي أي آية أو حديث شريف أو تصرف بدر عن الرسول وصحابته فيه يأمر بالعنف والبطش والتسلط على غير المسلمين حتى، بل أمرهم الله ورسوله الكريم بالتعامل الحسن معهم واللين في القول، ورحمتهم وعدم معاداتهم والتعرض إليهم بأي شر.
جاء ذلك تبعًا لقوله تعالى: ” لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ…”، حيث جاء الدين الإسلامي بأسس قوية تدعم البر والإحسان في التعامل معهم، وقدم لنا على مدار انتشار الدين الإسلامي صورًا قيمة ممن التعاون الإنساني بين مختلف الأديان والأعراق القائم على التسامح واحترام الحقوق بشكل متبادل.
كما حرص رسول الله الكريم على توطيد العلاقة بين المسلمين وغير المسلمين من سكان المدينة أثناء الهجرة، وأقام العلاقات بينهم على أساس صفة التسامح الفضيلة.
عباد الله.. جاءت وثيقة السلام الموقعة في أول دخول النبي واتباعه المدينة كأكبر مثال على قولنا ذلك، كما أمرنا الله أن نتبع العدل والإنصاف في التعامل فيما بيننا وبين بعضنا، حيث قال الله عز وجل في كتابه الكريم:
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) [المائدة: 8]
فإذا كانت هذه أخلاق -رسول الله صلى الله عليه وسلم- واتباعه من أخيار الصحابة والمبشرين بجنات الله ونعيمه، أيصعب علينا نحن اتباع هذا الدين الحنيف والمقتدين برسول الله الكريم.
منفذين أوامر كتاب الله عز وجل وضابط الدين الإسلامي الشريعة أن نتسم بصفة تلحق بنا بركة ورحمة الله تعالى مثل التسامح؟
إنها من أعظم الصفات التي يجب أن يجاهد الإنسان نفسه على الاتسام بها، رزقني الله وإياكم تسامح القلب ولين القول والفعل، ونشر بيننا كل مظاهر الألفة والمودة.
هذا وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه، قال تعالى:( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)
اللهم صلِ وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى أهله وصحبه أجمعين، وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة الأكرمين.
اللهم امنن علينا بوطن متسامح دومًا، وشعب رحيم ببعضه، واجعل العفو خلقنا، والتراحم من شيمنا، والعطاء سلوكنا.
اللهم ارزقنا السعادة والطمأنينة والهناء، وأدم التسامح والسعادة على بيوتنا وأهلينا وأرحامنا.
اللهم ارحم شهداء الوطن الأوفياء، وارفع درجاتهم في عليين مع الأنبياء، واجز أمهاتهم وآباءهم وزوجاتهم وأهليهم جميعا جزاء الصابرين يا سميع الدعاء.
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات، وارحمهم رحمة واسعة من فضلك، وامنن عليهم من خيرك ورضاك يا الله، اللهم احفظ لنا بلادنا واستقرارها، وبارك لنا في ثرواتها، وأدم علينا نعمة الأمن والأمان.
اذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، وأقم الصلاة.
التسامح من أفضل الشيم التي يجب أن يتسم بها كل مؤمن، كما أن فيها أجر ورحمة ينالها المؤمن في الدنيا والآخرة، لذلك من واجب كل مؤمن أن يحاول إلحاق صفة حميدة كهذه في أخلاقه وسماته.