الطفل العصبي في عمر السنتين
كيف يتم التعامل مع الطفل العصبي في عمر السنتين؟ وما الأسباب الناتج عنها هذه العصبية؟ فإن هناك العديد من التغيرات والتطورات التي تحدث للأطفال عندما يبدأون في النمو، فيبدأ بنطق بعض الكلمات القليلة، والتعبير بما يشعر به بطريقة ما؛ ومن هنا نتحدث حول الطفل العصبي من خلال موقع زيادة.
الطفل العصبي في عمر السنتين
إن الأطفال تختلف شخصياتهم وطباعهم بشكل كبير للغاية، فيمكن أن نرى أن هناك طفل هادئ جدًا في ردود أفعاله، وآخر يُعطي ردود أفعال عنيفة ومتمردة؛ لذلك يجب على الوالدين معرفة شخصية طفلهم جيدًا، وهذا حتى يتمكنوا من اختيار الأسلوب المناسب للتعامل معه.
لذلك نجد الطفل العصبي في عمر السنتين يقوم بإعطاء ردود فعل عنيدة مع والديه على أي شيء يحدث، حيث إن العصبية من ضمن المراحل التي يُمر بها جميع الأطفال، وأصبح هناك العديد من الأساليب التي تساعد الوالدين على تربية الطفل العنيد والعصبي بشكل حديث، وينبغي على الوالدين معرفة أن طفلهم العصبي في الغالب يتمتع بصفتين إيجابيتين وهما (النشاط – الذكاء).
حيث إن الخبراء أشاروا إلى أن العصبية والعناد عبارة عن نشاط إيجابي، ولهما دور كبير في تنمية وتعزيز مهارات الطفل، والمختصين النفسيين يعتبرون أن العناد يدل على ذكاء الطفل، وتبدأ مرحلة العصبية والعناد من سن العامين.
اقرأ أيضًا: كيفية التعامل مع الطفل العنيد في عمر السنتين
أسباب عصبية وعناد الطفل
تجدر الإشارة إلى وجود عدة أسباب وعوامل مُحيطة بالطفل تجعله يشعر بالغضب والعصبية، ويزداد في العناد بشكل كبير، ولكن كما قُلنا فالعصبية مرحلة من مراحل نمو الطفل وتطور فكره ويجب المرور بها، ولكنها قد تزداد عن الحد الطبيعي بناءً على الأسباب الآتية:
- تلبية رغبات الطفل بالكامل مهما كانت والتساهل الزائد عن الحد معه، فيغضب عند عدم حصوله على ما يِريد في إحدى المرات؛ وذلك لأنه لم يعرف العقاب أو الرفض من قبل.
- قد يلجأ الطفل إلى الغضب وإظهار عصبيته الشديدة للفت انتباه الأم ويتصرف بعناد شديد، وهذا يعتبر نوع من أنواع التذمر لأنه شعر بالتجاهل والإهمال من والديه.
- أشار مجموعة من العلماء أن العوامل الوراثية والبيولوجية والبيئية تؤثر على الطفل بنسبة كبيرة جدًا، حيث إن سلوكيات الغضب والعدوانية قد تظهر لديه ناتج تواجدها لدى الوالدين.
- كثرة تعرض الطفل وهو في عُمر الثانية إلى الصدمات التي تنتج عن التفكك الأسري، وتكرار عدة أنماط محددة من سلوكيات الوالدين، مثل: تعرضه للعقوبات القاسية والشديدة، فيصبح عدواني.
- يكون بسبب كثرة الاهتمام المبالغ فيه بالطفل ويأتي بنتيجة عكسية تمامًا؛ لذلك من الضروري أن يحرص الوالدين على الموازنة الجيدة بين تلبية احتياجات الطفل جميعها، وبين إعطائه فرصة لمواجهة المصاعب والتعامل معها بشكل جيد.
- إن الأطفال مثل الإسفنج في هذا السن، حيث إنهم يمتصون سلوكيات وطباع الأشخاص المُحيطين بهم، ويحاولون دائمًا تقليدهم؛ ولذلك يحتاج الوالدين إلى التحسين من تصرفاتهم أولًا ليكونوا قدوة لطفلهم.
- معاناة الطفل من بعض الصعوبات النفسية.
اقرأ أيضًا: مهارات الطفل في عمر السنتين
كيفية التعامل مع الطفل العصبي
من الضروري أن يعرف الوالدين كيفية التعامل مع الطفل العصبي في عمر السنتين حتى لا يصبح الأمر خارج عن السيطرة، فالعصبية مرحلة لا بد أن يمر بها كافة الأطفال في بداية العام الثاني لهم، وتتمثل طرق وأساليب التعامل معه فيما يلي:
1- لا تتعامل مع الموضوع بشكل شخصي
يجب أن تعرف الأم أنه عندما يبدأ الطفل بقول “لا” فهو لا يعنى الرفض أو عدم احترامها، بل إنه يقصد “هل عليّ القيام بذلك؟” أو “هل تقصدين ذلك؟”، فمن المهم على الأم ألا تخلط بين الرد السلبي وعدم الاحترام، حيث إن هذه المرحلة مهمة جدًا من أجل تطوير الاستقلال الشخصي لدى الطفل.
