تجربتي مع تبدد الشخصية
تجربتي مع تبدد الشخصية صعبة وشاقة؛ بسبب حدوث خلل بالأمور المُحيطة بي وعدم معرفتي بالأمور التي تحدُث لي إذا كانت حقيقة أم وحي خيالي؟ لذا يُبين موقع زيادة ما مررت به في هذه التجربة.
تجربتي مع تبدد الشخصية
بدأت تجرُبتي مع تبدُد الشخصية في سن المراهقة عندما كُنت اقرأ بعض الروايات الرومانسية، وأقوم بتخيل نفسي مكان البطلة وأحب البطل بدرجة كبيرة.
لم ينتهي الأمر عند التخيل وحسب، بل في أرض الواقع أيضًا كنت أتخيل ذلك وأنني في قصة حب مع بطلي الخيالي، وهذا الأمر استمر معي كثيرًا ففي كل رواية أقرأها أو في كل فيلم أُشاهده أنفصل عن الواقع وأرى نفسي أعيش في تلك الأحداث الخيالية.
استمر ذلك الوضع معي حتى بعد دخول الجامعة عندما تعرفت على مجموعة من الأصدقاء، وبدأت بتخيل نفسي أعيش حياة جميع أصدقائي وأقوم بالتصرف في أي أمر بشخصية غير شخصيتي الحقيقية.. فقد كنت أتصرف بشخصية واحدة من صديقاتي في كل موقف مثل ما كانت تتصرف صديقتي.
لقد كنت أُعاني من ذلك الأمر لا أعرف لماذا أتصرف هكذا؟ لماذا دائمًا أتمرد على كينونتي وشخصيتي؟ لقد كُنت محبوبة مُنذ الصغر وأتمتع بمستوى مادي عالي فما السبب للتمرد إذن؟!
انعزلت عن الجميع وأصبت باكتئاب حاد فالتزمت غُرفتي وتوقفت شهيتي عن الطعام حتى مرضت كثيرًا، وقام الطبيب بنُصح أهلي بضرورة عرضي على طبيب نفسي؛ حتى لا تسوء الأمور أكثر من ذلك وأقوم بإنهاء حياتي في وقت من الأوقات.
رفضت الذهاب إلى الطبيب في بادئ الأمر، ولكن بعد التفكير قررت الذهاب إلى الطبيب على الأقل مرة واحدة؛ لعلي أفهم ما الذي أفعله ولماذا أقوم بذلك من الأساس.
بعد التحدث مع الطبيب علمت أنني مُصابة بمرض نفسي يحدُث نتيجة حدوث صدمات في الطفولة أو بسبب حدوث صدمة غير مُتوقعة، وهذا المرض له الكثير من الأعراض وبالفعل هذه الأعراض كانت تحدُث لي.
- الشعور بعدم التحكم في الأمور فلا يُمكنك السيطرة فيما تقول أو تفعل كأنك انسان آلي لا يعي بشيء.
- الإحساس بالخروج من الجسم وأنك ترى نفسك من الخارج.
- عدم القُدرة على تذكر ما حدث خلال اليوم كأنه تم تخديرك.
- خلط الأحداث الحقيقة بالخيال فلا يُمكن تمييز الأمر الذي حدث بالفعل حقيقة أم لا.
- تكرار نوبات القلق المُستمر والتوتر فتؤدي إلى حدوث الهلع الذي يؤثر بدوره على التنفس فيتم الشعور بالاختناق.
- عدم القُدرة على وصف ما تشعر به لأحد؛ خوفًا من الاتهام بالجنون والتهيؤات.
- شعور المريض بأن حجم أحد أعضاء جسمه غير صحيح فقد يشعُر به مُتضخم بدرجة كبيرة أو أنه يراه صغير الحجم قيد أُنمُلة.
- عدم القُدرة على وصف المشاعر وأحيانًا يصل الأمر إلى تبلُد المشاعر.
في واقع الأمر عندما علمت ما مُصابة به قلقت قليلًا ولكن شعرتُ بالراحة والهدوء عندما علمت سبب ما يحدُث لي وعلمت أيضًا أن ذلك المرض له علاج وقام الطبيب بإعطائي بعض الإرشادات والتمارين التي يجب القيام بها وأن نقوم بتكرار الجلسة مرة أُخرى.
بالفعل قُمت بتكرار الجلسة وكررت الكثير من الجلسات فقد كنت أشعر بالراحة وأُشعر بتحسن كبير في أمور حياتي، وذلك التبدد في شخصيتي كان يقل تدريجيًا إلى أن نجحت في التخلُص منه نهائيًا.