2- التعرف على محفزات الطفل
من المهم أن يعلم الوالدين الأشياء التي تُحفز الطفل، فعلى سبيل المثال في حال كان يرفض الجلوس على المقعد بهدوء، فيمكن إخباره أنه سيحصل على مكافأة عندما يجلس بهدوء، مثل: (تشغيل فيلم كرتوني يُحبه – تشغيل الموسيقى التي يُحبها).
بالإضافة إلى أنه إذا أصرّ على موقفه وعناده ولم يجلس في مقعده فيتم التعامل معه بصرامة بعض الشيء، وإخباره أنك لن تفعل له أي شيء يُريده حتى يجلس على المقعد بهدوء.
3- منح الطفل العديد من الخيارات
إذا قام الوالدين باتباع أسلوب إتاحة عدة خيارات أمام الطفل للاختيار من بينهم، فهذا يساعده على الشعور بالحرية والتحكم في قراراته، ويجعله أكثر تعاونًا مع والديه.
فعلى سبيل المثال للتعامل مع الطفل العصبي في عمر السنتين بشكل صحيح جعله يختار الفاكهة التي يُحبها ويرغب في تناولها أو اختيار الملابس والأحذية التي يُريد ارتدائها؛ لأن الطفل عندما يشعر بإمكانيته في اتخاذ القرارات يجعله هذا أقل عصبية وعنادًا مع أهله.
4- تعليمه احترام القواعد والالتزام بها
توجد مجموعة من القواعد التي تختص بسلامة الطفل ولا يوجد فيها أي جدال أو نقاش، وفي تلك الحالة تقوم الأم بشرح هذه القواعد بطريقة سلسة وبسيطة للطفل، وتوضيح سبب وجوب الالتزام بتلك القواعد، ومن الضروري الابتعاد تمامًا عن استعمال صيغة الأمر كيلا يزداد عصبية وعناد.
5- قلل من قول “لا”
إن أغلب الأمهات والآباء يقولون لأطفالهم “لا” بشكل متكرر على العديد من الأشياء التي يرغبون فيها، ويمكن استبدالها بقول “دعني أفكر أولًا”، وإذا كان الوالدين سيوافقان على ما يُريده الطفل فينبغي فعله مباشرةً قبل أن يبدأ الطفل بالإلحاح أو البكاء والصراخ، وعند الرفض يجب إخباره بسبب ذلك بشكل بسيط.
اقرأ أيضًا: ضرب الطفل في عمر السنتين
ضبط النوبات العصبية للطفل
إن الطفل العصبي في عمر السنتين يكون من السهل التحكم في نوبات غضبه نوعًا ما، حيث إنه في هذا السن يكون قابل للتغيير من بعض سلوكياته خاصةً العدوانية والعصبية منها، فيكون مُتلهف للغاية لضبط والتحكم بكل شيء حوله؛ لأنه يرغب في أن يكون أكثر استقلالية.
بالإضافة إلى أن دور الأمهات والآباء حيوي بدرجة كبيرة في طريقة التعامل مع الطفل العصبي في عمر السنتين وضبط وتعديل سلوكه وتهدئة غضبه، وذلك يتم عن طريق اتباع مجموعة من ممارسات سلوكية وتطبيقها مع الطفل، ومنها:
- حرص الوالدين على وضع حدود واضحة ومباشرة لسلوك الطفل، ومراقبة ومتابعة تنفيذها بالشكل المطلوب تمامًا.
- صرم وحزم الأمهات والآباء في تعديل سلوك الطفل، حيث إنه يُفضل وضع بعض القواعد مع الحفاظ على اتباعها والاستمرار في هذا الأمر.
- أن يتذكر الوالدين أن سلوك طفلهم لن يتغير على الفور، حيث إنه من المحتمل بنسبة كبيرة أن يُكرر غضبه وعصبيته لعدة أيام أو أسابيع أخرى؛ ليعتاد التغيير.
- الانتباه عند التعامل معه وهو غاضب، والمحاولة دائمًا في التحدث معه بهدوء عندما ينتهي من نوبته.
- المحاولة قدر الإمكان في استيعاب عصبية الطفل، والبقاء بجانبه؛ لأن هذا يساعد على تهدئته بشكل كبير، ويمكن احتواء عصبيته بالعناق أو الإمساك بيده، فهذا يمنحه الإحساس بالأمان.
- الابتعاد عن استعمال الإجبار وصيغة الأمر مع الطفل، إلا عند الحاجة إلى ذلك فقط؛ لأن هذا يجعله أكثر عنادًا وعصبية، ومن المهم تركه يعتمد على نفسه في بعض المواقف حتى يتحمل المسؤولية.
- يمكن أن يتغافل ويتجاهل الوالدين في بعض الأمور البسيطة، ولكن في المواقف الضرورية والخطيرة يجب إلزامه بإطاعتها رغمًا عنه.
- من الضروري أن يقتنع الوالدين أن الطفل بحاجة إلى إثبات ذاته كلما تقدم في العُمر، وأن وسيلته الوحيدة تكون عن طريق العصبية والتمرد وقول “لا” ويلزم تغيير ذلك ومعه.
على الآباء والأمهات الابتعاد عدم التعامل مع الطفل العصبي بذات العصبية والكلام الحاد؛ لأنه ما زال صغيرًا وغير واعٍ لكل شيء أو أوامر يتلقاها الوالدين عليه، والحرص على تربيته بشكل سوي يساعده في التغيير من عصبيته.