اقرأ أيضًا: ما معنى الشعور بالذات
طريقة تشخيص تبدُد الشخصية
تبدد الشخصية هو حالة نفسية تتسبب في حدوث تغيرات لدى الشخص المُصاب بها، وتتسبب في شعوره بأنه خارج جسده أو يقوم فعل أشياء لا يدري لماذا يقوم بفعلها، وأحيانًا لا يستطيع التمييز إذا كان ما يحدُث له هو الواقع أم من وحي خياله؟
فتتسبب تلك الحالة في خلق شخص خائف مُضطرب يخشى الجميع يسعى إلى إنكار الحقيقة دائمًا، ويحدث ذلك المرض بسبب حدوث بعض الصدمات المُفاجأة في الماضي.
- يتم أولًا بسؤال الطبيب للمريض إذا كان يأخذ أي علاج بصفة مُنتظمة مع التأكد من عدم وجود أعراض جانبية لأي أدوية تُسبب ذلك الشعور.
- تحدُث الطبيب مع المريض عن طفولته وحياته والصدمات النفسية التي تعرض لها مُنذ الطفولة وحتى اليوم.
- التحدث عن الأفكار والمشاعر والسلوك، وهذه النقاط تُساعد في تحديد إذا كان المريض يُعانى من تبدد الشخصية أم يُعاني من اضطرابات نفسية أُخرى.
- التحدث مع المريض حول المرض وسؤاله عن الأعراض التي تحدُث له وعن عدد مرات تكرار النوبات الهلع أو عدد المرات التي يتم بها بالانفصال عن الواقع، مع معرفة المريض أن تبلُد مشاعره أمر غير حقيقي بل هو إنكار لما يشعُر به وانكاره للواقع بصفة عامة.
- في بعض الأحيان يتم الحاجة إلى إجراء بعض الفحوصات الطبية مثل القيام بأشعة رنين على المخ.
اقرأ أيضًا: تجربتي في تقوية شخصية ابني
أسباب تبدُد الشخصية
- مشاهدة العنف المنزلي أو التعرُض لاعتداء جسدي.
- عدَ وفاة أحد أفراد أسرة الشخص بشكل غير متوقَّع أو وفاة شخص قريب مُتعلق به.
- التعرض للإهمال والنبذ خلال فترة الطفولة.
- حدوث المرض بسبب رؤية شخص قريب يتألم بسبب تجربة نفسية أو تجربة سيئة حدثت له قامت بالتأثير عليه سلبًا، فيقوم المريض بتخُيل حياة جميلة لذلك الشخص لأنه لا يُحب أن يراه حزين.
اقرأ أيضًا: مرحلة المراهقة في علم النفس
علاج تبدُد الشخصية
أولًا: العلاج بالأدوية
بالرغم من عدم وجود دواء مُحدد لعلاج تبدُد الشخصية، إلا أنه يُمكن استخدام أدوية الاكتئاب نظرًا لما يُسببه ذلك المرض من أعراض الاكتئاب، وذلك يُساعد في التخلص من المرض بشكل أسرع.
ثانيًا: العلاج النفسي
هذا النوع من العلاج يتم بثلاثة طُرق قد يتم استخدام الثلاث مراحل جميعهم أو مرحلة واحدة، وهذا يتوقف على حسب حالة المريض.
1- العلاج الفردي
أُولى الطُرق التي يتم اللجوء إليها، وهي عبارة عن جلسات فردية بين الطبيب والمريض؛ لمساعدته على فهم مرضه بشكل جيد، والتحدُث عن المشاكل التي يُعاني منها والنقاش حول طُرق حلها.
2- العلاج السلوكي
يتميز بمحاولة تغيير أفكار المريض وتوضيح الواقع الذي يمُر به ومحاولة توضيح إدراكه كما يعمل على تغيير السلوك العدواني للمريض، ومُعالجة المشاعر الناتجة عن حدوث الصدمة المُسببة لذلك المرض.
3- العلاج الجماعي
يهدف إلى مشاركة مرضى آخرين يعانون من نفس الاضطراب ويتضمن جلسات علاجية جماعية؛ لشرح تجارب الآخرين.. يحتوي على أفراد تحاول التخلص من ذلك المرض، وعلى أفراد بالفعل نجحت في ذلك تقوم بتوضيح كيف نجحت في ذلك مع التشجيع على إكمال رحلة العلاج.
- تلقي الدعم والتأقلم عن طريق التُأكد من أن هذا المرض سهل السيطرة عليه؛ باتباع الخطة العلاجية اللازمة للتخلص منه.
- التواصل مع الأشخاص المُقربين والأشخاص الذين يقومون بتقديم الدعم والتشجيع سواء إذا كانوا لهم علاقة بالمرض أم لا.
- عند الذهاب إلى الطبيب فيجب التحدث عما قُمت بتطبيقه من أشياء قام الطبيب بطلبها منك، وإذا كُنت تشعر بأي أعراض يجب إخباره بذلك والنقاش حول الموضوع.
تبدُد الشخصية ليس مرض مُزمن ويُمكن علاجه والسيطرة عليه وليس على المريض القلق منه فهو ليس مرض خطير إذا تم اتباع برنامج العلاج الخاص به.